فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      مَوْقِفُ أَهْلِ السُّنَّةِ مِنَ الْـحَرْبِ بَيْنَ أَعْدَاءِ الْأُمَّةِ!

      ✍️ ذَكَرَ لِي أَحِبَّاءُ أَنَّ الْكَثِيرَ مِنَ التَّعْلِيقَاتِ، سَوَاءٌ عَلَى صَفَحَاتِ بَعْضِ مُسْتَشَيِخِي السَّاحَةِ (مِثْلَمَا وُرِدَ عَنِ الْكِتَّانِي وَإِلْهَامِي وَغَيْرِهِمَا!)، أَوْ عَوَامِّهَا الْمُتَفَلْسِفَةِ، تَلْتَوِي بِنُصُوصِ شَيْخِ الْإِسْلَامِ ابْنِ تَيْمِيَّةَ، بِشَأْنِ الْمُقَارَنَةِ بَيْنَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى وَبَيْنَ الرَّوَافِضِ، وَيُرَدِّدُونَ أَنَّ شَيْخَ الْإِسْلَامِ قَالَ: إِنَّ تَفْضِيلَ الرَّوَافِضِ عَلَى أَيِّ كَافِرٍ أَصْلِيٍّ أَوْلَى عِنْدَ الْمُسْلِمِ، وَأَجْدَرُ بِالتَّوَلِّي، بَلْ مِنْهُمْ مَنْ قَالَ: إِنَّهُ لَا يَكُونُ مُسْلِمًا وَلَا عَاقِلًا مَنْ لَمْ يَقُلْ بِذَلِكَ! يَقُولُ شَيْخُ الْإِسْلَامِ: ???? "سُئِلَ ابْنُ تَيْمِيَّةَ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى: عَنْ رَجُلٍ يُفَضِّلُ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى عَلَى الرَّافِضَةِ؟ فَأَجَابَ: الْـحَمْدُ لِلَّهِ، كُلُّ مَنْ كَانَ مُؤْمِنًا بِمَا جَاءَ بِهِ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَهُوَ خَيْرٌ مِنْ كُلِّ مَنْ كَفَرَ بِهِ؛ وَإِنْ كَانَ فِي الْـمُؤْمِنِ بِذَلِكَ نَوْعٌ مِنَ الْبِدْعَةِ، سَوَاءٌ كَانَتْ بِدْعَةَ الْـخَوَارِجِ، وَالشِّيعَةِ، وَالْـمُرْجِئَةِ، وَالْقَدَرِيَّةِ، أَوْ غَيْرِهِمْ؛ فَإِنَّ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى كُفَّارٌ كُفْرًا مَعْلُومًا بِالِاضْطِرَارِ مِنْ دِينِ الْإِسْلَامِ. وَالْـمُبْتَدِعُ إِذَا كَانَ يَحْسَبُ أَنَّهُ مُوَافِقٌ لِلرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَا مُخَالِفٌ لَهُ، لَمْ يَكُنْ كَافِرًا بِهِ؛ وَلَوْ قُدِّرَ أَنَّهُ يَكْفُرُ، فَلَيْسَ كُفْرُهُ مِثْلَ كُفْرِ مَنْ كَذَّبَ الرَّسُولَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ." مجموع الفتاوى، ج ٣٥، ص ٢٠١، تحقيق محمد رشاد سالم.

      ????️فَتَصَيَّدَ الْـمُبْطِلُونَ، الْجُهَّالَةُ الْـمُغْرِضُونَ، هَذَا النَّصَّ، وَرَكِبُوا بِهِ بَحْرًا لُجِّيًّا، وَخَاضُوا بِهِ مَوْجًا عَالِيًا! أَنَّهُ لَابُدَّ أَنْ يَنْتَصِرَ الْـمُسْلِمُ الْيَوْمَ لِلرَّوَافِضِ ضِدَّ الْيَهُودِ، وَأَلَّا يَفْرَحَ بِمَا يُصِيبُهُمْ مِنْ ضَرٍّ. فَسَنَكْسِرُ قِلَاعَهُمْ، وَنُحَطِّمُ شِرَاعَهُمْ، إِنْ شَاءَ اللَّهُ، وَلَهُ الْفَضْلُ وَالْمِنَّةُ.

