فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      الجَيشِ المِصْريّ .. والوأد السِلميّ للثورة

      كان شِعار الثورة من يومها الأول هو "سِلميّةٌ سِلميّةٌ". وهو ذات الشِعار الذي حَمله العَسْكَر حين وأدّوا الثورة، سَلمياً، والتفّوا حول مَطالبها، فلم يحققوا منها إلا أولها وهو "تخلي الرئيس عن منصبه" وكأنه ترك المنصب تعففاً عنه وإذدِراءاً لشعبه! فكان أن قاد العسكر حملة وأد الثورة في سِلمية وسَلاسة من خلال التخويف من "الخروج على الشرعية"! والمماطلة في تحقيق المكالب، والتي رفضوا بالفعل بعضاً منها، كمحاسَبة حسنى وعائلته، وكأنّ كََرامة الشَعب كلَّه أصْغر وأضْأل من كَرامة هذا القاتل السَارق المزّور! هذا هو مدى إحترام العسكر لكرامة الشعب، إحتراماً يقف عند تمثيلية رفع اليد بالسَلام عند ذكرِ الشهداء! تغفيلّ وتضليلٌ، ومُداراةٌ وتجْهيلٌ لشعبٍ بأكمله. كيف تجتمع حُرمَة دماء الشَعب وأمواله مع حماية من إغتاله؟

      لقد تآمَر المشير طنطاوى، واللواء أحمد شفيق، واللواء محمود وجدى، وكلهم من العسكر، وأحمد أبو الغيط، على وَأد الثورة، والتدرّج في الرجوع إلى نفس النظام السابق بشكلٍ سلميّ، ودون مواجهة مع الثوار، من خلال ترْك هيكَل الحِزب الوطنيّ قائمٌ ومُستعد للعمل فوراً مع كَادراتٍ جديدة تنتمى إلى نفس النظام السابق، وترك العديد من بؤرِ الفَساد في أماكنها، بل وتَرْك الرأس الخَبيث يسْتعيد قُوته إلى حين.

      الألمُ بالغٌ، والمُصَابُ جَللٌ في الثورة التي أنعشت الآمال وحرّكت سَاكنِ الرَجاء في أن يكون هناك تغيير حقيقيّ في مصر. كيف ولم نر للعادليّ أيُّ أثٍر للآن، خِلافَ إسم تتداولُه الصُحُف على أنه قد تمّ القَبض عليه! دونَ أثرٍ له في أيّ مكان؟ كيف والنَائبِ العَام هو نفسه الذي حَفِظ كافة شكاوى الظلم والطغيان، مؤتمراً بأوامرِ رأسِ الحيّة؟ وكثيرٌ من الأمور التي، لولا الأجندة السّرية للعَسكر في وَأدِ الثَورة، لكانت قد أُبرِمَت بين عَشية وضُحَاها.

      لا أكاد أصدقُ أن تهدأ الأمور بهذه السرعة، وأنْ ينتظر الشعب ما يلقيه له العسكر من فُتات المَكَاسِب التي حَقّقها بتضحياته وشهدائه. الجيش المصريّ ليس خائنا، بل هو جيش شجاعٌ وطنيّ يخشى على أهله وقومه. إنما الأمرُ أمرَ تلك الشِرذِمة التي إرتبطَت مَصالحها بمصالحِ النظام السابق، وإرتشت منه، بل وصُنعت على عينه العوراء.  

      رجال الجيش الأحرار مطلوب أن ينظفوا القيْح الذي اُبتليت به مؤسستهم، كما أُبتليت كافة مؤسّسات الدولة بأقياحٍ مُمَاثلة، حتى يمكن أن ننقذ مكتسبات الثورة من الضياع.

      والله سبحانه وليّ التوفيق.