فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      دعوة التغيير .. لم تبدأ بحركةِ كفاية!

      شعارنا

      الإسلام فوق الثورةِ .. والله من ورائِها حافظ

      يا شباب الإسلام .. يا شباب الثورة .. إقتربت سَاعةُ الحق، وصَارت الثورةُ اقرب إلى تحقيق اهدافها من رفع الظلمِ الذي أوقعه عليها الحكم الجائر الخَسيس في عهد مبارك، ونشرِ العدل الذي هو حق الناس على الحاكم، وضمان الحرية التي هي مقتضى عبوديتهم لله وحده لا لغيره من البشر، ملوكاً أو حكاماً.

      وماذا أفضل من الإسلام حامياً للحرية، وضَامناً للعَدالة، وقامِعاً للظُلم وأهله، فوالله الذي لا إله إلا هو، ما وقع علينا هذا الظلم البيّن إلا بعد زهِدنا في دين الله سبحانه، وتركنَاه وراء ظهورنا، ولجَأنا إلى كلّ مُسْتورَدٍ من فكر الغربِ ونظرياته وترّهاته، التي بدت لنا وكأنها الملجأ والخلاص والحلّ، وما ذاك إلا لما إعترانا من غبشٍ الرؤية، وخضخضة الفكر وإنحراف النظر، بعد ان أضعفتنا قوى الظلم عقوداً متطاولة، فقدنا فيها الثقة في أنفسِنا وديننا وربنا وشرعنا، جملة واحدة، وتلبّسَت علينا فيها مَفاهيم البَاطل، ترتدى رداء الحق، وهمست في آذاننا شياطين الإنس، ساويرس والفقى والجمل وأمثالهم، أن عليكم بالعِلمانية، فأنتم ترون أن الغرب ما تقدم إلا حين تخلّى عن دينه، وما تحرّر إلا بعد أن إنفصَم عن ربه!

      هذا باطلٌ من القول وخطأ في الإستشهاد وإغراضٌ في التوجيه، فالغرب قد انفصل عن دينٍ محرّفٍ مصطنعٍ، وسلطة دينية جائرة تستهزأُ بعقولِ مُريديها وتَستَغل غفلتَهم على مرّ التاريخ. أما الإسلام، فلا أرى حاجة للحديث عنه مقارنة بالنصرانية المحرفّة، إذ اتحدث إلى هنا إلى مسلمين يعلمون ما الإسلام، ومن رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم.  

      لقد دعا الله سُبحانه، في القرآن، أمة الإسلام أن تختار بين أمرين في سعيها للحق، فإما التغيير (إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا۟ مَا بِأَنفُسِهِمْ)، أو التبديل (وَإِن تَتَوَلَّوْا۟ يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوٓا۟ أَمْثَـٰلَكُم) محمد 38. وصدق الله، فقد جاء التغيير على يدِ شباب الأمة. فلا ننسى أنّ دعوة التغيير لم تبدأ بحركة كفاية! بل بدأت من يوم بعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم. فلنر الأمور على حقيقتها، ولنسند الفضل إلى اهله.

      القرآن بين ايدينا، فلنتخذه مناراً ومنبراً، فما حدث هو اوضح دليل على أنّ من اطاع الله كسب وظفر، ومن أعرض عنه خاب وخسر. وهذا ليس بكلام شيخٍ يهرف أو درويشٌ يهزى، بل هو حديث دارسٌ للتاريخ مراقب لحركة الأمم، وعليكم أن تنظروا وتتدبروا، فإن حكمة الله وسننه في الأمم لا تتبدل (سُنَّةَ ٱللَّهِ فِى ٱلَّذِينَ خَلَوْا۟ مِن قَبْلُ ۖ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ ٱللَّهِ تَبْدِيلًۭا) الأحزاب 26.  

      الأمر الآن يا شباب الثورة، ويا رجال الإسلام وحصنه، هو أن نعود إلى ديننا وشرعنا، وهما لا ينفصلان، حيث يتعرضا، في خضمّ هذه الأحداث، إلى محاولاتٍ خبيثة خسيسة ظلامية متعسّسة، لتنحيتهما عن الساحة بدعوى العدل والمساواة والمواطنة ، وكأن شرعنا لا يُحقّق عدلاً ولا يحافظ على حياة المواطن من الأغلبية أو الأقلية ولا يتم بموجبه المساواة والحرية!

      علينا أن نفهم أنّ من دعا إلى هذا وروّج له، فعليه أن يَتخيّر ديناً غيرَ الإسلام، ينتسِبُ اليه ويتحدثُ بإسمه، فإنه ما من مُسلمٍ حقٍ يقول بمثل هذا القول. دعونا لا نقف بين يديّ الله ناكرين لفضله بعد أن صَدقنا وعده، ونصرَنا حين سِرنا على سُننه، فنكون كمن حكى سبحانه عنهم " فَإِذَا رَكِبُوا۟ فِى ٱلْفُلْكِ دَعَوُا۟ ٱللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ فَلَمَّا نَجَّىٰهُمْ إِلَى ٱلْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ" العنكبوت 65