هل حقا انتصرت "الثورة السورية"!
==========================
هو سؤال اليوم، الذي يجب على كل مخلص محبٍ لله ﷻ ولرسوله ﷺ وللمؤمنين الموحدين اليوم، أن يعرف إجابته، بوضوح وموضوعية، دون عاطفة حماسية طفولية، بل قرائن ودلائل، تجتمع ويقوي بعضها بعضاً، لتصير دليلاً على صحة الجواب حيث إن للمؤمن في تقلب الأحوال، وتدرج المآلات عبرة كبيرة ودروس عظيمة.
للإجابة على السؤال أعلاه، يجب، كما فعلنا مع "طوفان حركة ياسين" في غزة، أن ننظر إلى أهداف الثورة، منذ بدايتها، ثم ننظر إلى مآلاتها في نهايتها، لنحدد ما أدركت من أهدافها، وما شذّ عنها، وما انتقضت منها، وما بدِّلت بغيرها! ومن ثم يمكن تحديد الجواب على التساؤل: هل انتصرت الثورة أم لا!
حين قامت الثورة السلمية في سوريا، أول ما قامت، كان الغرض منها الخلاص من بشار وحكم النصيرية.
ثم حين تحولت لثورة مسلحة، قادها عدد من النفر الذين حملوا السلاح وكونوا الفصائل، قبل النصرة، مثل أحرار الشام، وكان الغرض لا يزال الخلاص من بشار، على يد "المسلمين السنة".
ثم انضمت النصرة للخليط الفصائلي، تحت لواء البغدادي، ثم القاعدة، ثم انفردت بمقاتلة بقية الفصائل. وكان الهدف المُعلن على يد قائدها الجولاني، هو "الخلاص من بشار وإقامة شرع الله، ودحض الكفر وممثليه من الطوائف الكافرة كالروافض".
ثم، انحصرت النصرة، التي تقلب حالها مرات لتصير الهيئة، في إدلب الشمال، وأسموها "المحرر"!
ثم التعاون مع الأتراك لتصيّد كبار المجاهدين، فلم يبق إلا الجولاني في الساحة، لم يُستهدف مرة واحدة!!!
ثم أصبح الجند ممن كانوا في سن بين العاشرة والخامسة عشر في بداية الثورة، ولم يعرفوا أي من قادة الجهاد الحق، بل ما وجدوا إلا الجولاني، الذي حلب جهد كل هؤلاء، وكأنه لا مثيل له في سجل الجهاد!! أصبح الولاء التام من هؤلاء، جند الهيئة، للجولاني، وصارت عقيدة قواته، مثل عقيدة كل جيش طاغوتي، السماع للقائد واتِّباعه ولو فعل ما هو كفر أو فسق، فإن له تبريرا لا يصح مناقشته! عقيدة كل جيش عربي ..
ثم تحول الهدف، رويدا رويدا، بعد التحالف مع الأتراك، إلى رفع الشعار الشرعي القديم، شكلاً، ومخالفته على أرض الواقع، بعدم تطبيق الشريعة في القضاء، إلا القليل، مع ترك استباحة المحرمات في المحرر، كالسماح بالتعري والموسيقى، إلا المستعلن الواضح، كما اشتعلت الأرض تحت أقدام من يطالبون بموضوعية الشعار من المجاهدين، لا مجرد شكليته، وبدأت السجون تمتلئ بالمعتقلين من المجاهدين.
ثم جاءت الفرصة، حين رفض الحمار بشار تضرع تركيا لمقابلة أردوغان وطرد إيران بطلب من الأمريكان، فقررت أمريكا وتركيا التخلص منه على الفور. وتم الإمداد، عسكريا ولوجستيا وسياسيا ومعلوماتيا، وأعطي الضوء الأخضر للتحرك لحلب .. لا غير..
ثم كان أن فوجئ الجميع، بما فيهم أمريكا وتركيا، دع عنك الجولاني، الذي لم يتصور في أحلامه أن يصل لدمشق، بانهيار جيش بشار كاملاً في عدة أيام .. وكان الوصول لدمشق.
وتبلور الهدف ساعتها، حسب التوجيه التركي الصارم، الذي أكد عليه رئيس المخابرات التركية ووزير الخارجية التركية، اللذين زارا الجولاني عشية وقوفه للمرة الأولى في قصر الرئاسة.