      ????️ قَدْ كَتَبْتُ فِي عَامِ ١٩٧٨، فِي كِتَابِي "الْجَوَابُ الْـمُفِيدُ"، مَا نَصُّهُ: "وَالْأُخْرَى.. أَنَّهُ إِذَا جَاءَتْ نُصُوصٌ لِلْفَقِيهِ أَوِ الْإِمَامِ تُوَافِقُ أَصْلًا مُقَرَّرًا، ثُمَّ جَاءَتْ لِنَفْسِ الْفَقِيهِ أَوِ الْإِمَامِ فِي مَوَاضِعَ أُخْرَى نُصُوصٌ تَشْتَبِهُ عَلَيْنَا، أَوْ تَبْدُو بِظَاهِرِهَا مُخَالِفَةً لِنَفْسِ الْأَصْلِ، لَوَجَبَ عَلَيْنَا حَمْلُ الْـمُتَشَابِهِ مِنْ هَذِهِ الْأَقْوَالِ عَلَى الْوَجْهِ الَّذِي يُوَائِمُ الْأَصْلَ، وَالَّذِي شَهِدَتْ لَهُ أَقْوَالُ الْإِمَامِ نَفْسِهِ فِي مَوَاضِعَ أُخْرَى؛ وَإِلَّا كَانَ ذَلِكَ اتِّهَامًا مِنَّا لِهَذَا الْإِمَامِ بِالتَّنَاقُضِ وَالتَّضَارُبِ فِي أَقْوَالِهِ. وَلَيْسَ ثَمَّةَ مَا يَدْعُو إِلَى ذَلِكَ مَا دَامَ الْـمَنْهَجُ مُتَّسِقًا، وَالنَّظَرُ مُسْتَقِيمًا." الْجَوَابُ الْـمُفِيدُ فِي حُكْمِ جَاهِلِ التَّوْحِيدِ، ص ١٠٣، الطَّبْعَةُ الرَّابِعَةُ، دَارُ الْـمِحْبَرَةِ، إِسْطَنْبُول، ٢٠٢٤.

      وقد قدمت مثالا على ذلك، قلت:

