فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      ثَورة مِصر .. تحتاجُ إلى الثورَة!

      حتى لا نوصَفُ بالتسَرّع، فنحن حَريصون على طَرحِ "مخاوفنـا" في صُورة تَسَاؤلٍ وإن كانت أشبه بالتقرير، تحت عنوان "لعل وعسى!" وإن كنا لا نرى في هذا العنوان محلٌ في عالم السِياسة والإجتماع.

      لكن الظاهر أن هناك خطوطاً حمراء لا يَسمح المَجلسُ العَسْكرى القَائم لأحدٍ بتَخطّيها، وهي تلك الخطوط التي تمسّ سيطرته على الأوضَاع في مصر، كقانون الطَوارئ، وحرية تكوين الأحزاب، وإنشاء مجلس رئاسيّ مدنيّ. بل واستمر في تحدى الشعب والثورة بحمايته لمبارك وعشيرته، وتثبيت وزارةٍ فيها أحمد أبو الغيط الذي قال قبل يوم "أن هؤلاء الثوار مغامرون!"، وعائشة عبد الهادى التى قبلت يد سوزان مبارك! بل وإعلان أن عمر سليمان سيتولى منصباً هاماً، والتفكير في تعيين عماد أديب، المنافق الذي هاجم الثورة بشراسة، وزيراً للإعلام!

      وإن تغَاضَينا عن المَنطق والعَقل والتاريخ، وإفترضنا أن هناك وقتٌ يلزم لتخطي هذه الخطوط الحمراء، فما هو تفسير مثل هذه التصريحات، كتنصيب عمر سليمان، التي لا تعكس، عند من له أثارة من عقلٍ، إلا أنّ المَجلسَ العَسْكرىّ القَائم يَحتفظ بأجندة الحكم، والحفاظ على المحتوى السياسيّ العام للنظام السابق، وهو أن العسكر هم أصحاب الكلمة الأولى والأخيرة في البِلاد، وأن المَدنيّين لا يمكن أن يُتركوا وشَأنهم في إدارة البلاد، وأن الحكمَ العَسكريّ باق ٍما بقي الدهر.

      ولنتَصَوّر مَعاً صُورة إفتراضِية آخرى، ، قد تُسَاعدنا على تفهّم المَوقف. فلنفترض أنّ حُسنى مُبارك قد هَلَكَ، وذهب إلى حَضرة خالقه، يؤدى حِسَابه ويتلقى كِتَابَه بيَسَاره، ثم إنّ الجيش لم يقبل بقضِية التوريث، وهو ما كان مُحتملاً جداً، فماذا كان سيكون موقف الجيش؟ إنقلابٌ وتعطيلٌ للدستور، وتعيين حكومة يرأسها عسكريّ، وإعلان أنّ الحكومةَ مؤقتةٌ لحين إستعادة الدستورية! ويبقى الرعب من الأمن، وقانون الطوارئ مُسلطاً على رِقاب الناس، وتبقى عائلة مبارك تتمتع ببركات الجيش! إذن، قل لي بالله عليك: ماذا جنت الثورة أكثر من هذا حتى اللحظة؟ وهل سَال دم هؤلاء الشَباب للوصول إلى نتيجَةٍ كان يمكن أن يصِلَ اليها لو انتظرَ على السَرطان أن ينهى حياة الطَاغية؟

      الواقع الحاليّ جدّ خطيرٍ، ولا يَسمحُ بتهاونٍ ولامُحَاورة، ولا عَمل بالظنون، ولا تراخٍ وإتاحة فرص. الجيش يسحب سجادة الثورة من تحت أرجل الشعب. ولم يُعرف يوماً ان ثورة بيضاء أدّت إلى حكمٍ عادلٍ في يوم من الأيامز

      لم نقرأ حتى الآن عبرة التاريخ كما ينبغي.