وبدأت علامات وقرائن، تؤكد التوجه الذي كان معمولا به في "المحرر الصغير"، فكان أن:
صدر العفو العبيط عن"الطلقاء"!
ثم تأخر بل انعدمت محاكمة أي شخصية خائنة إلى اليوم!
ثم سُمح بالإعلام العلماني المسيّر بنساء كاسيات عاريات!
ثم سُمح بمؤتمرات للنسوية، بكل أريحية!
ثم سُمح بمظاهرات لعلمانيات يطالبن بعدم تطبيق الشريعة علناً!
ثم سُمح لأهل اللطم والمزارات الشركية بممارسة عباداتهم في مساجد المسلمين!
ثم تم اعتقال المسلمات العفيفات اللاتي تظاهرن للإفراج عن أزواجهن! وتم الإفراج عنهن لاحقاً بعد أيام، فصار كأنه فضل عميم من الجولاني، وهو مجرد رفع يد الظلم عنهن، لا غير، بينما أزواجهن لا يزالوا في سجون الهيئة بإدلبّ!
ثم ضُرب أبو سفيان الجبلاوي واعتقل ، كما ضرب وخُطف أبا شعيب المصري من قبل، لإظهاره شعائر الدين، وقوة أهل السنة!
ثم كان التقايض مع رموز الفساد كله في عهد بشار، مثل بقايا رامي مخلوف ومحمد حمشو وغيرهم ممن يسمونهم رجال الأعمال، وهم تجار المخدرات لا أكثر ولا أقل، للعودة إلى ممارسة العمل مع الاحتفاظ بثرواتهم كاملة، مقابل مقايضات مالية، تفتح لهم أبواب سوريا ليحلبونها مرة أخرى!
ثم بدأت الفتاوى البهلوانية البرهامية، كفتوى إبراهيم شاشو المنتكس المتراجع عن دينه، لتناسب الهدف الجديد، في التعامل مع الطواغيت، بل ليكون النظام واحدا منهم!
كلها قرائن تجتمع على معنى واحد، وتدل على الهدف الجديد والوحيد للنظام الحاكم اليوم في "المحرر الجديد"، وهو:
عدم تمكين الشريعة في سوريا
عدم تمكين أهل السنة المخلصين في سوريا ونزع سلاحهم
إعادة تدوير نظام حكم بشار، بنفس شخصياته.
تمكين العلمانيين، وإتاحة الفرص لهم لتكون مشاركتهم فعالة قوية، في السياسة والاقتصاد.
حصر القوة العسكرية في يد الجولاني وأتباعه ممن يوالونه ولاء مطلقاً، في الواقع، بدلا عن الولاء لله ورسوله ﷺ.
إقامة دولة في المحرر الجديد، نظامها ديموقراطي دكتاتوري عسكري متعدد الديانات والثقافات، يسمح للكل بممارسة دينه وثقافته، عدا أهل السنة، فهم لا يمكنهم ذلك، لتعارض أهدافهم مع أهداف الهيئة الأخيرة.
تلك هي الرواية كاملة!
والإجابة على السؤال: هل انتصرت الثورة السورية؟
أقول: لم يتحقق من أهداف الثورة إلا تغيير وجه بشار، بوجه الجولاني..
الجواب: لا، بل هزمت الثورة السورية الحقة، التي رفعت شعار السنة يوما، هزيمة كبيرة، وانتصرت القوى العلمانية انتصارا ساحقا، حققه لها الجولاني بأعلى درجات الكفاءة والحرفية.
والله سبحانه هو يحكم بين الناس فيما كانوا فيه يختلفون.
كتبه محبٌ مخلص لأهل سوريا الموحدين المؤمنين الباقين على عهد التوحيد وتحكيم شرع الله تعالى.
طارق عبد الحليم
13-1-2025
13-7-1446
==================================
حرائق أمريكا
من لا يربط حرائق لوس أنجيلوس، التي لا تزال مستعرة منذ أسبوع، والتي بدأت مباشرة عقب تصريحات المتأله ترمب، بأنه سيحول الشرق الأوسط إلى "جحيم"، فضربت أغنى مناطق وممتلكات الأثرياء في هوليوود، بؤرة الفساد الصهيوني، وكلفتهم مثل ما تم تدميره في غزة في عام كامل، إلا الحياة البشرية، التي لا عوض فيها أصلاً ولا معادلة..
