بسم الله الرحمن الرحيم
بيان رقم (1) من
شباب الصحوة الإسلامية
(إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ)
نحن شباب الصحوة الإسلامية المشاركين مع القوى الشعبية الثائرة على الطغيان والفساد في ثورة 25 يناير العظيمة.. نحيي جماهير شعبنا الجسورة التي خرجت تطالب بحقوقها المشروعة في الحرية والعدالة والكرامة، ونهنئهم بالإنجازات التاريخية التي انتزعوها بفضل الله تعالى ثم بصمودهم وإصرارهم وتضحياتهم، من بين أنياب نظام بوليسي قمعي من أعتى النظم الفاشية في عصرنا الحديث، نود التذكير والتأكيد على ما يلي:
§ أن شعبنا بجميع أطيافه عانى طوال عشرات السنين من الظلم والطغيان والفساد، وذاق معظم أفراده شتى أنواع القهر والظلم، وقد نال شباب الصحوة الإسلامية من ذلك نصيبًا وافرًا يحتسبون ذلك عند الله تعالى.. ولم يكن هذا الظلم والطغيان بجميع مظاهره الاجتماعية والسياسية والاقتصادية إلا نتيجة حتمية لعملية ماكرة متواصلة من ترسيخ إخضاع الناس للفرعون وتعبيدهم له، استخدم النظام الفرعوني فيها آلته الأمنية العاتية وأبواقه الإعلامية المأجورة.. ومن هنا نؤكد أن الضمانة الحقيقية للحفاظ على مكتسبات ثورتنا المباركة ليست في قوى سياسية داخلية ولا في قوى عالمية طالما ساندت ودعمت الأنظمة الفاسدة في منطقتنا والعالم.. وإنما تكمن هذه الضمانة في أنفسنا نحن، والتي أساسها أن نتحرر من داخلنا من العبودية لأي مخلوق، وعماد ذلك بتحقيق العبودية الصحيحة لله وحده لا شريك له.
§ إن مقاومة الظلم والقهر والفساد هدف إنساني مشروع حث عليه الإسلام ودعى إليه، حتى لو وقع هذا الظلم من مسلم على كافر، ولا غرابة في ذلك؛ فديننا منظومة شاملة تتكامل فيها علاقة الإنسان بربه مع علاقته بمجتمعه مع علاقته بدولته، بل بالعالم والكون كله، ويلبي التطلعات والحقوق الإنسانية الطبيعية إذا نُحيت الأهواء والمصالح الخاصة، لأن مصدر هذه المنظومة أعلى وأجل من الإنسان والبشر، فقيمة تحقيق العبودية لله تعالى تتسق مع تحقيق الخير والحياة الكريمة في واقع الناس إذا أخذوا بأسبابها (وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ).
§ إنه إن كان هناك حسنة تذكر لنظام الطغيان الساقط فهي أنه دفع بطغيانه ومظالمه شعبنا المصري العظيم لإعادة اكتشاف ذاته وإظهار معدنه الأصيل واستخراج إمكاناته الحضارية، وسيرى العالم أجمع إنجازات هذا الشعب العظيم واستعادة مكانته العالمية عندما يفيق بإذن الله تعالى من الكابوس الجاسم على صدره، ولهذا وقف العالم كله على أطراف أصابعه لثورتنا لأنه يعي تمامًا أن إفاقة هذا الشعب وريادته تعني بدء سقوط إمبراطورية الظلم والطغيان العالمية.. وفي هذا نذكر بأن المرحلة الحالية تحتم علينا:
• الوحدة والتماسك، والحذر من الأصوات التي تهدف إلى استغلال ثورتنا لإحراز بعض المكاسب الفئوية أو الطائفية وإسقاط ثوابت الأمة وقيمها.
• الحذر من الألاعيب السياسية وأساليب الخداع التي تهدف إلى الالتفاف على الثورة وإجهاضها.
• الاحتفاظ بالنفس الطويل وإظهار الاستعداد للإصرار والصمود والتضحية حتى تحقق الثورة أهدافها.
• توعية جماهير الشعب بحقيقة المعركة وإحباط مخططات التضليل الإعلامي الموجهة إليهم.
§ إننا إذ نؤكد على أن معركتنا التحررية طويلة، وأنها الآن معركة النفس الطويل، معركة شرسة تنتظرنا فيها كثير من الصعاب والتضحيات، وقد قدم شعبنا في هذه المعركة مئات القتلى وآلاف الجرحى، نحتسبهم عند الله تعالى، ونحن على استعداد لاستمرار مشاركة جماهير شعبنا لتقديم المزيد من البذل والتضحية، فهذا سبيل الحرية في كل عصر... نذكر إخواننا الثوار بأن أعمارنا الغالية إذ نبذلها ونضحي بها فإننا يجب أن نستحضر النية الصالحة التي تنجينا بعد الموت، ولن نجد أنبل وأسمى من أن تكون تضحياتنا لله، الذي أمرنا بمقاومة الطغيان وقول كلمة الحق، والذي مَنّ علينا بنزع الخوف من قلوبنا وإلقائه في قلوب جند فرعون، هو وحده مولانا وسندنا في معركتنا.
(َومَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ)
والله أكبر والنصر لمصر
10/2/2011
للخروج من مأزق الانتقال من الثورة إلى الدولة
تصور عن انتخاب لجنة ممثلي القوى الشعبية الثائرة
تعد ثورة 25 يناير العظيمة إحدى إنجازات العبقرية الحضارية لشعبنا المصري، وستظل تُذكر على مدى التاريخ باعتبارها ثورة شعبية تلقائية وصادقة في منطلقاتها وتحركها، ولا شك أن أحد مكامن قوتها في أنها خارج السيطرة المؤطرة للكيانات السياسية التقليدية، وأنها قلبت طاولة اللعبة السياسية كلية، ولكن هذه القوة يشوبها سلبية عدم بروز قيادة موحدة لها حتى الآن، تتفاوض باسمها مع أطراف الصراع الأخرى وتتحدث باسمها وتعبر عن آمالها، وهذا ما أوقعها في مأزق عدم تقديم تصور ناضج وموحد للانتقال من الثورة إلى الدولة، مما قد تستغله بعض القوى المناهضة لتشويه صورتها أمام الرأي العام، خاصة مع تململ الجماهير من الحالة الطارئة التي تفرضها أي ثورة، وعدم قبول القوى الدولية استمرار حالة عدم الاستقرار في مصر والمنطقة.
إن طرح فكرة إنشاء حزب سياسي في هذه المرحلة قد تكون غير موفقة، لسببين رئيسيين:
الأول: أن القبول بإنشاء حزب سياسي يعني ضمنًا الانسحاب إلى ملعب الخصم والقبول بقواعد لعبته السياسية، وهو ما قد يؤدي إلى استمرار النظام القديم مع بعض التعديلات الشكلية أو المكاسب الجزئية، أي إنه يعني افتقاد الثورة لمصدر قوتها المتمثل في صعوبة السيطرة عليها كما سبق ذكره.
الثاني: أن إنشاء حزب سياسي يعني الاتفاق على برنامج ومبادئ معينة لهذا الحزب، ولا يخفى على الجميع أن الثورة الحالية قامت رفضًا لنظام وأوضاع سياسية واقتصادية واجتماعية عديدة، وشاركت فيها قوى شعبية وسياسية كثيرة ذات توجهات ومبادئ وأهداف مختلفة، ومحاولة تأطير الثورة في حزب تعني اختلاف هذه القوى وتفتيت جماهير الثورة، وهو ما يعني في النهاية إضعافها والقضاء عليها.
إن هذه الأوراق تقدم تصورًا مبدئيًّا لكيفية انتخاب لجنة ممثلي القوى الشعبية الثائرة، وإذا وفقنا الله لتحقيق هذه الخطوة فإنه يمكن القول:
- إن قوة المظاهرات الحاشدة تبلورت في هيئة كيان تمثيلي له صلاحيات تفاوضية ويمتلك قوة ملايين المصريين الذين فوضوه للحديث باسمها، وبالتالي:
- سيقطع الطريق على مدعيي الحديث أو التفاوض باسم الثورة ومن يحاول سرقة ثمرتها أو الرقص فوق دماء أبنائها.
- يمكن فض المظاهرات أو الرجوع إليها حسب الحاجة والمصلحة العليا، وبهذا نستفيد نسبيًّا من قوة الدفع التي توفرها استمرار المظاهرات، مع عدم تأثر مصالح الناس الحياتية تأثرًا كبيرًا.
- كما ستكتسب نتائج المفاوضات أو القرارات التي تتخذها أو تحققها هذه اللجنة شرعية شعبية يمكن التحرك على أرض الواقع من خلالها.
- كما يمكن من خلالها الانتقال من الحالة العاطفية التي تميزت بها المظاهرات (والتي لا شك في أهميتها وضرورتها لتفجر المظاهرات واستمراريتها) إلى حالة التعقل والخبرة والتخطيط للمستقبل بوعي وبصيرة.
- توعية القوى الشعبية وتوجيهها بالخطوات والتحركات المطلوبة منها في كل مرحلة...
ولا يفوت التنبيه على ضرورة تحديد المطالب والصلاحيات التي سيفوض فيها جموع المتظاهرين هذه اللجنة؛ لعدم الانحراف نحو مزالق تنازلية أو الحديث حول أمور تحتاج إلى برامج أو طروحات قد لا يوافق عليها جميع المتظاهرين، أي إن التفويض تفويضًا خاصًا وليس عامًّا.
كما لا يخفى أن هذه الأوراق هي مقترح مشروح يمكن التعديل عليه وتطويره للوصول إلى الهدف المنشود.
وستتناول هذه الأوراق:
معايير اختيار أعضاء اللجنة.
مهام اللجنة المفوضين بإنجازها.
آلية انتخاب اللجنة.
التصديق على مطالب الشعب الثورية.
آلية عمل لجنة ممثلي القوى الشعبية.
قائمة مقترحة بأسماء الشخصيات العامة المرشحة للجنة.
