فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      شيخنا الدكتور طارق عبد الحليم! .. فصبرٌ جميلٌ على مصابكم الجلل

      مدير مركز المقريزي للدراسات التاريخية
       
      شيخنا الجليل الأستاذ الشيخ الدكتور طارق عبد الحليم! حفظه الله ورعاه!
      لما علمت بخبر حكم المحكمة الكندية الجائرعلى نجلكم الكريم "شريف" بالسجن مدى الحياة!! في قضية ملفقة كعادتهم في اتهام أهل الإسلام!! انسكبت العبرات! وتزاحمت الأفكار! وتلعثم اللسان وحار البيان! كيف أواسيك وبأي كلمات أخطها! فكل القصائد في فمي محبوسة محتاجة مني إلى تبيان!
      لقد احترت في اختيار كلمات المواساة لشخصكم الكريم! فقد حشر الكلام في صدري لعلي؛ أخرج عبارة منتظمة لأخفف عن مصابكم الجلل؛ جراء حكم قاس بربري لا رحمة فيه! ومنذ متى وهم رحماء بأبناء المسلمين!
      شيخنا المبتلى المفضال! لقد شرفتنا في زيارتك الأخيرة لنا في لندن،  وكان البيت يشع بهجة وبركة وسروراً.. وعندما كنا نتبادل أطراف الحديث كان صوتك يقطر منه حزن وأنت تتذكر أنك على موعد مع حكم المحكمة الكندية لذلك أسرعت بالرحيل! كانت عيناك مغرورقتين بالدموع وأنت تكفكف الدمع أن ينهمر أمام الجالسين!
      وكأننا نسمع أنين الأبوة يختلج في صدرك! الحكم الجائر سيفرق بيني وبين ولدي! كنت أشعر أن شلالاً من الأحزان كاد أن ينفجر صارخاً: ولدي برئ! ولدي برئ!
      شيخنا الجليل! نعلم أنك تحمل على كاهلك قريبا من سبعين عاما!! أطال الله عمرك ورزقك الصحة والعافية! وهذا سر شدة الحزن مع قسوة الحكم! لكنك والحمد لله في جلد الشباب وقوة العزيمة! وصلابة الإيمان والحمد لله!
       لقد عاصرت شيخنا أحداثاً جساماً ماكان المتفائل منا يظن أن طاغتي تونس ومصر سينخلعان بهذه الطريقة!! وما كان المتفائل منا يظن أن الشعب الليبي سيثور على الزنديق القذافي ويطارده بعد أكثر من أربعين سنة من القمع والظلم والحكم الشمولي!! فإن القادر على إزالة هؤلاء الطواغيت! والإفراج عن المعتقلين المظلومين الذين قضوا نصف أعمارهم  والبعض منهم معظم عمره في سجون هؤلاء الحكام المغتصبين لسلطة الإسلام! هو نفسه القادر وهو الله وحده على كشف الغمة وإذهاب الحزن عن هذه الأمة المكلومة في حكامها!! وهوالله الغفور الحليم الرحيم!  الذي يقول للشئ كن فيكون .. قادر على أن يجمعك مع فلذة كبدك المظلوم .. وليس ذلك على الله بعزيز!!
      شيخنا وأستاذنا فضيلة الدكتور طارق عبد الحليم!
      لا أجد إلا هذه الكلمات التي خرجت من نور النبوة لأقدمها لك .. وأنت عليم بها وخبيرها.. عسى الله أن يذهب عنك الهم والحزن:
      ورد بسند صحيح كما في سنن البيهقي وغيره أن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: "سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم من أشد الناس بلاءً؟ قال: النبيون ثم الأمثل فالأمثل يبتلى الرجل حسب دينه، فإن كان صلب الدين اشتد بلاؤه، وإن كان في دينه رقة ابتلي على حسب دينه فما تبرح البلايا على العبد حتى تدعه يمشي على الأرض ليس عليه خطيئة" أو كما قال صلى الله عليه وسلم.
      شيخنا الجليل! لأن ابنك شريف لذلك حاكموه! نسأل الله تعالى العظيم أن يلهمك الصبر والسلوان وأن يفرج كرب ابنكم ويفك أسره وليس ذلك على الله بعزيز! كما نسأله سبحانه أن ينتقم ممن ظلمه .. ونسأل الله الجبار المنتقم أن يحرمهم من أبنائهم وفلذات أكبادهم كما حرموك من قرة عينك وحبك!
       
      وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

      http://www.almaqreze.net/ar/news.php?readmore=996