فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      الثورةُ المِصريةُ .. على المَحكّ

      الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم

      عَدلتُ، في اللحظة الأخيرة، عن نشر المقال الذي أعدتته لليوم، حيث لم تطاوعنى نفسى أن لا أتوجه إلى ثوارِ مصر بكلمة قبل "جمعة الإنقاذ"، فكتبت هذه الكلمات على عَجَل، وإن طلبت منكم قراءتها على رويّة.

      اليوم، الجمعة، سيكون يوماً حاسماً للثورة المصرية، التي لم تُحقق حتى الآن 25% من مطالبها، بل خُدعت عنها، وسُرقت منها، وأُلبِسَت لباساً ظاهرُه التحقيق، وباطنه الخِداعُ والتلفيق. كلّ هذا بسبب تَسليم الأمور إلى العَسكر، وبالذات إلى رَبيب مُبارك وصَنيعته الطنطاوى، وشُلته التي صُنعت على عين مبارك، وفي خِدمته.

      لا أريد أن اقول أن الأمر كان واضحاً منذ البداية، مباركُ هنا ليبقى، وما كلّ هذه التحرّكات إلا تلاعباً بالشعب وبشبابه الثائر.

      • مبارك، وكلّ عائلته القريبة والبعيدة، بمن فيهم المجرمون جمال وعلاء، والخيزبون الأم، لا يزالون يعيشون على أعلى مستوى، مع تأمين الحماية المكثفة لهم، وضمان حرية حركتهم، وتعاملاتهم المالية مضمونة مكفولة، وثرواتهم أصبحن مؤمنة في الخليج، بعيدا عن أصحابها الشّرعيين، الشعبُ المصريّ.
      • لم يقبل العَسكر تكوينَ مَجلس رِئاسيّ لمَعرفتهم أنّ مبارك سَاعتها سيذهب إلى مصيره المحتوم، وهم أنفسهم سيُساءلون عن تسترهم وتضامنهم وحمايتهم للفساد، عقودا متطاولة.
      • لم يقيل العسكر المدعى العام، عميل النظام السابق وصنيعته، حتى يتحكّم فيما يقال ويُفعل، ومن يُحاكمُ ومن لا يُحاكم، تماماً كعهد مبارك.
      • لم يتحدث احدٌ عن مصادر المؤسسة العسكرية، كأنها تأتي من كوكبٍ آخر، وغير قابلة للمُناقشة، ولا تخضع للميزانية العامة للدولة، وكأن الجيش مؤسسة إلهية لا تُناقش ولا تحاسب، وهو ما ليس معروفاً في أية ديموقراطية حقيقية، إلا في مثل ديموقراطيتنا الكرتونية.
      • لا يزال غالبَ، وأكرر، غالبَ أعمدة النظام يمرحون في مصر، بما فيهم العميل الصهيونيّ عمر سليمان، يخطّطون ويعربدون، ولم يسحل منهم إلا العادليّ، أضحيةً رخيصةً قدّمها النظام ليلتهى بها الشعب، ويتركه يعود مُستتراً وراء أسماءٍ جديدة، بل وقديمةٍ إن لزَم الأمر.
      • لا يزال الحزب الوطني قائماً إلى الان، بمراكزه وتمويله ورجالاته، يدسّهم وسَط المرشحين القادمين ليستحوذ على نسبة تمكنه من التحرك مجدداً للتخريب.
      • لم يتم إنشاء لجنة لمتابعة الفساد، والسعي وراء الفاسِدين، ثرواتهم وأشخاصهم، قضائياً وجنائياً، وهي خطوة بديهية إن أرادوا إصلاحاً، بل تُرِك الأمر للعميل المدعى العام، يفعل ما يشاء، رغم وجود آلاف القضاء القادرين على القيام بهذه المهمة أحسن قيام.
      • تحرك العسكر لمنع الإضرابات وضرب المتظاهرين، ترويعاً وتخويفاً، ولسان حالهم يقول "هذه قطرة من بحر ما يمكن ان تذوقوه، فكفاكم شغباً، وعودوا إلى حظائركم".

       فيا شباب مصر، يا كلّ المؤمنين بقيمةِ الحرية وشرفِ الكرامة وضرورة العدالةِ، ويا كلّ من ينتسب للإسلام، داعية العدالة والحضارة، وحاضِنَ الحرية والكرامة، هذه فُرصَتكمُ الأخيرة، هؤلاء العَسكر، هذا المَجلس، هذه العصابة العسكرية، لن تُحقق مطالبكم مهما حدث. وهم على إستعدادٌ لجعل أرض مصر ليبيا أخرى، بلا تردد.

       فعليكم أن تعدّوا لهم العدة، ولتعلموا حِكمة التاريخ الذي لا يَكذب ولا يُجامل أن "ليس حقٌ ما لا ترويه الدماء، الكثير من الدماء"