فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      خِيانَة الجَيش .. لم يَعد فيها شَكُّ

      خيانة الجيش لم يعد فيها شكّ، قيادات الجيش تنتمى للعَهد الفاسد قلباً وقالباَ، وهم يريدون إبقاء النِظَام بأي ثمنٍ.

      • تَرَكوا حُسنى مبارك في شَرم الشِيخ يعيث فَساداً في الأرض، ويتحرك من خلال زكريا عزمي وعمر سليمان، ولم يفتَحوا تَحقيقاً في جرائِمه إلا بعد تظَاهِر المَلايين، فأي تبريرٍ لهذا؟
      • تركوا أحمد شَفيق وأحمد ابو الغيط ومحمود وجدى وممدوح مرعى، حتى تظَاهر المَلايين، فأي تبرير لهذا؟
      • تركوا أمْن الدولة يَعمل بكَامِل هيئته، رَغم المُطَالباتِ بحلّه من اليَوم الأوّل، يُدمّر المُسْتندات، ويُعتقل ويُعذِب، ويُخَطّط لما يأتي من خُطوات دَعمِ النِظامِ الفاسِد، بل وقرّروا تعديل عَمله "لمكافحة الإرهاب" أي ضَرب المسلمين فأي تَبريرٍ لهذا؟
      • ترَكوا الشُرطَة تَضْرِبُ الشَعبِ تحت سَمعِهم وأبْصَارهم، ثم ترَكوهم ينسَحِبون من البَلد، دون أن يفرِضُوا عليهم العَودة أو الفصْلِ، ودون الإستِماعِ إلى الحُلول التي عُرِضَت عليهِم لإنهاء الأزْمَة، فأي تَبريرٍ لهذا؟
      • تركوا قانون الطوارئ حتى لحظتنا هذه دون إلغاء أو تعطيل! فأي تَبريرٍ لهذا؟
      • تركوا موادٍ أسَاسية تتعلق بالشَكل الإنتخابيِّ القادِم، كحقّ تكْوين الأحزَاب، دون تعديل! فكيف تتمّ الإنتخَاباتِ القادِمة التي يُفترّضُ أن تُشَارك فيها كلّ الأطيافِ السياسِية الحرّة؟ وأي تَبريرٍ لهذا؟
      • أوّلوا المَطلبُ الرئيسيّ بتكوين مَجلسٍ رِئاسيّ يتولّى السُلطَة في الفترةِ الإنتِقالية أذُناً طَرشَاء، وكأنهم لا يسمعون، فأي تَبريرٍ لهذا؟
      • أصرّوا على إنهاء الفترة الإنتقالية في فترة الستة أشهرٍن حتى لا يدعوا فرصة للشعب أن يُنظم صفوفه، ويقف في وجه عملاء النظام، فأي تَبريرٍ لهذا؟

      الجيش يريدُ أن تشِيع الفوضى في الشَارع المصريّ حتى يتسنى له أحدُ امرين: إما ضرب الثورة بزعم أنّ البلاد لم تعد تحتمل هذه التغييرات المرجوة في ظل الفوضى، وأن البديل هوالإستمرار في الحكم العسكريّ تحت قانون الطوارئ والأحكام العرفية، أو أن يلجأ اليه الناس، خاصة صنائع النظام من رواد ميدان مصطفى محمود، طالبين عودة النظام، بعد أن تقع الدولة في هوّة الفوضى، خاصة وأن العوام من الناس باتوا يتبرمون بما عليه الحال. أو

      الأمر أنّ المخلصين من ابناء الثورة، والواعين من ابناء الشعب، يعرفون هذه الحقيقة تمام المعرقة، إذ لا تحتاج إلى كثير ذكاءٍ أو شديد فطنة، فهى أوضح من الشمس. لكن الأمر أن الشَعب، حتى المخلصين منه، يتجنبُ، حتى الآن، أي مُواجَهة مع الجيش، ويداومون على ترديد أن "الجيش والشعب يد واحدة"، وهو شعارٌ مُزوّر من بقايا حقبة الخوف وزمن النفاق، يجب على الثوار أن يتخلّصوا منه، فيد الثوار في يد الله، أو هو الهلاك.

      قلت سابقا، وما زلت، إن الجيش، مؤسسة من مؤسسات حسنى مبارك، وقياداته هم صنائعه، فكيف نأمن عليه حفظ الثورة؟

      قلت سابقا، وما زلت، أن الثورة لم تدفع ثمن الحرية كاملا قلت سابقا، وما زلت،ً بعد، وأن نصاب الشهداء المطلوب تقديمه لنجاحها لم تؤده بعد.

      فهل يقف الثوار في وجه المؤسسة الأخيرة التي تحمى النظام الفاسد، وتعمل بكل جهدها على إجهاض الثورة، بالتسويف والتواطئ والإرجاء، أم يؤثرون السَلامة، ويقنعون من الغَنيمة بالإياب؟

      هذا ما سنراه فيما يُستقبل من الأيام.