فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      حَسَمَ الجَيش موقِفَه... فلتسيل الدماء وليسْقط الشُهداء!

      تماماً كما توقّعنا في مقالاتنا منذ أول أيام الثورة، كما في مقال "القوات المعادية للثورة المصرية" و "أبعاد المؤامرة على الثورة المصرية" و "أما آن للجيش أن يتمرد على قيادته؟" و "اللحظات الحاسمة بين الجيش والشعب"، قِيادات الجَيش العميلة تسَاند النَظام وتدعَم بقاءَه لصَالح مكَاسبها. وحين إنعقد ما أسْموه بالمَجلس الأعلى للقواتِ المُسلحة، بقيادة الطَنطاوى، كانت دلالة قَطعية على قَرار الجَيش هذا، أنّ طَنطاوى ذَيلٌ من ذُيولِ مُبَارك، كان ولا يزال. أنما حَرَصَ هؤلاء على عدم وجودِ مبارك على رأس هذا الإجتماع ليُعطى الإنطباع بالإستقلالية وأن الجمعَ منفصلٌ عنه، فضلاً عن أنه غير مَوجود بالفعل في مِصر!

      العقدة الرئيسية هي الجيش، كما كرّرنا مراراً. قد خرّب النِظام كافة مؤسّسات الدولة بالفَساد، وعلى رأسِها الجيش. لن يتخلى الطاقم الموجود الآن عن السلطة وعن المكاسب الحرام التي حققها أفراده من القيادات العليا والوسطى. أما القيادات الأصْغَر، من رتبة مقدم واقلّ فهم لا يزالون على نقاءٍ، كما رأينا من ذلك الرائد، شومان الشجاع، حين لَحِق بالثورة وخَلع زيّه الذي إعتبره لا يخدم القضية المصرية.

      يزعجنى ويؤلمني أن اقرر هنا ان الثورة السلمية لن تؤتي ثِمَارها في ظلّ هذا النِظام العَسكريّ العميل لنظام مبارك.  لن تفلح الثَورة إلا إن بدأت الجموع في السَيطرة على المَرافق الرئيسية وأولها مبنى الإذاعة والتليفزيون، وإعلان نجاح الثورة.

      من طَبائع الثورات التي تواجه نِظَاماً بهذا العُتوّ والجَبروت أن تدفع ثمناً أعلى مما دَفعَته ثورة مصر حتى الآن. لابد من أن يقتحِم الشَعب هذه المَباني بالقوة.

      ستسيل دِماءٌ وسيسقط شهداء، ولكن هذه هي ضريبة الحرية، لابد أن تُدفع الآن كَاملة إن إراد الشعب أن يؤمّن لهذا الجَيل، ولكافة الأجيال القادمة، حياةً كريمةً وآمنة، فلابد أن يُقدم على هذه التضحيات دون توانٍ. إنه لمن المؤلم أن تصِل الأمور إلى هذه الدرجة، لكن كلّ شيئ له ثَمَنٌ يتناسَبُ وحَشعوبجمِه وقيمته. وهدف الشعب اليوم هو أغلى ما تطمح له الشُعوب، الحُرية والكَرامة.

      الأمل الآن هو في تَمردٍ عَسكريّ يزيل الطَنطَاوى وشِيعَته من العَسكَْريين الخَربين من عُمَلاء مُبارك.