أقول من لا يربط هذا، بالرد الرباني المباشر، عبر سلسلة الأسباب والمسببات المادية، بقدرٍ كوني يملكه صاحب المُلك، ويجريه متى شاء، كيفما شاء، أينما شاء، ويحسبه الملحد عملاً من مجرداً، من أسباب طبيعية، وكأنها لا مُحرك لها أصلا..
أقول من لا يربط هذا بذاك، فهو ليس مجرد ملحد كفور، بل جاهل مغرور، لا علم له ولا فهم للتسلسل السببي، الذي ينتهي عند الجاهل الملحد باللاشيء، وينتهي عند المؤمن الموحد بقوة الله الخالق المدبر ..
ثم من قال: لكن هناك مسجداً حُرق في المكان؟! قلنا، لم تطلعوا على السنة الكونية التي أشار إليها الحبيب المصطفى ﷺ، في حديث عائشة رضي الله عنها: "يغزو جيش الكعبة" حيث خسف الله بالجيش كله، حتى من كان يرافقه في المسير لا في الغرض والهدف، حيث إن الانتقام حين يقع لا يستثني، لذلك قال الحبيبﷺ : "ثم يُبعثون على نياتهم".
قال تعالى: "وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَّا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً ۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ" فالفتنة حين تأتي تعم ولا تخص.
طارق عبد الحليم
13-1-2025
13-7-1446
=============================
مع حركة ثوار 25 يناير #احمد_المنصور
----------------------------
نتمنى النجاح لأي حركة تقصد إلى إسقاط القزم الخسيس الصهيوني ابن مليكة ونظامه كله ..
حتى #ثورة_الكوارع، نتمى لها التوفيق، رغم إنها مسخرة مضحكة لا معنى لها ..
لكن بالنسبة لظاهرة #احمد_المنصور الإلكترونية، وما صاحبها من انتشار واسع وتأييد عارم من الكثير من رواد مواقع التواصل.
فنحن نتساءل هنا:
ما هي المرتكزات التي يعتمد عليه الشاب أحمد في تهديده لنظام السيسي؟
هل من ورائه حركة لها أذرع قوية في مصر، ستتحرك قريباً لضرب القوات العسكرية التي تحميه؟
هل هناك اتصالات حقيقية مع "قادة شعبيون" على أرض مصر، يقودون الجماهير للخروج، خلافاً لمجموعة الطبالين بالخارج من أبطال معارضة الاستديوهات، كجاويش وناصر، ولعل مطر هو الوحيد المعقول الذي أشار لمثل ما نقول؟
هل يعتمد على خطة خاصة به شخصيا، ينسرب بها داخل مصر، ليقترب من السيسي شخصيا، ليوصل رسالته النحاسية إلى جمجمة السيسي؟
شخصياً، لا أرى أي من السابق متحقق ولا بنسبة 00.1 % على الأرض!!
فمصر ليس فيها حركات مسلحة، أو حتى غير مسلحة، منتظمة معا في وقتنا هذا!
ثم ليس هناك أصلا قادة شعبيون ليقودوا أي حراك شعبي بالمرة، خلاف مجموعة #ثورة_الكوارع، ولا أظنه هازلا لتلك الدرجة!
ثم هو، ونحن نعلم أنه لن يقترب من السيسي إلا في حلم من أحلام المنام، لا اليقظة ..
ما الأمر إذن؟!
[الأمر كما قلنا، هو ظاهرة جديدة، تعكس خيبة أمل المصريين، وتلعب لهم مسرحية محببة، وتعكس لديهم أملا مفقوداً، في مجرد التخلص من السيسي، على يد رجل، خارج مصر، وليس له دعم منظم داخلها، دون أن يكون للفرد في مصر دور فيها ..]
#احمد_المنصور هو ظاهرة نفسية الكترونية، محلها شبكات التواصل، نتفاعل معها ونحن على الكيبورد، ثم ندخل لننام ليلتنا، حتى يخرج منا من يسعى للرغيف، أو للبحث عن عمل أو للتلطم في الشوارع عسى أن يجد رزقاً، أو جرياً وراء ابن فقيد أو زوج مُعتقل!
نظام السيسي ليس في أي خطر وجودي حقيقي من #احمد_المنصور، ولا من غيره حالياً، من حيث أن الشعب قرر جماعيا ألا يتحرك، خوفا ورهبة، وإيثاراً للسلامة الفردية، واحتمال واقع الحياة الذليلة، على مجرد احتمال الموت ..
