فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      الساحة الفلسطينية والواقع الإسلامي

      يمثل الواقع الدائر على الساحة الفلسطينية اليوم واقع الساحة الإسلامية العريض خير تمثيل وأقربه لمن أراد مثلا يعبّر عن سلبياته وإيجابياته.

      فالحكومة – كما هو الأمر عادة في عصرنا هذا – حكومة عميلة دينها العلمانية ومنهجها الدكتاتورية ووسائلها الفساد والإنحراف والرشاوى واستعمال الخونة من بني أمتها – إذ لا تخلو أمة من عملاء يبيعون دينهم وأهليهم بثمن قليل، وهدفها الترصد بالقوى الإسلامية مهما ضعفت وغايتها التشبث بصولجان الحكم مهما كان الثمن الذي تدفعه شعوبها، ولا جديد تحت الشمس!

      والشعب منقسم على نفسه، فئة اتبعت قوى العلمانية المتمثلة في قيادات "فتح" وعلى رأسها البهائي محمود عباس ميرزا، الذى أملى عليه دينه البهائي الإنتصار للصهيونية ونشر الفساد والفحش بين المسلمين ما استطاع لذلك سبيلا، فلا غرو أن نصّبته قوى اليهودية والصليبية بعد أن انتهى دور عرفات ولم يعد عنده ما يفيدها.

      وفئة خفي عليها الإسلام فتبنّته اسما وتخلّت عنه حقيقة، مثل من اعتقد الإسلام ثم اتبع "فتح" وسار وراء "محمود عباس" البهائيّ، فتقةت بها قوى العلمانية وصاروا يداً للشيطان وعوناً للعدو الذي يفترض أنهم حرب عليه! والعجب أن محاربوهم يتسمّون "بشهداء الأقصى" وكيف يُستشهد في سبيل الله من هو من أنصارِ البهائيين؟! تناقضٌ لا يُفسّره إلا الجهل بحقيقة الإسلام أولا والجهل بحقيقة دور عباس البهائي وما يهدف اليه من تذليل العقبات أمام العدو الصهيونيّ لإبتلاع الأرض الفلسطينية بإتفاق أهلها وحكومتها بعد أن استولى عليها فعلا وواقعاً قبل الرضا والإتفاق. ولا أدرى والله كيف خُدع هؤلاء بهذا العميل وأمره أوضخ من ضوء الشمس في رائعة النهار!

      وفئة عميلة ضالة منحرفة تتبع السلطان أيّا كان، لا تعلن الكفر ولا تبطن الإسلام، أمرها بيد من يُسيّرها ممن عنده المال والجاه، لا تُعنى بمبدإ ولا تأبه لوطن ولا تخفض جناحاً لقريب. هذه الفئة من الناس هي التي يستخدمها عباس في تعيين أمثال حكومة "تسيير الأعمال" أو إن شئت، حكومة "تيسير الإضلال"! وعلى رأسها فياضّ وجرمق من أمثاله لا يعرف الفلسطينيون ما دوره وأين مكانه من الوطن السليب.

      وفئة أخلصت وحاولت جهدها أن تتعامل مع الواقع الفلسطينيّ – على هنّاتٍ - فكان أن أعطتها الغالبية الفلسطينية أصواتها وفازت بأكثر من سبعين بالمائة. وكان أن ذابت أصوات دعاة الديموقراطية من ملاحدة الغرب ومنافقى الشرق، وكان أن ناصرت القوة الغربية الأقلية العلمانية وجعلتها تظهر وكأنها صاحبة الحق في تولى زمام الشعب، كيف لا وهم خدّام الغرب وماسحى أحذية اليهود، ولا حول ولا قوة إلا بالله، وهو أمر الغرب مع كلّ من يبيع وطنه وشعبه كما فعل العقيد حين أعلن عن تخليه عن برنامج أسلحة الدمار الشامل الذي لم يكن له وجود أصلاً ثم أتبعه بإطلاق سراح من أجرموا في حق أطفال المسلمين إعتبارا بزيارة زوجة سيده ساركوزى رئيس فرنسا! ولا حول ولا قوة إلا بالله.

      شعب محاصر في غزّة يعاقبه عباس البهائي واليهود الصهاينة والنصارى من أتباع اليمين المتطرف على إختياره الديموقراطي. ومن حوله شعوب لا حول لها ولا قوة، تريد نصرة إخوانها في فلسطين ولكن حكوماتها تقف لها بالمرصاد وتلوّح في وجوهها بالقوة الغاشمة تسحق من يحاول الإنتصار للحق ومساندة الإخوة.

      هذا هو الواقع الفلسطيني، وهذا هو الواقع العربي الإسلاميّ، حذو القذّة بالقذّة. مثال متكرر، حكومة مأجورة وشعوب مقهورة واستعلاء بالباطل واستهانة بالحق، وولاية للكفر وبراء من الإسلام! فهل من مدّكر!

      د. طارق عبد الحليم