      ????️"وَاعْتِبَارُ تَغَيُّرِ الزَّمَانِ وَمَدْلُولَاتِ الْأَلْفَاظِ مَوْجُودٌ فِي كَلَامِ الْأَئِمَّةِ، فَقَدْ صَرَّحَ ابْنُ تَيْمِيَّةَ رَحِمَهُ اللَّهُ فِي مَعْرِضِ حَدِيثِهِ عَنِ الْـخَطَإِ الْـمَغْفُورِ لِلْمُتَلَفِّظِينَ بِكَلَامٍ مُغَايِرٍ لِمَا ثَبَتَ فِي الْقُرْآنِ مِنَ الصَّحَابَةِ: فَمَنْ اعْتَقَدَ أَنَّ بَعْضَ الْكَلِمَاتِ أَوِ الْآيَاتِ أَنَّهَا لَيْسَتْ مِنَ الْقُرْآنِ؛ لِأَنَّ ذَلِكَ لَمْ يَثْبُتْ عِنْدَهُ بِالنَّقْلِ الثَّابِتِ، كَمَا نُقِلَ عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ مِنَ السَّلَفِ أَنَّهُمْ أَنْكَرُوا أَلْفَاظًا مِنَ الْقُرْآنِ، كَإِنْكَارِ بَعْضِهِمْ: {وَقَضَى رَبُّكَ}، وَقَالَ: إِنَّمَا هِيَ: (وَوَصَّى رَبُّك)، وَإِنْكَارِ بَعْضِهِمْ قَوْلَهُ: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ}، وَقَالَ: إِنَّمَا هُوَ: (مِيثَاقُ بَنِي إِسْرَائِيلَ)، وَكَذَلِكَ هِيَ فِي قِرَاءَةِ عَبْدِ اللَّهِ، وَإِنْكَارِ بَعْضِهِمْ {أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا}، قَالُوا: إِنَّمَا هِيَ: (أَوَلَمْ يَتَبَيَّنِ الَّذِينَ آمَنُوا)، وَكَمَا أَنْكَرَ عُمَرُ عَلَى هِشَامِ بْنِ الْـحَكَمِ لَمَّا رَآهُ يَقْرَأُ سُورَةَ الْفُرْقَانِ عَلَى غَيْرِ مَا قَرَأَهَا، وَكَمَا أَنْكَرَ طَائِفَةٌ مِنَ السَّلَفِ عَلَى بَعْضِ الْقُرَّاءِ بِـحُرُوفٍ لَمْ يَعْرِفُوهَا، حَتَّى جَمَعَهُمْ عُثْمَانُ عَلَى الْـمُصْحَفِ الْإِمَامِ." الْجَوَابُ الْـمُفِيدُ، ص ١٨٣، الطَّبْعَةُ الرَّابِعَةُ.

      ????️ فَهَاكَ ابْنُ تَيْمِيَّةَ لَا يُكَفِّرُ مُنْكِرًا لِقِرَاءَةٍ، قَبْلَ التَّدْوِينِ، ثُمَّ يَقُولُ بِكُفْرِهِ بَعْدَ التَّدْوِينِ. فَمَنْ وَقَعَ عَلَى قَوْلِ ابْنِ تَيْمِيَّةَ الْأَوَّلِ فَتَمَسَّكَ بِهِ، فَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ، وَأَبْطَلَ وَانْحَرَفَ!

      ????️ فَذَاكَ الْقَوْلُ، يَجِبُ أَنْ يُفْهَمَ مِنْ أَصْحَابِ الْعُقُولِ وَالْقُلُوبِ، فِي ضَوْءِ مَا ذَكَرَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ فِي مَوَاضِعَ أُخْرَى، عَمَلًا بِقَاعِدَةِ "الْجَمْعِ بَيْنَ أَطْرَافِ الْأَدِلَّةِ" الَّتِي قَرَّرَهَا الشَّاطِبِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ فِي الْـمُوَافَقَاتِ.

      فَقَدْ وَرَدَ عَنْ ابْنِ تَيْمِيَّةَ رَحِمَهُ اللَّهُ قَوْلُهُ:

      ???? "وَعُمْدَتُهُمْ فِي نَفْسِ الْأَمْرِ عَلَى التَّقْلِيدِ وَإِنْ ظَنُّوا إِقَامَتَهُ بِالْبُرْهَانِيَّاتِ؛ فَتَارَةً يَتَّبِعُونَ الْـمُعْتَزِلَةَ وَالْقَدَرِيَّةَ، وَتَارَةً يَتَّبِعُونَ الْـمُجَسِّمَةَ وَالْجَبْرِيَّةَ، وَهُمْ مِنْ أَجْهَلِ هَذِهِ الطَّوَائِفِ بِالنَّظَرِيَّاتِ، وَلِهَذَا كَانُوا عِنْدَ عَامَّةِ أَهْلِ الْعِلْمِ وَالدِّينِ مِنْ أَجْهَلِ الطَّوَائِفِ الدَّاخِلِينَ فِي الْـمُسْلِمِينَ. وَمِنْهُمْ مَنْ أَدْخَلَ عَلَى الدِّينِ مِنَ الْفَسَادِ مَا لَا يُحْصِيهِ إِلَّا رَبُّ الْعِبَادِ؛ فَمَلَاحِدَةُ الْإِسْمَاعِيلِيَّةِ وَالنُّصَيْرِيَّةِ وَغَيْرُهُمْ مِنَ الْبَاطِنِيَّةِ." منهاج السنة، ج١، ص٤، ط دار الكتب العلمية

