فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      ✍️ما بين الحرورية والإرجاء، الحق المبين!

       ????لا أظن أن هناك، في سوريا أو خارجها، من كتب قدر ما كتبتُ عن حركة الحرورية الجديدة (داعش)، ولا بيَّن ما بينت، بالحجة والبرهان، من التاريخ والواقع، وبناء على كتاب الله وسنة رسوله ﷺ، ومن شاء فليعد لما نشرت مما استوعب قرابة مجلد كامل من ألف صفحة، ما بين عامي 2004 و2006. فلا نقبل مزايدة علينا من حرافيش لا يعلمون شرعا ولا تاريخا!

      ????ولا شك أن دعوة الحرورية تنشأ، وتنشط في بيئات عمَّ فيها الظلم، وانحرف فيها الحاكم وخان، واستسلم المحكوم وهان!

      ????وقد تحركت القوى الحرورية، في الآونة الأخيرة، في سوريا، لتنشط بين صفوف الشباب المسلم، لمناهضة حكم الجولاني الخائن العميل. وبنت مقدماتها على ضرورة إزالة حكم الطاغية المستبد، المرتد الحاكم بغير شرع الله تعالى، الموالي للكفار.

      ????ولا أشك أن دعوتهم تلاقي قبولاً عند كثيرٍ من الشباب، لجهلٍ أو يأسٍ من الواقع. كما استدعت عدداً من المعلقين أن يُحذروا من حركتهم وينبهوا على خطورة السير في ركابهم!

      ????نعم، حركة الحرورية خطيرة مدمرة للعقيدة. لكن، لابد من تعقيب على هذه الجملة. 1. لا يقل عن دعوة الحرورية خطورة، دعوة الاستسلام للحكم الكفور الطاغوتي الحالي، المتجسد في آل الجولاني، عليه لعائن الله، وعلى من تابعه في ضلاله، وفي حكمه الذليل، ومدحه وأعلى من قدره الوضيع.

      2. كذلك، فإنه يجب الحذر من الخلط بين:

      ????حركة الدواعش، التي تحكمها عقيدة تكفيرية بحتة، للمسلمين ممن لم يرتكب مكفراً واضحا.

      ????وبين من أعلن كفر من ارتد على وجه الحقيقة وقام بأعمال، وقال أقوالاً لا تأويل مشروع لها، إلا التأويل الباطل العارِ عن الحق، وتحريف كلام الله ﷻ ورسوله ﷺ. 3. التنبيه على أن الحكام الطواغيت، بل وحكومات الصهيونية العالمية كلها، تتعمد عدم التفريق بين المعسكرين، معسكر الخوارج الحرورية، ومعسكر أهل السنة الناطقين بحكم الله سبحانه، (إن أصابوا فمن الله وإن أخطأوا فمن أنفسهم)، كما ورد عن الصديق أبي بكر رضي الله تعالى عنه، بناء على الدليل من الكتاب والسنة، وصحة الفهم للواقع ومعطياته.

      ✍️وبكلمات بسيطة:

      ليس كل من كفّر الجولاني وحكومته ومن تابعه على فعل ما يفعل، هو خارجي داعشي، بل هي دعوى جاهل غرير، أو عميل مضلل.

      ????فإن من رأى أن اعتماد الكفر وقوانينه، يمكن أن يستصحب إسلام الحاكم به، المُطبق له، الحامي لنظامه، هو مُلوث ملووث لا عقل له، إن سلَّمنا بإسلامه.

      ????فقضية الحكم بغير الشريعة، واعتماد القوانين الوضعية ليحكم بها بين الناس في الدماء والأموال والأعراض، ليست قضية فقهية، بل هي قضية عقيدة وتوحيد، إلا عند غلاة المرجئة من بني زماننا، لم يقل بغير ذلك بها أحدٌ من مرجئة العصور السابقة لهذا الزمن!

      ???? وكما أن قضيتنا مع المعتزلة ليست في تنزيه الله سبحانه، بل نتفق معهم فيها، وقضيتنا مع المرجئة ليست في الأمل في رحمة الله تعالى، فهو أملنا كذلك، وقضيتنا مع الروافض ليست في محبة أهل البيت رضي الله عنهم وأرضاهم، فإن قضيتنا مع الحرورية، ليست في المبدأ، بل في التعميم دون دليل، وتكفير من لم يرتكب مكفراً، وليست في قيام الكفر فيمن قال أو فعل ما هو كفر، دون مانع شرعي أو تأويل مُعتمد. وهذا مذهب عامة علماء الأمة من أهل السنة، سلفهم وخلفهم، إلا نابغة من ذييول السلاطين، في كل عصر ومصر، مداخلة كانوا أو مجرد حمير علم.

      ✍️ونحن نحذر من الأقوال التي تريد أن تجمع التوجهين المتضادين، في بوتقة واحدة، فإنهم بفعلهم هذا، لا يخدمون إلا الطواغيت، الذين يتخذون من تهمة "الداعشية" ذريعة لإبطال كلّ ما هو سنيٌّ أصيل.

      طارق عبد الحليم

      27-7-2025

      1-2-1447