هذا هو الواقع ..
فيقال: طيب، أليس أفضل من السكوت؟
أقول: نعم قطعاً، فهو يثير قلقا شخصياً، للقزم الخبيث لأنه مهزوز ممسوس جبان رعديد، لا أكثر ولا أقل.
يعني هي مبارزة كلامية نفسية بين الشاب أحمد وبين النظام ..
ولا بأس على الإطلاق من أن نستمتع بها !
طارق عبد الحليم
12-1-2025
12-7-1446
https://x.com/sweed_08/status/1878854550045782253
======================
لم يعد من الصعب استنتاج لون الحكومة التي تسير الأعمال في سوريا اليوم، والتي ستشكل غدا الحكومة المؤقتة للسنوات القليلة القادمة، حتى يتم كتابة "الدستور المعجزة" الذي ستأخذ صفحاته الخمسين، أربع سنوات لكتابتها!
الحكم المزمع إقامته في سوريا هو حكم علماني ديموقراطي الشكل، ديكتاتوري الموضوع، متعدد الديانات، لا يخضع للشريعة، بل للثقافة السائدة في المجتمع، فيبقل الانحرافات العقدية على أنها تعدد فكري، والانحرافات الخلقية والمجتمعية على أنها تعدد ثقافي. ويبني ولاءاته على أساس "المنفعة" البحتة التي تقوي دعائم النظام، قبل أي اعتبار آخر ..
طبق الأصل مثل كافة الحكومات العربية الطاغوتية الأخرى.
ويا حسرة على أرواح الشهداء التي ضاع جهدها في الدنيا هباء!
ويا حسرة على آمال الثورة الإسلامية، التي كان العديد يحلم بأن الثورة في سوريا ستكون موطنا لها ومستقرا في بلاد بني أمية!
ويا حسرة على أحلام أمة ظنت أن استرداد عافيتها سيكون بتسليم أمرها لمثل الجولاني، الذي حذرنا منه منذ 2016، دون جدوى!
وليهنأ عمر محمود وكلابه الضالة بما دعم وساند، جمعه الله والجولاني في بوتقة واحدة يوم القيامة إن شاء الله!
رفعت الأقلام وجفت الصحف
وإلى ثورة قادمة .. لعل الله أن يفتح بها للإسلام..
طارق عبد الحليم
12-1-2025
12-7-1446
===========================
عموم البلوى بغرائب الفتوى!!
------------------
فتوى قاضي ومفتي حلب، إبراهيم شاشو، وعضو حزب النور السوري مؤخراً .. بشأن فتواه السابقة في كفر الحكومات العربية الطاغوتية الحاكمة بغير ما أنزل الله تعالى، الموالية لكل كافر، المعادية لكل مسلم:
السلام عليكم ورحمة الله.
انتشر مؤخراً أنكم تكفرون حكومات الدول الشقيقة والتي حكومتنا الحالية -حفظها الله- تبني علاقات طيبة معهم.
أتوقع أن نسبة هذا الكلام لكم غير صحيحة. أليس كذلك ؟ وهل ممكن أن تعلقوا على هذا الموضوع ؟
خصوصاً -وفقكم الله لما فيه رضاه- أن أحمد الشرع -حفظه الله- وعد الدور الشقيقة أن سوريا لن تكون مصدر إزعاج أو قلق بالنسبة لهم.
نرجو التوضيح.
ابراهيم شاشو : وعليكم السلام ورحمة الله
هذا كان في واقع عسكري وسياسي وشرعي سابق وقد انتهى عهده بانتصار الثورة وتحرير سوريا وتغيّر الواقع فيها على كافة المستويات داخليا وخارجياً مع تغيّر سياسة الحكومات العربية تجاه قضية الشام وسائر بلاد المسلمين.
وعليه فالآن لا تصح نسبة هذا الحكم لي ولا القول به في الواقع الجديد.
https://t.me/fromidlib/52387
=====================
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
لا، ورب الكعبة، إن يسرا ممثلة العهر المصرية، أخف ذنبا من هذا الفاجر الأثيم!
متى كانت الفتوى تتغير بتغير حال واقع المفتي لا واقع المُستفتى فيه؟!!!