      . ???? "وَكَذَلِكَ الرَّافِضَةُ غَلَوْا فِي الرُّسُلِ، بَلْ فِي الْأَئِمَّةِ، حَتَّى اتَّخَذُوهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ، فَتَرَكُوا عِبَادَةَ اللَّهِ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، الَّتِي أَمَرَهُمْ بِهَا الرُّسُلُ، وَكَذَّبُوا الرُّسُلَ." منهاج السنة، ج١، ص٤٧٤، ط مؤسسة قرطبة. ???? "فَالْـخَوَارِجُ تُكَفِّرُ عَلِيًّا وَعُثْمَانَ وَمَنْ وَالَاهُمَا، وَالرَّوَافِضُ تُكَفِّرُ جُمْهُورَ الصَّحَابَةِ، كَالثَّلَاثَةِ وَمَنْ وَالَاهُمْ." منهاج السنة، ج٥٤٣.

      ???? "أَنَّهُمْ أَكْذَبُ طَوَائِفِ أَهْلِ الْأَهْوَاءِ، وَأَعْظَمُهُمْ شِرْكًا، فَلَا يُوجَدُ فِي أَهْلِ الْأَهْوَاءِ أَكْذَبُ مِنْهُمْ، وَلَا أَبْعَدُ عَنِ التَّوْحِيدِ." اقتضاء الصراط المستقيم، ص٣٩١، ط مكتبة الرياض الحديثة.

      ????️ وَالنَّظَرُ هُنَا هُوَ النَّصُّ عَلَى أَنَّ الرَّوَافِضَ أَشَرُّ أَهْلِ الْأَرْضِ، وَأَسْوَأُ مِنَ الْـخَوَارِجِ، كِلَابِ أَهْلِ النَّارِ، وَهُمْ أَعْظَمُ النَّاسِ شِرْكًا فِي الْـمُنْتَسِبِينَ لِلدِّينِ (وَالِانْتِسَابُ لَا يَعْنِي حَقَّ الْإِسْلَامِ، فَالدُّرُوزُ يَنْتَسِبُونَ لِلْإِسْلَامِ!)، وَهُمْ عَلَى مَا هُمْ عَلَيْهِ مِنْ صَرِيحِ تَأْلِيهِ عَلِيٍّ وَالْـحُسَيْنِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، وَالتَّوَجُّهِ لَهُمَا صَرَاحَةً بِالدُّعَاءِ وَالرَّجَاءِ، أَنَّ عَلِيًّا هُوَ الْـخَالِقُ الرَّازِقُ الْـمُصَوِّرُ، كَمَا وُرِدَ فِي كَثِيرٍ مِنْ تَسْجِيلَاتِ دُعَاتِهِمْ، إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الطَّامَّاتِ الْعَقَدِيَّةِ الْعِظَامِ الْـمَعْرُوفَةِ فِي هَذِهِ الْأَيَّامِ!

