فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      كلمات بشأن الحدادية الملاعين، ومن يمثلهم اليوم، دمشقية وابن شمس الدين!

      الأمر أن التعميم والإجمال في الأقوال، غالبا ما يفضحة التخصيص والبيان فيها.

      فليس هناك من يقول بعدم الرجوع إلى عقائد السلف من أصحاب القرون الثلاثة الفضلى، في العقيدة خاصة. بل من قال بغير ذلك، فقد ضل وغوى.

      لكن الأمر يتعلق بمقاييس تقدير الأقوال، وصحة توجيهها، والتماس الحق في أهلها، دون إفراط أو تفريط.

      والخطأ ليس كله على وزان واحدٍ، كما أن الباطل ليس كله على وزان واحد، تماما كالحق، ليس على وزان واحد، بل فيه تفاضل وتمايز.

      وحتى نختصر هنا، فإنه لا شك في أن مذهب الإشاعرة في التأويل والتعامل مع صفات الله تعالى، هو مذهب لا يوافق فهم الصحابة والتابعين، كما نفهمه، وكما نقل لنا في الصحيح. وهو أفضل من مذهب المعتزلة، لمن درس المذهبين. كما أن مذهب الأشعري نفسه، وأصحابه الأول، أفضل من المتأخرين من الأشاعرة. ومذهب الأشاعرة من الفقهاء كالجويني والغزالي، أفضل من مذهب أشاعرة الفلاسفة كالرازي والباجوري. وكلهم على خطأ، وإن تفاوت. لكن إدراك الفرق، يتطلب العلم أولا، ثم الإنصاف ثانية، كما هو مذهب أهل السنة والجماعة.

      ثم إنه ليس كل من قال بقول أو قولين، يوافق فيه فرقة، كان من أتباع تلك الفرقة حصراً! هذا قول أهل البدعة من الضالين الجهلاء. فإن الحسن البصري مثلا، كان يوافق الخوارج في تكفير القاضي المرتشي، ولم ينسبه أحدٌ للخوارج! بل هو من أعلام أهل السنة.

      ومن هذه المنطلقات، يمكن فهم ضلال الرويبضة بن شمس، حديث السن، سفيه الحلم، ومن وافقه من المتسورين على العلم كالمدعو دمشقية. إذ إن موافقة النووي وابن حجر للأشاعرة في تأويل بعض الصفات، لا يدل على أنهم "أشاعرة" من أهل الفرقة، بل هم أخطأوا في مسألة التأويل بالذات، إذ لا يقتصر مذهب الأشاعرة على مسألة تأويل الصفات، بل لهم أقوالهم البدعية في محاور كثيرة من العقيدة، كحجية حديث الآحاد، وأول الواجبات، وتسمية الإيمان، تقديم العقل على النقل، مفهوم القدر، مفهوم السببية، مسألة التحسين والتقبيح، وكلها لم يوافق فيها النووي وابن حجر رحمهما الله، ما يقوله الأشاعرة والماتريدية.

      فمثلا في مسألة أول الواجبات، نص النووي رحمه الله على أنه "قول لاإله إلا الله"، لا كما يقول الأشاعرة "النظر".

      وفي باب الإيمان، وهو من أهم ما يميز الأشاعرة كفرقة، فقد أثبت أن الإيمان قول وعمل يزيد وينقص، وأن العمل داخل في مسمى الإيمان، قال "قد قدمنا أن كمال الإيمان بالأعمال وتمامه بالطاعات، وأن التزام الطاعات وضم هذه الشعب من جملة التصديق ودلائل عليه، وأنها خلق أهل التصديق، فليست خارجة عن اسم الإيمان الشرعي ولا اللغوي" شرح النووي على مسلم ج4، ص2. كما أثبت حجية حديث الآحاد، وهو ركن آخر من أركان فرقة الأشعرية.

      وقد بيّن الشاطبي رحمه الله في الاعتصام، أن ضابط إثبات الفرقة، هو المواضعة على أصول بعينها يجتمع عليها أتباع الفرقة. وبالتالي فالانتماء إليها والوقوع تحت مسماها لا يكون إلا بالموافقة على أصولها الكلية، فمن وافق مذهبة فرقة من الفرق في أصل من أصولهم، لم يكن منهم، لكنه كان كما عبّر ابن تيمية عمن قال بخروج العمل من مسمى الإيمان، من الأحناف "دخلت عليه الشبهة التي دخلت على المرجئة والجهمية"، ودخول الشبهة لا يثبت انتماء المرء لفرقة.

      أما ما شاع من حديث كلاب الحدادية، فهؤلاء أنجاس العلم ومتسوريه، وهم في مهمة تشويه أعلام السنة وحافظي حديث رسولها، وهي المهمة التي بدأ بها المستشرقون من قبل، ثم ظهر الرويبضة الآثم مشهور، فلما فشل في مسعاه، خرج قوم على رأسهم الخليفي الضال المضل، حدثاء سن وسفهاء حلم، يحملون أسفارا من قمامة الفكر، لينقضوا عرى حاملي لواء الحديث وحفظته، من أعلام الأمة التي أجمعت على إجلالهم وتوقيرهم، رغم إثباتها خطأهم في بعض تصوراتهم، وعدم موافقتهم عليها. ومن مِن العلماء بغير أخطاء!

      وقد تجرأت تلك الكلاب العاوية على أكابر العلماء، ووالله ما قدموا للإسلام والمسلمين ما يوازي صفحة مما قدم أمثال النووي وابن حجر رحمهما الله، فعليهم لعائن الله.

      وقد عقدت فصلا في الطبعة الجديدة من كتابي "حقيقة الإيمان" لبيان موقف أهل السنة من أمثال النووي وابن حجر رحمهما الله تعالى، قلت فيها، بعد تفصيل:

      " فخلاصة مذهبنا في هذا الأمر، أن الأشاعرة ثلاثة أقسام:

      ·      قسم مثل الرازي، وهم متكلمو الأشاعرة وهؤلاء قولهم كفر لا ريب فيه، ومن مات منهم على ذلك فقد مات على غير الإسلام. (نقلت توبة الرازي).

      ·      قسم فقهاء الأشاعرة، كالجويني والغزالي، وهؤلاء توصف أقوالهم بالبدعة وهم مبتدعون في العقيدة حيث تكلموا وسايروا المتكلمين في بعض طرقهم، لكنهم لا يكفرون.

      ·      وقسم "دخلت عليهم الشبه التي دخلت على الأشاعرة" في بعض الصفات، كالنووي وابن حجر، فهؤلاء أخطأوا في النظر، لكن لا يبدعون ولا يكفرون."

      كما نقلت عن الفرقة الضالة الحدادية "وقد تولى كبر هذا التوجه من عرف بالخليفي، حدثٌ صعلوك، وهو مناهض للأشعرية مكفر لهم، وتبعه رويبضات حدثاء أسنان، دأب جهلة من العوام الأذناب لهم تسميتهم بالشيوخ، على رأسهم الضال المضل المدعو محمد شمس الدين، لعنة الله عليه، الذي ترك كافة مشكلات المسلمين، وغض الظرف عن الحكام الكفار وتنحية الشريعة، وانتصب لتكفير الإمام النووي وابن حجر! واتخذ ذاك الأفاق من قناته وتسجيلاته أداة رزق مثله مثل الضال الجهول صابر مشهور وغيره..".