قائمة مقترحة بمطالب الشعب الثورية.
معايير اختيار أعضاء اللجنة :
- ألا يكون جزءاً من النظام السابق أو معروفاً بولائه له.
- أن يكون ذا خبرة في مجاله المهني أو الفكري.
- أن يكون معروفاً بنزاهته وعدم تورطه في أي فساد أو خيانة لقضايا الأمة.
- أن يكون شخصية عامة معروفة.
- ألا يكون معروفاً عنه تطلعه لتبوء منصب أو استجلاب مصلحة خاصة في المرحلة القادمة.
- أن تمثل اللجنة غالب أطياف المجتمع المصري.
مهام اللجنة المفوضين بإنجازها :
- العمل على تحقيق مطالب الشعب الثورية.
- وضع تصور لطبيعة المرحلة الانتقالية وكيفية العبور إلى نظام جديد يُرضي التطلعات الشعبية.
- التفاوض مع الأطراف المعنية حول تنفيذ هذا التصور.
- وضع جدول زمني لتنفيذ ما اتفق عليه.
- المراقبة والإشراف على تنفيذ ما اتفق عليه، وصولاً إلى المرحلة النهائية من المرحلة الانتقالية.
آلية انتخاب اللجنة:
1- المدن التي يتم فيها الانتخابات: المدن التي شهدت تجمعات ثورية كبيرة، وهي: القاهرة الكبرى- الإسكندرية- السويس- المنصورة- الإسماعيلية- بورسعيد- دمياط- المنيا- بني سويف- العريش- شبين الكوم- كفر الشيخ- دمنهور- المحلة الكبرى.
2- تحدد أماكن الانتخاب في هذه المدن في أماكن التظاهرات الرئيسية.
3- يحدد وقت موحد للانتخابات.
4- تُعلق بوسترات في أماكن الانتخاب بالتعريف بالشخصيات المرشحة (مرفق قائمة بالأسماء المرشحة)، تتضمن: مؤهلات كل مرشح، إنجازاته في مجاله، وظائفه أو مناصبه التي تبوءها في العمل المهني أو العمل العام، رؤيته للتغيير، مع إعلان معايير اختيار المرشحين الواردة في هذا التصور.
5- تشكل لجنة من المعتصمين في كل مدينة للإشراف على العملية الانتخابية تمثل فيها كافة القوى الشعبية الثائرة، مع اعتبار لجنة القاهرة هي اللجنة الرئيسية.
6- تُعد أوراق انتخابية تحمل الأسماء المرشحة، وأمام كل اسم مربع للتأشير بالموافقة عليه، مع ترك هذا المربع خالياً في حال عدم الموافقة.
7- تُعد صناديق شفافة بإشراف لجنة الانتخابات، التي تتولى أيضًا الإشراف على عملية التصويت وفرز الأصوات.
8- يُدلي كل معتصم برأيه بملء الورقة الانتخابية (دون ذكر اسمه) ثم صبغ أصبعه الإبهام الأيسر بمادة لا تزول إلا بعد ساعات ضماناً لعدم تكرار التصويت.
9- يمكن لكل ناخب التأشير على بعض الأسماء أو جميعها، أو عدم التأشير على أي اسم.
10- تُفرز نتائج الانتخابات برصد عدد الأصوات لكل شخصية مع توقيع أعضاء الجنة الانتخابية.
11- تُجمع نتائج الانتخابات من جميع المدن التي تم فيها الانتخابات، وتضم إلى نتيجة لجنة القاهرة، ثم تُعلن النتائج النهائية.
12- يشكل مجلس لجنة ممثلي القوى الشعبية الثائرة من المرشحين الثلاثة عشر الحائزين على أعلى الأصوات.
التصديق على مطالب الشعب الثورية:
1- يرفق مع ورقة انتخاب المرشحين ورقة أخرى تتضمن مطالب الشعب الثورية المقترحة (مرفق قائمة بالمطالب المقترحة).
2- يؤشر كل معتصم أمام كل مطلب يراه معبرًا عن تطلعاته.
3- ترصد عدد الأصوات الحائز عليها كل مطلب، بالآلية نفسها المتبعة في رصد الأصوات للمرشحين.
4- تحتسب عدد الأصوات لكل مطلب نسبة إلى عدد الناخبين (عدد الأوراق).
5- تعلن المطالب التي حازت على نسبة 75% من أصوات الناخبين باعتبارها مطالب الشعب الثورية.
آلية عمل لجنة ممثلي القوى الشعبية:
1- تتخذ قرارات اللجنة بأغلبية الأصوات المطلقة.
2- تنتخب اللجنة هيئة تفاوضية باسمها، للتفاوض مع الأطراف الأخرى.
3- تحدد اللجنة المتحدث الرسمي باسمها، وتعلنه للجميع.
4- لا تعتمد نتائج المفاوضات وخطط التنفيذ إلا بعد الرجوع لجميع أعضاء اللجنة وأخذ موافقتهم بالأغلبية المطلقة.
5- تعلن القرارات المتفق عليها والخطوات المنجزة أولاً بأول على جماهير الناخبين.