فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      الطَابور الخَامِس .. ومُحمّد سّليم العوّا

      محمد سليم العوا .. إسمٌ أصبح في الآونة الأخيرة يرتبط بأشدّ الآراء تلوناً وأكثرها ضَرراً بالدعوة الإسلامية، يعمل متستراً بالدعوة ذاتها، وكأنه من أهلها الحَريصين عليها.

      حين تحَدّث الرَجُل عن مَفاهيم إسْلامِية كالوسَطِية والتجديد، فلوّنَها بلونِ العِلمَانيّة الوَسَطِية التي تتسَنّد على الدين من نَاحِية، وتتمَحّكُ في الليبراليّة من ناحية أخرى، كتبنا ردّاً عِلمِياً علي ما دوّن، وحّذّرنا من تَمْييع هذه المَفاهيم، والترويج لمفاهيم مروّعة مثل المواطنة والتعددية ومثل هذه الأباطيل التي يُروّج لها سَليم العوا ومن نَحَا مَنحاه، تحت مظلة شرعية.

      إلا أنّ الرجل تجَاوز المَعقول والمَنقول، إذ صَحّحَ مُؤخراً إنشاء أحزابٍ للشيعَة والبَهائية، وأعلن أن لا بأس بهذا في مِصر أو غيرها من بلاد المسلمين! وهذا ما يجب ان يقف عنده الدارسون لظاهرة محمد سليم العوا وجماعته، إذ لا أدرى على أيّ وَجه من وجُوه الفِقه أو الأصول يمكن ان تُحمل هذه الفتوى – وهى فتوى بلا شك – وتحت اي حديثٍ أو مفهوم اي آية يمكن ان يبرر لشعبٍ مسلم أن يسمح بإنشاء حزب للدعوة إلى ظلمٍ وإلحاد!

      ولا نريدُ أن نتحدّث بلسَان الرَجل، لكن ما ذكره يكفى لمعرفة دعوته.  فالحِزب، في المفهوم الحديث، هو جماعة من الناس يجتمعون على مفهوم أو مفاهيم محددة، يدعون إليها ويزينون للغير مَحَاسِنها، رغبة في ترويجها وعملاً على تكثير سوادها. ورغم أنّ الإسلام قد حَصَر الأحزاب في حزبين، حزب الله (السنيّ لا الرافضيّ)  وحزبِ الشيطان، إلا أنه يمكن أن نتفهم المعنى المُستحدث لهذا الإصطلاح – الحزب - إن نظَرنا اليه نَظرةً واقعية تتعلق بسياسة متطلبات الحياة اليومية من الناحية التطبيقية، والتي هي من باب (أنتم أعلم بأمور دنياكم)، والتي يمكن الإشارة اليها بأنها جدول إنتخابي يتعاون عليه جَمعٌ من الناس من أجل تحسين الأداء الحكوميّ والإداريّ وتطبيق سياسات إقتصادية وإجتماعية، محكومة بحدود الشرع، للرقيّ بأبناء الشعب المسلم.

      أما ان يكون الحزبُ مؤسساً على أفكارٍ ومبادئ تناهِضُ الإسلام وتدعو إلى دينٍ موازٍ، وتروّجُ له، فهو أمرٌ لا يقرّه شَرعٌ ولا تُبيحُه سُنّة. فالبهائيةُ دينُ كُفرٍ يقوم على إدعاء كتاب ونبيّ وشعائر تختلفُ عن الإسلام كلية. والرافضةُ دينٌ يقوم على أسس مجوسية تؤله علياً – رضى الله عنه – وأبناءهُ، وتكفّر صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتلعنهم. وأن يسمح مجتمع مسلمٌ بمثل هذا الهراء أن يتأسس وينخر في جسد الأمة المسلمة لهو من باب نشر الكفر والإلحاد، والرضا به والترخيص فيه. ولأن كان خالد بن عبد الله القسريّ قد ضحى بالجعد بن درهم لدعوته إلى الجهمية، وهو فرد مفردٌ، فكيف يكون بالجماعة المتحزبة على الدعوة إلى دين أتي بعد دين الإسلام، وإلى نَبيّ غير محمد صلى الله عليه وسلم، وإلى كتابٍ غير كتابه، بين أبناء الإسلام وفي دياره. فلا مكان إذن لحزب الشيطان بالمعنى الدينيّ، الذي هو الإجتماع على الدعوة إلى دينٍ زائفٍ بين المسلمين.

      محمد سليم العوا يحتاج إلى نَاصِحٍ أمينٍ، ينصحه بالإحجام عن توريط نفسِه بمثل هذه الفتاوى التي لا أثرَ لها إلا إضْعاف الإسْلام والتقليل من شَأن الشَرع. ولعل الناصِحَ أن يَسألُه: اليس أجدَر بك أن تصرِف وقتك وجَهدك في الدَعوة إلى تبنِّى الشَريعة والتمسّك بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، لتكون عوناً لعباد الرحمن، بدلاً من أن تكون داعية لأتباع الشيطان من دُعاة التخريبِ الدينيّ تحت إسم الوَسطية والتجديد والتعدّدية المُزيفة.