"وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ"
(1) كما كتب أحد المعلقين الغزويين من داخل غزة: يوم أسود في تاريخ الشعب الفلسطيني
قرار الكنيست بضم الضفة الغربية: نص القرار: (قرار الكنيست بتاريخ 27 تموز 5785 – 23.07.2025 يهودا، السامرة ووادي الأردن هي جزء لا يتجزأ من أرض إسرائيل – الوطن التاريخي والثقافي والروحي للشعب اليهوودي)
انتهى عباس والسلطة الفلسطينية وكل هذا الهراء، بعدما انتهت غزة بالكامل، وقضي على حماس، على الأرض حقيقة (إلا من عدة بنادق تحمي عدة أسرى لعدة أسابيع مقبلة، ومائة ألف غزي مقتول قصفا وجوعا، زيادة عما سبق!) وهو ما يعني حرفياً، نهاية القضية الفلسطينية على المسرح العالمي الحاليّ.
-----------------------------
(2) لكن .. أود أن أشير إلى أن القضية الفلسطينية على أهميتها القصوى، لم تكن يوما، وليست الآن، هي قضية الإسلام عامة! فإن عودة فلسطين يجب أن تكون ملازمة ومقرونة بعودة الإسلام في حياة المسلمين، أي عودة شريعتهم مع شعائرهم.
فالأصل كان، وما يزال، وسيظل هو العودة إلى حكم الشريعة في البلاد التي حكمها الإسلام من قبل، ويعيش على أرضها إلى اليوم مسلمون.
من هنا تبدأ القضية الأصلية، التي بدون حلها، فلا عودة لقدس، ولا معنى لعودته إلى سلطة كافرة أخرى أصلاً!
------------------------
(3) لكن .. مرة أخرى ..
كما قال تعالى "وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ"، فملك اليهود والصهاينة لن يستمر، وملك أمريكا لن يستمر. هذا ضرب من المحال! فلا شيء يبقَ على حاله أبدا، أبداً، إلا وجه الله تعالى.
السقوط والانهيار قادم لا محالة .. بغض النظر عن العصر والوقت والقرون .. وهم يعملون على تشكيل المستقبل بحيث تطول مدة بقائهم وسيطرتهم ..
لكن لله سنن، وطرق، ومكرٌ لا يعلمونه "وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ ۖ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ"
قد يكون من مكر الله أن يقيض لهم قوة ملحدة أخرى كالصين، تتفوق عليهم، وتدحرهم، أو أن ينشغلوا بقتالها، بعد نصف قرن أو قرن من الزمان، لحين تتظهر أرض المسلمين من مخلفات الكفر الحالي وشعوبه التي لابد أن تُستبدل على وجه القطع، ليأتي من هم خير منها،بعد قرن أو قرنين. فالقرون ليس لها حساب في حياة الأمم كما هي في حياة الأفراد.
قوة الإسلام، ولا أعني بحال قوة المسلمين اليون! فهم اليوم بلا قوة، بل ندرة قليلة مغلوبة .. أقول قوة الإسلام كالجمرة المتوقدة، خبأت جذوتها، لكنها لا تنطفئ، أبد الدهر، ما دام القرآن، بوعد الله سبحانه. فهي مشتعلة تحت الرماد، في هدوء وصبر، لا يهمها مرور الزمن، وعدة العقود، بل القرون. إذ عودتها للبريق والتوهج أمر مسلّم لا مراء فيه .. "وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ"
طارق عبد الحليم
23 يوليو 2025