      ????️ أَمَّا عَنْ شَرِّهِمْ فِي التَّارِيخِ، فَوَاللَّهِ، لَا أَدْرِي عَمَّنْ يَدَّعِي أَنَّهُ "مُؤَرِّخٌ" يَقُولُ هَذَا عَنْ نَفْسِهِ!، ثُمَّ لَا يَعْرِفُ دَوْرَ الرَّوَافِضِ فِي تَدْمِيرِ السُّنَّةِ، وَالتَّعَاوُنِ مَعَ الْكُفَّارِ ضِدَّهُمْ، عَبْرَ التَّارِيخِ! ???? "وَإِعَانَتُهُمْ لِلنَّصَارَى عَلَى الْـمُسْلِمِينَ بِالشَّامِ وَمِصْرَ وَغَيْرِ ذَلِكَ فِي وَقَائِعَ مُتَعَدِّدَةٍ، مِنْ أَعْظَمِهَا الْـحَوَادِثُ الَّتِي كَانَتْ فِي الْإِسْلَامِ فِي الْـمِائَةِ الرَّابِعَةِ وَالسَّابِعَةِ، فَإِنَّهُ لَمَّا قَدِمَ كُفَّارُ التُّرْكِ إِلَى بِلَادِ الْإِسْلَامِ، وَقَتَلُوا مِنَ الْـمُسْلِمِينَ مَا لَا يُحْصِي عَدَدَهُ إِلَّا رَبُّ الْأَنَامِ، كَانُوا مِنْ أَعْظَمِ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلْـمُسْلِمِينَ، وَمُعَاوَنَةً لِلْكَافِرِينَ، وَهَكَذَا مُعَاوَنَتُهُمْ لِلْيَهُودِ أَمْرٌ شَهِيرٌ، حَتَّى جَعَلَهُمُ النَّاسُ لَهُمْ كَالْـحَمِيرِ." منهاج السنة، ج١، ص٧، ط دار الكتب العلمية.

      ???? "وَكَذَلِكَ كَانُوا مِنْ أَعْظَمِ الْأَسْبَابِ فِي اسْتِيلَاءِ النَّصَارَى قَدِيمًا عَلَى بَيْتِ الْـمَقْدِسِ، حَتَّى اسْتَنْقَذَهُ الْـمُسْلِمُونَ مِنْهُمْ." منهاج السنة، ج٧، ص٤١٤، ط جامعة محمد بن سعود.

      ???? "مِنْهُمْ مَنْ هُوَ شَرٌّ فِي الْبَاطِنِ مِنَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى، فَالدَّاعُونَ إِلَى الْـمَعْصُومِ لَا يَدْعُونَ إِلَى سُلْطَانٍ مَعْصُومٍ، بَلْ إِلَى سُلْطَانٍ كَفُورٍ أَوْ ظَلُومٍ، وَهَذَا أَمْرٌ مَشْهُورٌ يَعْرِفُهُ كُلُّ مَنْ لَهُ خِبْرَةٌ بِأَحْوَالِهِمْ." منهاج السنة، ج٣، ص٣٨٠، ط مؤسسة قرطبة.

      ???? "حَتَّى إِنَّ الْـمُسْلِمِينَ لَمَّا قَاتَلُوهُمْ بِالْجَبَلِ الَّذِي كَانُوا عَاصِينَ فِيهِ بِسَاحِلِ الشَّامِ، يَسْفِكُونَ دِمَاءَ الْـمُسْلِمِينَ، وَيَأْخُذُونَ أَمْوَالَهُمْ، وَيَقْطَعُونَ الطَّرِيقَ، اسْتِحْلَالًا لِذَلِكَ، وَتَدَيُّنًا بِهِ؛ فَقَاتَلَهُمْ صِنْفٌ مِنَ التُّرْكْمَانِ، فَصَارُوا يَقُولُونَ: نَحْنُ مُسْلِمُونَ، فَيَقُولُونَ: لَا، أَنْتُمْ جِنْسٌ آخَرُ! فَهُمْ بِسَلَامَةِ قُلُوبِهِمْ عَلِمُوا أَنَّهُمْ جِنْسٌ آخَرُ خَارِجُونَ عَنِ الْـمُسْلِمِينَ، لِامْتِيَازِهِمْ عَنْهُمْ، وَقَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [الـمُجَادَلَة]، وَهَذَا حَالُ الرَّافِضَةِ." منهاج السنة، ج٣، ص٣٧٧، ط مؤسسة قرطبة.

