من الأهم في أمر ديننا، التحرر من الشرك ومجانبة الطاغوت، ثم إثبات التوحيد ولوازه ومقوماته، بهذا الترتيب.
"فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انفِصَامَ لَهَا"
ولن يتحرر امريء من الشرك واجتناب الظاغوت، إلا إن عرف الشرك بكل تفاصيله وتعرَّف على الطاغوت، بكل ألوانه. فإن الجاهل بالشيء لا يمكنه تجنبه أبداً.
"وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ" معرفة الشرك والجاهلية
"حَتَّىٰ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ" التعرف على الطاغوت وتحديد هويته.من الأهم في أمر ديننا، التحرر من الشرك ومجانبة الطاغوت، ثم إثبات التوحيد ولوازه ومقوماته، بهذا الترتيب.
"فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انفِصَامَ لَهَا"
ولن يتحرر امريء من الشرك واجتناب الظاغوت، إلا إن عرف الشرك بكل تفاصيله وتعرَّف على الطاغوت، بكل ألوانه. فإن الجاهل بالشيء لا يمكنه تجنبه أبداً.
"وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ" معرفة الشرك والجاهلية
"حَتَّىٰ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ" التعرف على الطاغوت وتحديد هويته
وحتى تتحقق هذه المعرفة الثنائية، يجب أن يكون ميزان المعرفة هو الشرع وحده، لا العقل ولا العاطفة، والعرف، ولا التخبط بين كل هؤلاء، بالهوى المحض.
والشرع يضع لنا هذا المقياس واضحاً جلياً، لا غبار عليه ولا ضبابية فيه.
اتخاذ الشرع حاكما بين الناس، في حال الحكومات والتنظيمات العامة، ثم الولاء لله وحده والبراء من الكفار، للأفراد والجماعات، ثم التوجه بالطاعة والعبادة لله وحده لا لغيره، ولا له ولغيره معه. التوحيد المحض ومعنى كلمة لا إله إلا الله.
وإذ تقرر هذا، ولا أظن مسلماً واحداً، غير زنديق أو منافق، يخالف في هذا الذي تقدم، فإن التمييز يكون سهلاً يسيراً. من فعل خلاف ذلك، من حكومات وتنظيمات، كانت حكومة أو تنظيم كافر، ومن فعل غير ذلك من أفراد، كان كافراً ولو حارب في صفوف المسلمين وتسمى بأسمائهم وادعى الإسلام، وأنفق مالاً لا يُحصى صدقة على المسلمين، ونطق بالحق في مواقف من جياته.
وخذ مثالاً، من شيرين أبو عقلة، التي جعلها الكثير من الجهلة ومن متسلقي أسوار العلم على السواء، شهيدة، ومجدوها ورفعوها، وهي نصرانية، عددت الآلهة وادعت أن للرحمن ولدا! فهذا كفر في باب ربوبية الله سبحانه، لا يشفع فيه وطنية ولا حب لفلسطين ولا غيرها.
وخذ مثالاً آخر من سوء التمييز، وهو موت أمير الكويت. احتفت به كثير من الناس، لأن كثيرا من شعب الكويت أبدى كرما وتعاطفا مع أهل غزة، ووقف عدد من البرلمانيين ينتقد كيان الصهاينة، وأرسلت الدولة مساعدات كثيرة وعربات إسعاف.
لكن السؤال هو: هل الكويت دولة توصف بأنها دار إسلام في فقه المسلمين، ومن ثم ىكون أميرها وحاكمها، الذي هو الحاكم المطلق فيها، لا بنيابة ولا تحت قهر، مسلماً؟! والجواب لا، من حيث كان حاكما بإرادته، وفي كامل وعيه بأحكام الجاهلية الوضعية، ودستورى شركي، يعدد مرجعيات التشريع، وهو المستقر عليه في كافة الدول التي يُشاع إنها "إسلامية"! لا ندري على أي أساس ومرجعية؟!
انضباط الرؤية، وصحة النظر وسلامة المنهج ووحدة المرجعية وصواب المُستند، هي الآدوات التي يصح بها التمييز بين الخبيث والطيب.
وأنا على ثقة أن الكثير من القراء، سيعود قائلاً: لكن الرجل تبرع بكذا وكذا، وكان حنونا وووو .. ومنهم من سيقول: لا نكفر مسلما، فلسنا بخوارج!
هذا كله بسبب الضباب في الفهم أولا، وهوى النفس ثانيا، أن الإسلام السني الصحيح، إسلام محمد ﷺ وصحابته، قد صار خارجياً في عصر العولمة.
ولا حول ولا قوة إلا بالله