لكل مصيبة ومحنة وجه فيه رحمة ونعمة.
فما نحن، المسلمون السنة، فيه اليوم، هو محنة ونقمة من الله بلا شك، محنة للقلة الموحدين، ونقمة على الغالبية المتأسلمين، من لونٍ قلَّ أن كان في تاريخ الإسلام!
لكن النعمة، أن الواقع قد فرز الناس وغربلهم، وميَّز الخبيث من الطيب، والمسلمين من المجرمين. وهي نعمة لا يقدرها إلا الواعي بحال المجتمعات وتغييب الخلق وخلط المفاهيم.
أفرز الواقع المسلمين الموحدين، الصابرين على السنة، العاملين به، قدر استطاعتهم، غير الموالين لأي لون من ألوان الكفر، تحت أي مبرر، ولأي سبب كان، القابضين على جمر مصادمة الجمهور الغالب المنحرف.
وأفرز معسكر الكفر، واضحاً مستعلناً، وإن كثرت أوجهه وتعددت صوره، بين سياسي وعسكري وعقدي، وكلها في حيز "الدين". ولا يعني هذا إنها لم تكن معروفة من قبل، لكن قد ظهرت لشريحة أكبر من عوام المسلمين، سواء الجهلة منهم أو أصحاب العلم النظري غير التطبيقي.
وحين أقول "الكفر" هنا، فأعني به الكفر الأكبر الناقل عن الملة، المُستدعي للخلود في النار، المضاد للتوحيد أتم التضاد.
فقد تميز في معسكر الكفر هذا:
- المداخلة
- الروافض، في بلاد فارس ولبنان واليمن الحوثية والعراق.
- مطبلي الروافض ومحبيهم وناصريهم، على وجه الخصوص، في كل البلاد.
- العلمانيون، والليبراليون والنسوية وأصحاب دعوة التجديد في الدين.
- الحكام العرب، بلا استثناء أحد منهم، كافة الإثني والعشرين حاكما، وعائلاتهم وحاشيتهم، ووزرائهم، وكبار مسؤوليهم.
- جيوش العرب عامة وأجهزتها الأمنية
- أولياء الكفار وأتباعهم ومعاونيهم وإعلامهم وعلمائهم، بكل طبقاتهم، من سيساوية و مداخلة وابن سلمانية و"نشامى" قزم الأردن، وغالبة ساحقة من شعب الإمارات، وكافة من نصرهم بشكل أو بآخر، ومثل هؤلاء جميعا في كل بلد.
ومعرفة كفر هؤلاء، معرفة يقينية محددة، لا ريب فيها ولا تردد ولا شك ولا توقف ولا تورع بارد، هو اليوم من مقتضيات صحة الإسلام واكتمال التوحيد. وغياب ذلك أو آحاده، يلقي بظلال الشك على المرء، ويجعله على خطر عظيم من أمره.
فإن مناط كفر تلك الطوائف كلها هو مناط ظاهرٌ جليّ، ليس من المناطات الخفية التي قالت العلماء بعدم تكفير فاعلها، مثل من تحدث بما يُضاد معنى صفة من صفات الله، لعذرٍ واضح، كما في حديث من ذر رماد جسده. فهذا قال العلماء إنه من قبيل المسائل الخفية، إذ الرجل مقرٌ بالصفة على العموم، لكن لا يعلم حدَّها على التخصيص.
أما هؤلاء الكفار المُحدَثون فكفرهم إما كفر إبطال عام للشرع، والتحاكم إلى غيره تقنينا ووضعا، وعقاب من يخالف في ذلك. وإما هو كفر ولاءٍ ونصرة، كما في حال المداخلة وأعوان السلاطين وجيوشهم، ومن في طبقتهم. وإما كفر وشرك في النسك وتوحيد الربوبية كفعل الروافض والصوفية.
فكن أخي المسلم على بينة من دينك، وتوحيدك، ولا تدع الشيطان يتلاعب بعقلك، فإن يأس من إدخالك مدخل أحد تلك الطوائف، رضي منك بالشك في أمرهم، والنتيجة واحدة!