فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      'إِنَّمَآ أَشْكُوا۟ بَثِّى وَحُزْنِىٓ إِلَى ٱللَّهِ ' .. ما بَعد الحُكم

      مضت الأيام القليلة الفائتة، منذ صدورِ الحُكمِ الجَائرِ على ولدى، بَطيئةٍ مُتثاقلةٍ، لا تكاد تلوى على شَيئ، كأنّ ليلَها اشتبك بنهارِها طولاً، وكأنما استلهَمَت سَيرَها البَطئ المُتوانِ يحاكي وَحي الحُكم ذاته، مستغرقاً "مدى الحياة".

      انزويتُ إلى نفسِى منذ تلك السَاعة، مُعرِضاً عَمّن حولي، بل عَزََفَتُ حتى عنّ حديثِ النفس، تتزاحمُ الأفكارُ في رأسي فلا تجِدُ إلى تناولها طَريقاً، ولا تعرِف إلى العقل سبيلا، تجد أبواباً مُغَلّقَة تدفعُها إلى التشتّت والتفرّقِ. هذا الإعراض ليس يأساً من رَحمة الله، ولا رغبة عن عَزاء الأحباب، بل ذهولاً بما يلوح في أفق ولدى، ومحاولة لجَمع شَتاتَ النفسِ التي تناثرَت أشْلاؤها على عَتباتِ المْحَكمةِ الجَائِرة.

      ووالله إن الإسلامَ لفي عزةٍ، وإن المُسلمين هم الأعلون، لكنّ المُصيبة، حين تداهم في الولد، لا يعلم وقعها إلا من فَقد ابناً بالسِجن أو الموت، يعلم صِدق هذا من كتب الله عليه أن يعيش مثل هذه التَجرُبة. لكن، حَمْداً لله سُبحانه، لم يدرِ بالخَلَد ولم يَجرِ على الّلسان ما يغضب ربنا.

      وقد أثلج صدرى، ووضع إبتسامة على شفتيّ ابني، ذلك الكَمّ من الرسائل الإلكترونية من كافة الأنحَاء، تشدّ أزرَنا وتبعث معنى التراصّ والتراحُم بين أبناء هذا الدين أينَما كانوا، فلهم مني ومن شريف كلّ تحية ومحبة.

      ليس أمامنا الآن ما نلجؤ اليه – من وسائل الأرض – إلا مَحكمةِ الإستئناف (Court of Appeal)، وإن كانت فرْصَة تغيير الحُكْم جدُّ ضَئيلة، لما ظَهر من بَطشِ هذه المحكمة في الإستئنافات السَابِقة التي تقدم بها بقية زُملائه.

      لا أدرى عمّا يأتِي به قَضَاءُ الله فيما يأتِي من أيام، ولا اريدُ أن أتحَدّث عنه، بل أتوجه الى ربي أن:

      • يا من أخرجت يونس من بطن الحوت،
      • وأنجيت إبراهيــم من نيران الطاغوت،
      • وأنقذت يوسف من البئر وأعدته إلى أبيه،
      • ورزقت زكريا الولد بعدما فقدَ الأمَل فيه،
      • أعد لي ولدي ومتّع به عَينى، فإن هذا لا يَعظُم عَلي فضلك، ولايعزّ على رَحمتك.

      آمين