إلى الأخت المسـلمة: يا من وصف الله سـبحانه صحبتها الأولي لنا بأنها لها وهـن، والثانية بأنها لنا سـكن. يا من أوصى بها رسول الله صلي الله عليه وسلم خـيرا، وأضفي عليها وصف "القوارير" فكانت لها صفة وذكرا. يا من حملتنا مضغات وأعلاقا، وأطعمتنا أجنة وأطفالا، وصاحبتنا شبابا ورجالا، ورعتنا شيوخا كبارا. يا نصف الأمة الرحيم ، وكلّ قلب الأمة الرقيق المؤنس الكريم
يا أماه، يا أختاه، يا بنتاه، يا زوجاه…
إليك نتقدم ، بكلمات في حلقات متتابعات، تبدأ من العدد القادم، يشهد الله سبحانه أنها خالصة لوجهه، وإنما يراد بها الإصلاح والتوجيه، حين يجب الإصلاح والتوجيه، فهي من قلوب محبة شفيقة، ومن نفس لنفسك شقيقه، عارفة بمكانك من الحياة، وقدرك من الإنسانية. فان أشارت عليك نفسك، أو أشار عليك من لا يرعى لك حرمة، يوما، أن فيها ما يتوهم أنه مجاف لفهمك، أو أن فيه انتقاص لقدرك، فلا تسمعي لهذا الداعي الشيطانيّ، وأعيدي قراءتها متأنية مستهدية، فسيتبين لك أنها صافي الدسم، وأن ما يعرضه المخالف هو محض السم في آنية العسل!
سنتحدث عمّا هضم لك من حقوق باسم الإسلام، كما سنتحدث عمّا عليك من واجبات غابت عن عقول الكثيرات بحكم التربية التي فرضت علينا عقب الغزو الفكري الغربي. سنرى، بعين الإخلاص لما يجب أن يكون، لا بمجرد عين الخلاص مما هو كائن، أين الخلل إن كان هناك ثمّـة خلل، وكيف السبيل إلى الإصلاح حين يعتقد البعض أن لا سبيل إلي الإصلاح.
ومشاركتك في هذا الأمر ضرورة يحتّمها الشرع ويمليها العقل. مشاركتك بقراءة المادة المعروضة، والإنصاف في مراجعتها والحكم عليها، ثم في مراسلتنا بما يعنّ لك من آراء. ولا تخافي ولا تخجلي! فسلفك الصالح من كريمات المسلمات العالمات قد أدّين دورهن، في إطار الشرع وحيز الأدب، فكن مربيات أجيال وحاملات علم وسبّاقات للخير. ونشهد الله أننا معك لا عليك، إذ كيف يخاصم نصف الإنسان نصفه الآخر؟، وان قدر علي ذلك وخاصمه فترة، فهل رأيت أعجز أو أقلّ حيلة ممن يمشي في الأرض وهو يرتكز علي نصف دون نصف .
د. طارق عبد الحليم