فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      السؤال المؤجل: هل كان #طوفان_الأقصى عملية ناجحة أم فاشلة؟

      السؤال الذي سيطرح نفسه بقوة على كافة الساحات التي تهتم بشؤون المسلمين، سلبا وإيجانا، بعد أن يستقر الوضع في غزة، وهو أمر لا نرى له أفقا حالياً

      هو ذلك السؤال الذي جعلناه عنوانا لهذا المقال:

      هل كان طوفان الأقصى عملية ناجحة أم فاشلة؟

      والإجابة على هذا السؤال، في غاية الصعوبة والتعقيد. بل لا أظنها ممكنة في الوقت الحالي، بل ولا مفيدة في الوقت الحالي، لعوامل عدة. من تلك العوامل، أن أمر تقييم العملية يتأثر بشكل نهاياتها ونتائجها. ومنها أن الكثير من المعلومات لم يُكشف عنها بعد.

      إنما عمل اليوم، بالنسبة لمن يريد تدوين التاريخ، وتحديد المسؤوليات واستنباط العبر والدروس، هو رصد الأحداث بدقة وحيادية، وتوثيقها ما أمكن، لا غير.

      أما ما نراه على صفحات التواصل، وعلى قناة الجزيرة، من تحليلات لا تنتهي، فهي مجرد شغل لمساحة إعلامية على القناة، كان يمكن أن تُشغل بأخبار مباريات كرة أو تحليل أحداث كأس رياضي، في غير هذا الوقت!

      ما يمكن عمله اليوم، هو تحديد الجهات المسؤولة عن هذه العملية، ومعرفة مدى مسؤوليتها، وحجم تدخلها، وتأثيرها على سير الأحداث. ثم ما يبدو على السطح من فوائد جنتها الفئة التي حددت أهداف العملية أولا، من حيث أن تحديد النجاح والفشل مرتبط بتحقيق الأهداف الرئيسية أولا وأخيرا. وتحديد ما تراه العين من خسائر على المستوَ البشري والسياسي.

      ومن هنا يمكن تلخيص هيكل عملية التقييم، التي سيكون من الضروري القيام بها حين تستقر الأمور في القطاع، إن استقرت، في التالي:

      1. ماذا كانت الإهداف الأصلية لخماس وأصحابها، من عملية السابع من أكتوبر؟
      2. هل كانت خماس منفردة في قرارها، أم لها شركاء؟
      3. ما أثر علاقات خماس قبل ذاك اليوم مع إيران ومحور المماتعة، على العملية؟
      4. هل تحقق أي من الأهداف الأصلية؟هل تحققت أهداف ثانوية؟
      5. ما حجم الخسائر مقابل المكاسب بعد هذه العملية، على الساحات كلها، العالمية والعربية والداخلية.
      6. ما المستقبل اليوم لشعب غزة، سواء خرج كله إلى سيناء، أو دول أخرى، أو خرج نصفه وبقي نصفه في غزة.
      7. ما مستقبل قضية فلسطين، اليوم وغدا؟
      8. هل كانت عملية طوفان الأقصى ناجحة أم فاشلة؟

      ولا شك أنّ هذا التحليل، والنتيجة المترتبة عليه، لا يمكن أن يتحقق إلا بعد انتهاء عملية الغزو والعدوان بالكامل، وهو ما يمكن أن يكون على بعد عامٍ أو أكثر من اليوم.

      أما ما نسمعه اليوم من تحليلات، سواء من عناترة المنصات، أو الرويبضات، أو عتاولة العسكرية، كالدويري، بطل مقاومة الجزيرة الرافضية، فهي كلها تيه في تيه، وحطب ليل بهيم.

      د طارق عبد الحليم

      24 جمادى الثاني 1445 – 6 يناير 2024