فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      نظرة واقعية في أحداث الشام بنهاية 2016

      الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ﷺ وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد

      لا يستطيع الناظر في أحداث 2016 في الساحة الشامية أن يخرج بنتيجة طيبة أو مشجهة أو آملة. فقد جاء على رأس الأحداث في هذا العام:

      • زيادة القصف الروسي دعما للنظام، والتدخل البريّ المحدود.
      • استعادة النظام السيطرة على كثير من المحرر، سواء من مناطق الحرورية أو السنة.
      • بدء حملة الهجوم الشعواء على ارتباط النصرة بالقاعدة، سواء من الداخل، مما حمل وزره أمثال هاروش والنحاس ورؤوس التيمع الاستسلامي الديموقراطي المغلف إسلاميا، ومشايخهم كالكناكري وجاجة وهاشم الرفاعي. أو من الخارج من الكارهين للقاعدة أصلا، مثل محمد الحصم والجلاهمة، بل وشارك فيه هذا د أحمد موفق زيدان، مع الأسف.
      • إعلان الجبهة فك الارتباط بالقاعدة، بعد أن أظهرت أحرار الشام وغيرها أنّ هذا هو شرط التوحد في جسد واحد. وظهرت جبهة فتح الشام.
      • نكوث ونكوص الأحرار وبقية الفصائل، وتردد الزنكي وغيرها، عن التزامها بإقامة كيان موحد، من حيث جاءت تعليمات الداعمين من تركيا والخليج، ومن ورائهما أمريكا، بأن الأمر ليس أمر القاعدة، بل هو أمر السنة، وأن الجبهة سيقضى عليها، انفكت عن القاعدة أم لم تنفك.
      • القتال بين جبد الأقصى والأحرار، افتعالاً من الأحرار، ليكن كمسمار جحا في موضوع التوحد.
      • خضوع قيادة الأحرار العسكرية (الحمائم المسلحة) ومن معهم للسياسيين الاستسلاميين (الصقور المتذللة) ورفض التوحد، بدعاوى فاشلة معيبة أظهرت عارهم وخيبتهم.
      • استمرار الكلام ذي الوجهين، دعم التوحد والوقوف في صف المجاهدين والدفاع عنهم داخلياً (كما جاء في تغريدة معيبة تمثيلية لأبي جابر الشيخ!)، والسير في مخطط الهدنة من جانب واحد، حتى يتم تصفية المجاهدين الملتزمين في فتح الشام، وعلى ذلك كان شرط تسليم الخرائط وتعليمات للجند بعدم إطلاق رصاصة في اتجاه النظام.

      وعلى هذا اختتمت الساحة الشامية هذا العام بنكثة لا تقل نكدا عن نكسة 1967! لم يكن فيها إلا خسارة تتبعها خسارة، سواء في الغوكة أو ريف دمشق أو حماة أو حمص أو حلب .. حلب ذات المأساة التي لا تماثلها مأساة.

      فترى، ما هو المكتوب قدراً لتلك الساحة، التي كانت محطّ للآمال فصارت محضنة للآلام؟

      يعلم الله غيبه، لا يعلمه سواه، لكنّنا نستشف بمنحنى سير الواقع، المنحدر لأسفل 80 درجة، أنّ ما هو آتٍ ليس على ما تهوى أنفس الصابرين المجاهدين. فقد اطمأن الروس إلى اتفاقياتهم مع عملاء الأحرار، ومن تبعهم، فبدؤوا بالفعل تقليص حجم قواتهم. وتابع النظام قصفه وسيطرته على الجبهات التي يريد إخلاءها، حتى لا يبق "للمفاوضين" قصاصة ورق واحدة للتفاوض.

      انتهت قيادة الأحرار بأن ألبسها لبيب النحاس ثوب الائتلاف السوري الخائن، وسيقودها إلى الأستانة ثم جنيف، على خطى عرفات ومحمود عباس.

      فإما أن يُحدث الله أمراً من عنده، فيبدل المرّ حلواً، والباطل حقاً، وقيادات شجاعة قائدة مُقْدِمة بالقيادات المهترئة المستسلمة العميلة الخائنة، وإما أنّ تسقط الشام في مخالب روسيا والنصيرية أساساً، وطرد الميليشيات الإيرانية منها في آخر الأمر.

      أمّا عن داعش، فقد كان العام هو عام دفع ثمن الوهم، وردّ الوديعة التي ظنوا أنها لهم في أراضي العراق، والشام، وسيستمر ضربهم، أرفق من ضرب الفتح بالطبع، كي يموتوا ببطئ، فلعل الأحداث تتغير، فيحتاج العدو اليهم لقتال السنة (المرتدين) مرة أخرى.

      وعلى الله كشف الغمة وإنقاذ الأمة.

      د طارق عبد الحليم

      11 ربيع ثان 1438 – 8 يناير 2017