فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      إلى جيش مصر.. إحسموا أمركم بينكم!

      عجيب أمر هذه الجِبِلَّة التي إسمها مبارك! الرجل لا يرى ولا يسمع ولا يفهم. لا يزال فيه بقية من عنادٍ على الإستمرار في مسرحيته الهزلية التي لن تنتهى إلا بكارثة على البلد كلها.

      إذن، الإصْرار على زَوال النِظام واستمرارِ المُظاهرات، مهما طال الأمد، هو بلا شكّ الطَريقِ الوحيد الذي يجب أن تَسير فيه الثورة حتى النصر. لا يمكن التراجُع عن هذا المَطلب، ولا التباطُؤ في عملية تحصِيله.

      مصر كلها الآن على قلب رجلٍ واحدٍ للتخلص من هذا الورم السرطانيّ الخبيث. دَخَلت قوى العمال والنقابات على الخَطّ مع الثَورة التي كانت قد إتّخَذَت سِمُة الشَباب المُثقّف في أوّل أيامها، شَباب الفيس بوك، ثم انضمّت اليها كافة قوى الشعب وأطْيافه، بعد أنْ سَقَط جِدار الخوفِ والرعبِ من نفوسِ الناس، وعَرفوا أن ما همْ فيه من ظُلمٍ وقهرٍ وفسادٍ، أشدُ وأوعرُ وأبعدُ أثراً في تهديدِهم من المَوت ذاتِه. وإنضم المُحامون والأطباء والصَحفيون والفَنّانون وأسَاتذة الجَامعات وموظّفوا الصحة وغيرها، إلى قوى الثورة، وهو ما يُعطِى زَخَماً غَاية في القُوة. وإن دَخَل عُمال قناة السويس على خطّ الثورة، فإن القوة الشعبية ستبلغ اقصى ذروتها.

      الأمر الآن في يدِ الجيش، إذ إنّ الجيشَ لا يزال لم يحسم أمره رغم بيانه الأول، والشَعب الآن يخرُج عن بكرة أبيه ليسقط النظام، سواءاً بالتحفظ على مبارك لحين مُحاكَمته، وإلحاق عُمر سُليمان وأحمد شفيق به، ومن ثمّ حلّ مجلسيّ الشعب والشورى والحكومة، وحلّ الحزب الوطنيّ وكافة أجهزة الأمن الإرهابيّ.

      الجيش يتلكأُ في أداء مهمته، وهو قادرٌ على إنهاء هذا الموقف في ساعة زمن، قبل أن يوقع مبارك البلاد في حالة دموية تتمثل في حرب بين قواته وقوات الحرس الجمهوريّ الموالى لمبارك مباشرة، وبين الشعب وقوات الأمن التي لا تزال مختفية ومتخفية بين الناس.

      على الجيش أن يكون مسؤولاً وعلى مستوى الحدث الذي سيغير وجْه المنطقة كلها إلى غير رجعة.