فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      عن عبد الله الشريف!

      ???? وَمَا قَالَهُ هٰذَا الرَّجُلُ هُوَ مِنْ بَابِ الطَّعْنِ فِي الدِّينِ، فَهُوَ نُصْرَةٌ لِدِينِ الرَّوَافِضِ، الَّذِي هُوَ فِي مُعْتَقَدِنَا، شِرْكٌ وَكُفْرٌ مَحْضٌ، فَيَكُونُ مَنْ نَاصَرَهُ طَاعِنًا فِي دِينِنَا، مُصَحِّحًا لِقَوْلِ الْمُشْرِكِينَ فِي أُمِّنَا عَائِشَةَ، مُكَذِّبًا لِلْقُرْآنِ، دَاعِيًا اللَّهَ أَنْ يَنْصُرَهُمْ عَلَيْنَا، وَيَنْصُرَ دِينَهُمْ عَلَى دِينِنَا، "اللَّهُمَّ انْصُرْ أَعْدَاءَ الدِّينِ"! وَمَعْلُومٌ حُكْمُ الطَّاعِنِ فِي الدِّينِ.

      يَقُولُ ابْنُ تَيْمِيَّةَ فِي "الصَّارِمِ":

      ????
       "الْمَوْضِعُ الثَّالِثُ: قَوْلُهُ تَعَالَى: (وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ)... وَهَذِهِ الْآيَةُ تَدُلُّ مِنْ وُجُوهٍ: أَحَدُهَا: أَنَّ مُجَرَّدَ نَكْثِ الْأَيْمَانِ مُقْتَضٍ لِلْمُقَاتَلَةِ، وَإِنَّمَا ذَكَرَ الطَّعْنَ فِي الدِّينِ وَأَفْرَدَهُ بِالذِّكْرِ تَخْصِيصًا لَهُ وَبَيَانًا، لِأَنَّهُ مِنْ أَقْوَى الْأَسْبَابِ الْمُوجِبَةِ لِلْقِتَالِ، وَلِهٰذَا يُغَلَّظُ عَلَى الطَّاعِنِ فِي الدِّينِ مِنَ الْعُقُوبَةِ مَا لَا يُغَلَّظُ عَلَى غَيْرِهِ مِنَ النَّاقِضِينَ". ص 20، طَبْعَةُ دَارِ الْحَدِيثِ، تَحْقِيقُ سَيِّدِ عِمْرَان.

      ????
       تَمامًا كَما لَوْ قالَ قائِلٌ، عَنْ صِراعٍ بَيْنَ الْيَهُودِ وَالْمُسْلِمِينَ: "اللَّهُمَّ انْصُرِ الْيَهُودَ أَعْداءَ الدِّينِ"، فَهٰذا إِلى جانِبِ أَنَّهُ اسْتِهْزاءٌ أَوْ عَداوَةٌ حَقًّا لِدِينِ اللَّهِ تَعالى، فَهُوَ وَلاءٌ مَحْضٌ صَرِيحٌ بَيِّنٌ، وَدُعاءٌ أَنْ يَنْتَصِرَ أَعْداءُ الدِّينِ عَلَى الدِّينِ وَأَصْحابِهِ، بِأَيِّ مَعْنًى أَرادَهُ الْكَفُورُ، وَلا عِبْرَةَ بِالنِّيَّةِ هُنا، فَالْجِدُّ وَالْهَزْلُ وَالْخَوْضُ وَاللَّعْنُ وَالْكِنايَةُ وَالْمَجازُ، لا تَصْلُحُ كُلُّها لِلِاعْتِذارِ، كَما قالَ تَعالى: "أَبِاللَّهِ وَآياتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ".

      ???? وَعَجَبي هُوَ مِمَّنْ يُعْجَبُ مِنْ إِطْلاقِنا الْكُفْرَ عَلَى هٰذا الرَّجُلِ، بَلْ وَعَلى غَيْرِهِ مِمَّنْ يَرْتَكِبُ أَوْ يُعْلِنُ الْكُفْرَ الصُّراحَ، وَيَقِفُونَ مَوْقِفَ التَّرَدُّدِ الْخائِفِ الْوَجِلِ مِنْ إِنْزالِ حُكْمِ اللَّهِ تَعالى الثّابِتِ الْواضِحِ عَلى مُسْتَحِقِّيهِ!

       ????وَهِيَ الْجُرْثُومَةُ الَّتِي ضَرَبَتْ عُقُولَ جُلِّ الْمُسْلِمِينَ فِي عَصْرِنا هٰذا، بِدَرَجاتٍ مُخْتَلِفَةٍ، حَتّى مَنْ اتَّبَعَ السُّنَّةَ وَأَعْلَنَ التَّوْحِيدَ، لَمْ يَسْلَمْ مِنْ رَذاذِ تِلْكَ الْمُصِيبَةِ!

       ????وَقَدْ تَسَبَّبَتْ تِلْكَ الْكارِثَةُ الْعَقَدِيَّةُ، الَّتِي رَسَّخَها فِي عُقُولِ كَثِيرٍ مِنَ النّاسِ، وَهِيَ التَّوَقُّفُ عَنْ تَكْفِيرِ مَنْ يَقُولُ أَوْ يَفْعَلُ الْكُفْرَ، وَإِنْ كانَ عالِمًا بِما يَقُولُ واعِيًا بِهِ، مُدَّعِيًا الْعِلْمَ بِالشَّرْعِ، بَلْ مُتَحَدِّثًا بِاسْمِهِ، أَقُولُ: تَسَبَّبَتْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْبَلاءاتِ فِي ساحَةِ ما يُسَمّى بِالْعَمَلِ الْإِسْلامِيِّ مِنْ قَبْلُ.

      ????فَهٰذا الرَّجُلُ، لا تَخْرِيجَ لِكَلِمَتِهِ إِلّا الْكُفْرَ الْأَكْبَرَ النّاقِلَ عَنِ الْمِلَّةِ، إِنْ كانَ ساخِرًا أَوْ مُعَرِّضًا أَوْ هازِلًا، بَلْهَ أَنْ يَكُونَ جادًّا، وَهُوَ مَدْلُولُ حَلْقَتِهِ كُلِّها وَمَواقِفِهِ مِنْ قَضِيَّةِ الرَّوافِضِ، أَنَّهُ يَدْعُو لِنُصْرَةِ أَعْداءِ الدِّينِ!

      ???? فَهُوَ طاعِنٌ فِي الدِّينِ بِقَوْلَتِهِ تِلْكَ، لا يَجِبُ التَّسامُحُ وَالتَّمْيِيعُ فِي ذِكْرِ حُكْمِهِ، لِيَرْتَدِعَ غَيْرُهُ مِمَّنْ هُمْ كَثِيرٌ عَلى شاكِلَتِهِ.

      طارق عبد الحليم

      30-6-2025
      5-1-1447