لم يعد في النفس غرضٌ، ولا حِمْلُ ريشة، لكتابة حرف أو تناول موضوع علمي، أو تحليلي، في أي حقل من حقول المعرفة، إسلامي أو ثقافي أو غيره!
فقد انشغلت النفس بحزن عظيم، ملأ عليها جوانبها، وأغلق عليها منافذها إلا من نافذة غزة الحبيبة.
لا نقول إلا ما تساءل به رسلُ الله من قبل "حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ" ..
لنأمل في قوله تعالى بعدها "أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ". فيا ربي، عجِّل نصرك، فإن عبادك في غزة ليس لهم إلا إياك ..
خانهم البشر أجمعين، مجتمعين، فانفضوا عنهم، بل أعان عليهم أقرب البشر إليهم، وتخاذل عن نصرهم من يدّعي محبتهم، إلا من كلمات لا تسمن ولا تغني من جوع، حرفيا لا كناية!
لم ينطقوا بحرف واحدٍ يدل على ضيق أو تبرمٍ بقضائك، فأثبتوا أنهم من الطراز الأرقى من المؤمنين "الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ".
فيا ربي "إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ"