يا سيد زيدان ... أفقْ قبل فوات الأوان !!
قابلت السيد أحمد زيدان، كما أذكر، في لندن منذ سنوات عدة، فوجدته رجلا هادئ الطبع، طيب القلب، دمث الخلق، ولا شك.
لكن هذه الصفات الحميدة لا تمنع من اختلاط شديد لدى صاحبها في المفاهيم والتوجهات. فالرجل صاحب عقلية إخوانية سرورية إرجائية، اختلطت بفطرة أسلم في ناحية من نواحي تقبل فكرة جهاد ردّ الصائل. فلا يجب أن نصنفه تصنيف النحاس أو محمد علوش أو أنس العبدة. فهؤلاء خونة وعملاء صرحاء.
ذلك أن أنصار الثوار في الساحة السورية، وما شابهها، صنفان،
أولهما: من تمسك بثوابت عقدية، ولم يخلطها بمركبات عقلية مصلحية، بهواهم، وكأن الثوابت العقدية لا ينشأ عنها إلا تصرفات مفسدة، ولا تحمل في طياتها مصالح للأمة.
وثانيهما، من تميّع وركّب في تفاصيل عقائده من العقليات ما يجعلها خليط موهمٌ من الشرع المُحرف والعقل الجامح، فلا مصلحة حصّل ولا ديناً أبقى.
وأحمد زيدان، تدفعه تربيته العقلية التي ذكرنا إلى تمجيد الحليف التركيّ والانبهار به، كقشة يتعلق بها غارق في اليأس من روح الله، المتوكل على غيره من الأسباب، وهم كثير. وقد أنكرت عليه من قبل موقفه من نكث البيعة في مقال
فتوجهه معروف مألوف، يتمشى مع هذا الصنف الثاني ممن أشرنا إليهم.
فمسألة سوتشي محسومة بحسب أي صنف من الناس تُحاور. هي نكثة وخسارة لجهد سنين ودماء ملايين للصنف الأول، وهي نصرٌ وسياسة حكيمة وحسن تصرف للصنف الثاني، وقد اخترت لنفسك يا سيد زيدان ..
د طارق عبد الحليم
10 أكتوبر 2018 – 30 محرم 1440