      ???? وَيَقُولُ: "وَكُلُّ هَذَا مِمَّا يُعْلَمُ بِالِاضْطِرَارِ فَسَادُهُ مِنْ دِينِ الْإِسْلَامِ، وَهُوَ مِمَّا يُبَيِّنُ أَنَّ الَّذِي ابْتَدَعَ مَذْهَبَ الرَّافِضَةِ كَانَ زِنْدِيقًا مُلْحِدًا عَدُوًّا لِدِينِ الْإِسْلَامِ وَأَهْلِهِ، وَلَمْ يَكُنْ مِنْ أَهْلِ الْبِدَعِ الْـمُتَأَوِّلِينَ كَالْـخَوَارِجِ وَالْقَدَرِيَّةِ." ج٤، ص٣٦٣، ط جامعة محمد بن سعود، تحقيق محمد رشاد سالم.

      ???? وَيَقُولُ: "وَأَمَّا الْغَالِيَةُ فِي عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَدِ اتَّفَقَ الصَّحَابَةُ وَسَائِرُ الْـمُسْلِمِينَ عَلَى كُفْرِهِمْ، وَكَفَّرَهُمْ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ نَفْسُهُ، وَحَرَّقَهُمْ بِالنَّارِ." ج٥، ص١٢، ط جامعة محمد بن سعود، تحقيق محمد رشاد سالم. ????️ وَرَافِضَةُ الْيَوْمِ، بِلَا مُخَالِفٍ، هُمْ مِنَ الْغَالِينَ فِي عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.

      ????️ ثُمَّ الْيَوْمَ، عِشْنَا وَرَأَيْنَا مَا فَعَلُوا فِي أَهْلِ السُّنَّةِ فِي الْيَمَنِ وَسُورِيَا وَلُبْنَانَ وَالْعِرَاقِ، قَتْلًا، وَإِعَانَةً لِلْأَمْرِيكَانِ تَارَةً، وَلِلرُّوسِ تَارَةً، فِي قَتْلِهِمْ، وَاحْتَلُّوا أَرْبَعَ عَوَاصِمَ، بَيْنَمَا احْتَلَّ الْكِيَانُ وَاحِدَةً!

      ????️ فَكَيْفَ نُوَفِّقُ بَيْنَ النَّصِّ الْأَوَّلِ الْـمَذْكُورِ لِابْنِ تَيْمِيَّةَ، مَعَ تِلْكَ النُّصُوصِ وَهَذِهِ الْـحَقَائِقِ عَلَى الْأَرْضِ؟ ???? أَوَّلًا: أَنَّ ذَلِكَ النَّصَّ ذَاتَهُ يُصَرِّحُ بِشَرِّ الرَّوَافِضِ وَبَلَائِهِمْ.

      ???? ثَانِيًا: أَنَّ ابْنَ تَيْمِيَّةَ يُفَرِّقُ بَيْنَ عَوَامِّ الرَّوَافِضِ فِي زَمَنِهِ، الَّذِي قَلَّ فِيهِ نَقْلُ الْعِلْمِ وَفُرَصُ انْتِشَارِهِ، وَبَيْنَ الدُّعَاةِ وَالْإِمْلَالِيِّينَ وَالْأَئِمَّةِ الَّذِينَ يَتَحَدَّثُونَ لِلنَّاسِ مِنْ عَلَى الْـمَنَابِرِ. ???? يَقُولُ رَحِمَهُ اللَّهُ: "وَأَكْثَرُ عَوَامِّهِمْ لَا يَعْرِفُونَ هَذِهِ الْـمَقَالَاتِ، فَمَنْ كَانَ جَاهِلًا لَمْ تُحْكَمْ عَلَيْهِ بِـحُكْمِ الْعُلَمَاءِ الدَّاعِينَ إِلَيْهَا، وَلِهَذَا لَمْ يُكَفِّرْ أَئِمَّةُ السُّنَّةِ كُلَّ مَنْ قَالَ بِقَوْلِهِمْ، بَلْ جَعَلُوهُمْ أَقْسَامًا: مِنْهُمُ الزَّنَادِقَةُ، وَمِنْهُمُ الْـجُهَّالُ، وَمِنْهُمُ الْـمُتَأَوِّلُ، وَمِنْهُمْ مَنْ فِيهِ إِيمَانٌ وَبِدْعَةٌ." منهاج السنة، ج٣، ص٢٤٠.