كانت الحكومات كافرة حين كان بشار حاكما، وكانت الهيئة في المحرر الشمالي.
لكن حين تغير واقع المحرر لتتسع مساحته، حتى دمشق، صارت الحكومات العربية نفسها، بقدرة قادرٍ، مسلمة، لا يُحكم بكفرها!!!!
هل هناك عُهر أو خسة أو نفاق أو ابتذال أكثر من هذا؟
إبراهيم شاشو (برهامي الشامي!) يضرب المثل لبقية المطبلين والمنتفعين في سوريا الجديدة، بفتواه الخالية من الدين والعقل والمنطق ..!
أين ستذهب يا شاشو من الله سبحانه؟
أسيأتي الجولاني ليدرأ عنك النار يوم يأتيك الحساب؟
"وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِين . وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَـكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث"
"مَثَلَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الغَاوِين"
خيبك الله وخيّب من تتعبد له!!
طارق عبد الحليم
12-1-2025
12-7-1446
==================
عن سوريا أتحدث!
------------------------
ملخص الوضع ورؤية المستقبل:
تم تحرير ثلثي الأرض السورية من النظام النصيري الذي كان مسيطراً عليه، مع إزالة الوجود الروسي والرافضي، بحمد الله تعالى
لا تزال المنطقة الشمالية (الحسَكة والرَّقة) تحت السيطرة الكاملة للكرد الملاحدة قسد بدعم قوي من التحالف الدولي، ومن الكيان.
لا تزال السويداء في الجنوب مستعصية مغلغة أمام الحكومة الجديدة، مدعومة بالكيان وبفرنسا، وبالتوميل الإماراتي القرمطي.
لا تزال جيوب الفلول في الساحل الغربي وبعض مناطق البلاد، تختبئ بأسلحتها.
لا تزال العقوبات تضرب الاقتصاد السوري، ولا يظهر أن العالم الغربي سيرفعها قريباً، رغم الزيارات والتشريفات والتصريحات.
الحكومة الجديدة، ورأسها الجولاني قد أعلنت بعملها وغالب قراراتها وتصرفاتها، أنها تريد أن تسير على النهج التركي، في إنشاء دولة "ديموقراطية علمانية، دين غالبها الإسلام، تقبل التعددية الدينية الثقافية، ولا تشترك حكم الشريعة كمرجعية وحيدة" فيكون فيها حكم الشعب للشعب، ويكون لكل فرد فيها حق اختيار الأسلوب الحياتي الاجتماعي الذي يعيش به في حياته، والهدف هو الحصول على الموافقة الغربية
المجاهدون من أبناء الهيئة، الذين هم تربية الجولاني، بعد تصفية القيادات الكبيرة ذات الخبرة الهائلة، في مرحلة المحرر، يعملون بما يراه قائدهم، كأي جند في جيش نظامي، دون تفكير في أيديولوجيات من أي نوع.
الفصائل المختلفة، لا تزال لم تتوافق على موضوع تسليم السلاح والانضمام لجيش نظامي. والواضح أنه لا توافق حتى الآن على هذا الأمر. ولا أظنه أمراً مقبولاً ولا معقولاً، خاصة بين السنيين، ولن يكون سهلا أبدا تكوين هذا الجيش الخليط ..
تعيش المبلاد، حالة انفلات إعلامي هائل، إلى جانب الانفلات الأمني الذي تحاول قوات الهيئة أن تحتويه. لكن المشكلة أن التوجه الجولاني، لا يريد أن يحكم هذا التفلت. بل هو تارك حبله على غاربه، كما حدث في أيام مرسي مصر! والسبب هو تصوير الديموقراطية والانفتاح والتحضر المدني أمام الغرب. فحين تفتح التليفزيون السوري، تجد أنك تعيش أجواء حكم بشار، من عري وموسيقى وخلاعة. خلاف انتشار الإعلاميين المؤيدين لبشار في كل مكان.
المشاكل التي تواجهها حكومة الجولاني، هي مشاكل يمكن، بكل سهولة أن تطيح بأي حكم على الأرض، لولا أن الله سبحانه يحيط بعض المخلصين من المقاتلين بعنايته، ثم يهيئ تركيا لتوازى مصالحها مع مصلحة الثورة في القضاء على قسد، رغم عجزها التام أمام الإرادة الأمريكية!
المستقبل بيد الله، لكن الحيرة والتأرجح وغض الظرف، الذي يظهر في تصرفات الحكومة الجولانية، لا يُسفر عن تخطيط أو عن التزام، بالشرع، مع تردد في إعلان الدولة العلمانية الديموقراطية. وهو ما سينعكس سلباً على أي قرارات قادمة ..
حما الله أهل سوريا من المسلمين الموحدين، وألهمهم الصواب في أقوالهم وأفعالهم وقراراتهم، وهداهم إلى التمسك بالكتاب والسنة، دون مواربة ولا مخادعة باللعبة الديموقراطية .. فإن من يخادع الله خدعه الله.
طارق عبد الحليم
11-1-2025
11-7-1446
=====================
عن غزة الحبيبة أتحدث!
-------------------------
بات الوضع اليوم في غزة، بل من أكثر من سنة عند من لديه ذرة إنسانية، وضعا شاذاً غريباً مريباً، غير معروف لأي مبدأ ينتمي، أو أي قانون يظله، أو أي جنس من أشباه البشر يقوم على صنعه ومدّه بالويلات!
ترى رجالاً يخرجون من تحت الأرض، يقتلـ* و* ن جنودا صهاينة .. بضع عشرات منهم كل شهر، أو بضع مئات منهم منذ بداية القصف، وهو أمر محبوب مرغوب ...
لكن في المقابل، ماذا حدث؟! ماذا حقق الطوفان الأصلي، الذي نسي الناس بالفعل أصل الغرض منه، وماذا كانت أهدافه، وما حدث لها!!
نعم، في المقابل حدثت كارثة عامة شاملة لا يعادلها إلا كارثة 67، التي عشنا ساعاتها، في بكاء وأنين، رغم سيناريو الكلب الفاشل عبد الناصر!
ما حدث حتى اليوم في غزة، لا يوصف إلا كما توصف الكوارث الطبيعية الهائلة المدمرة، كالبراكين الكبرى والزلازل والأعاصير!
وليس هذا الحديث هو فقط عن الدمار الشامل للقطاع، مما يجعله غير قابل للحياة!
بل نتحدث عن القتلى بعشرات الآلاف من الأبرياء .. عشرات عديدة من الآلاف من الأبرياء، غالبهم من الأطفال، من الجيل المبتور في غزة الحبيبة!
نتحدث عن مئات الآلاف من الجرحى وفاقدي الأعضاء والبصر! ممن هم اليوم عبء على المجموعة القادرة المتبقية!
نتحدث عن توقف الحياة الاجتماعية التي تبني المجتمعات، من صحة وتعليم وثقافة!
ثم نتحدث عن احتلال عام تام شامل للقطاع، رغم معاناته "النسبية للغاية" بقتل نفر هنا وهناك يصل مجموعهم الملي إلى أقل من ألف صهيوني ..
أي أن حياة الصهيوني الواحد كلفت غزة ألف نفس مسلمة!
لا والله إن تلك قسمة ضيزى ..!
واليوم تتمسك "حركة ياسين" (وهي تسمية أعجبتني من أخ فاضل)، بما لديها من بطاقة أخيرة، بعد أن فقدت كل شيء تقريبا، حتى لا تخرج من غزة نهائيا، ولو كلف الأمر ضعف ما ضاع!!!
الأمر ليس أن أهداف طوفان "حركة ياسين " لم تتحقق!
الأمر هو القضاء على غزة بتمامها وعلى أي أمل قريب أو متوسط المدى، في أي قيام لما يمكن أن يكون تقدماً في الحديث عن قضية فلسطين!
وما النتيجة؟ يأتي لك مخابيل فيقولون: العالم كله يعرف عن قضييتنا الآن!
سبحاك ربي ..
"أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ ۚ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ ۖ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا"
بالضبط كمن قال: اليابان انتصرت في الحرب العالمية الثانية بعد أن ألقت أمريكا قنبلتيها على هيروشيما وناجازاكي، لأن العالم كله يعرف اليوم عن شرّ إلقاء القنابل وعن ظلم ووحشية أمريكا!!!!
فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
اللهم اكتب لأهل غزة السلامة والخيرات
واكفهم ما بقي في جعبة الكفار والظالمين من ويلات
طارق عبد الحليم
11-1-2025
11-7-1446
==================
وللحديث بقية إن شاء الله تعالى