فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      الشعبُ يريدُ .. إعدام الرئيسِ

      كثيرةٌ هي الشِعارات التي تعكس متطلبات المرحلة الحَالية للشَعْب المَصري وترشِد إلى ما هو باقٍ على أجندة الثورة من خطوات ضرورية لنجاحها، وعلى رأسَها "الشعب يريد .. إعدامُ الرئيس".

      الشعبُ يريدُ .. إسقاط شفيق، الشعبُ يريدُ .. إسقاط  الطوارئ، الشعبُ يريدُ .. إسقاط أمن الدولة، الشعبُ يريدُ .. إسقاط كل ما هو من رموز النِظام السابق...

      الشعبُ يريدُ .. إعدامُ الرئيسِ: نعم، فوجود مبارك في شرم الشيخ أخطر على مصر من وجود إسرائيل على حدودها. إسرائيل يعرف الجميع أجندتها، ولكن هذا العربيد الملحد يخطط لسلب ما تبقى من كرامة الشعب، وثروة الشعب، بل ووجود الشعب ذاته. والأخْطر أنه يتحرك بأجندة إنتقامية، يريد بها تدمير الشعب وإضعافه لحدٍ يمكنه من الرجوع مرة أخرى، بنفسه أو بولده المجرم جمال.

      والحُكُومة الحَالية تسير على هذه الأجندة سواءاً بتهديد الجيش للثوار، وهو ما نَجَحوا فيه، بل وفي إعَادة بناء جِدار الخَوف، من الجَيش هذه المرة بدلا من قوات الأمن، أو بالسَمَاح لبؤر التقيّح بإعَادة الإنتشَار في كافة أنحَاء الدولة، وترتيب أوراقها.

      الأمور أصبَحت مُهيأةً للرجوع إلى ما كانت عليه قبل الثورة، وإنما هي عدةُ اسابيع ونرى الأوجُه المَشؤومة تعود للظهور من جديد، بل ونحن نرى بالفعل بروز إسم عمرو موسى للرئاسة. وعمرو موسى هو أحد الأذناب متعددة الأوجه، فهو ذَنَبٌ غَربيّ، وهو ذَنَبٌ للدكتاتوريات العربية كلها، وهو علمانيّ عتيد. ومن هنا فهو أخطر من البرادعيّ، إذ البرادعيّ لا تظهر تبعيته لأحد، بل عيبه في علمانيته. وشخصيةٌ كشخصية عمرو موسى، والتي عاشت وتمرّست بالتبعيةِ والخضوعِ هي أفضلُ وجه للرئاسة في هذه الفترة التي يعتبرها أتباع النظام المباركيّ فترة إنتقال للعودة إلى السلطة.

      بل والأدهى والأكثر خطراً هو ظهور إسم سامي عنان كمرشحٍ محتمل للرئاسة، وهو أخطر ما يمكن أن تقع فيه مصر إن قبلت بعسكريّ ان يحكمها مرة أخرى بديلا، والأصحّ أن نقول شريكاًن لمبارك وعائلته. يومها نقول على مصرٍ السلام إلى يوم تقوم الأنام.

      الشباب أمامه خَيار بين أمرين، أحلاهما مرُ.

      إما السكوت والخوف من عاقبة التحدى، من قتلٍ وإعتقال.

      وأما الهبوب في وجه الجيش وتحديه والقبول بدفع ثمن الحرية الحقيقية، لا الحرية المُدبلَجَة التي فرضها عليهم المجرم المخلوع وزبانيته.

      ولا خيارٌ ثالث ينفعن والوقت الآن ليس في صالح الثورة بالمرّة، والجيش ليس أقوى من قوى الأمن التي حطمتها الثورة، وهناك العديد من أبناء الجيش الأبرار ممن سيأبون قتل إخوانهم.

      قد عرفنا مرّة كيف تُسقط أولَ جدار خوفٍ. فهل ننجح في إسقاط آخر جدار خوفٍ، مرة وإلى الأبد؟