      ????️ فَانْظُرِ الْيَوْمَ إِلَى هَؤُلَاءِ الْعَوَامِّ! هَلْ تَرَى فِيهِمْ مَنْ لَا يَحْمِلُ مَحْمُولًا، يَسْمَعُ فِيهِ أَقْوَالَ أَئِمَّتِهِمْ كُلَّهَا، كُلَّ سَاعَةٍ، مِرَارًا وَتِكْرَارًا؟! وَهَلْ هُنَاكَ مَانِعٌ فِي هَذَا الْكَلَامِ أَنْ يَأْتِيَ زَمَانٌ يَغْلِبُ فِيهِ الزَّنَادِقَةُ فِيهِمْ، حَتَّى يُصْبِحُوا هُمُ الْأَصْلَ فِي الْـحُكْمِ عَلَى الطَّائِفَةِ كَكُلٍّ؟!

      ????️ وَكَيْفَ يُحْمَلُ عَلَيْهِمْ كَلَامُ ابْنِ تَيْمِيَّةَ فِي عَوَامِّ الْقُرُونِ الْوُسْطَى، حَتَّى وَفَاتِهِ رَحِمَهُ اللَّهُ، فِي الْقَرْنِ الرَّابِعَ عَشَرَ الْـمِيلَادِيِّ، أَيْ الثَّامِنِ الْهِجْرِيِّ!؟ ????️ هَلْ يَصِحُّ هَذَا الْقِيَاسُ وَالنَّقْلُ، إِلَّا عِنْدَ مَنْ يَـحْفَظُ وَلَا يَفْهَمُ!؟ (كُنَّا نُسَمِّيهِ فِي صِغَرِنَا: الصَّمَّام!!) وَالْـخُلَاصَةُ: أَنَّ حَالَ الرَّوَافِضِ الْيَوْمَ يَخْتَلِفُ اخْتِلَافًا كَثِيرًا عَنِ الْـحَالِ الَّتِي تَـحَدَّثَ عَنْهُمْ فِيهَا ابْنُ تَيْمِيَّةَ. وَالطَّوَائِفُ تَتَبَدَّلُ أَحْوَالُهَا مَعَ الزَّمَنِ، بِلَا رَيْبٍ.

      ???? مُلَاحَظَةٌ: لَا نَقُولُ إِنَّ كُلَّ مَنْ انْتَسَبَ لِلرَّوَافِضِ، أَوْ سَمَّى نَفْسَهُ شِيعِيًّا الْيَوْمَ، فَهُوَ كَافِرٌ بِاللُّزُومِ، إِنْ كَانَ مِنْ عَوَامِّهِمْ! بَلْ مِنْهُمْ مَنْ أَعْرِفُ، يُوَادُّونَ أَهْلَ السُّنَّةِ، وَيُعِينُونَهُمْ بِالْمَالِ وَالصَّدَقَةِ. وَلَكِنْ هَؤُلَاءِ هُمُ الِاسْتِثْنَاءُ الَّذِي لَا يُنْبْنَى عَلَيْهِ أَمْرُ الطَّائِفَةِ بِحَالٍ. فَحَالُهُمْ كَحَالِ مَنْ هُمْ فِي حَدِيثِ عَائِشَةَ: "يَغْزُو جَيْشٌ الْكَعْبَةَ..."

      طارق عبد الحليم

      15-6-2025

      19-12-1446