"وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ"
"جُعِلَ رزقِي تحتَ ظلِّ رمحِي" البخاري مرسلا، ووصله أحمد والطبراني
الحرب في حق لديك شريعة ** ومن السموم الناقعات دواءُ"
لعل الدرس الأهم الذي يخرج به المسلم اليوم، في كل مكان، هو أن ما سلب بالقوة لا يُستردُ إلا بالقوة، وأن الإعداد للقتال والمواجهة هو حتم فرض على المسلمين، من تنازل عنه منهم فقد أثم في حق نفسه وفي حق أهله وفي حق أمته جميعا.
هل كنا نحتاج إلى هذا الدرس القاسِ العنيف، الذي كلفنا أكثر من أربعة آلاف شهيد في غزة، وسيزيد في الأيام المقبلة، وثلاثة آلاف شهيد في رابعة، من قبل، واجههم الناس، بدعوة من الإخوان، دون إعداد أو سلاح أو رؤية جهادية على الإطلاق، بل بشعار سلمية الكفريّ، المعادي للتوجيه الشرعي؟!
هل حقا كنا نحتاج إلى كل هذه المآسي ليصل معنى تلك الآيات في سورة التوبة والأنفال ومحمد، إلى عقولنا، تحقيقا وتطبيقا!؟
أظن إننا قد قلنا من قبل، وكتبنا وكتب غيرنا، ووجهنا ووجّه غيرنا، عن تجنب فكر الإرجاء اللعين، الذي يرهب الناس من لفظة "الجهاد"، ويدّعي الإسلام، وهو يخوِّف الناس من فرائض الإسلام وتبعات الإسلام. فكر الإخوان البدعي الإرجائي، الذي وفَّر غطاءً للحكام، بإشاعة أنهم مسلمون، لأنهم، ويا للحسرة على كم! الجهل وضيق الأفق والغفلة، أقول لأنهم ينطقون الشهادتين بأفواههم، دون اعتبار كمَّ النواقض والأعمال والتصرفات والتصريحات الكفرية، التي تُسقط التوحيد وتوقع صاحبها في الكفر من ألف باب وباب! فوفروا غطاء وأعطوا شرعية لاستمرار هؤلاء الأفاقين الكفرة في الحكم، والاكتفاء بأن نطالب "بمشاركة دون مغالبة". كذبتم وأثمتم، فوالله ما نصحتم الأمة، بل أضعتموها.
كلا! بل نحتاج المغالبة، بالقلب واللسان، وباليد والسلاح، غصبا عن سلميتكم وإرجائكم
خدعنا هؤلاء الجمع، الذين ظهر إنهم جمع من المخذولين المنبطحين المستسلمين الخانعين المبتدعين، فحرفوا الكتلة الهائلة من البشر عن أن تصطدم بالغاصب المحتل الكافر الحقيقي، ليمارسوا سياسة وبرلمانا وهزرا ورقاعة وتخنثا لا معنى له، حتى أتاهم، وأتانا، اليقين. فاتوا وأماتوا الكثير من حولهم في السجون، بدلا من ان يموتوا أعزاء مكرمون!
الدرس اليوم، هو نبذ فكر الإرجاء، ونبذ سلمية، ونبذ المشاركة. فهؤلاء الأعداء لن يستسلموا إلا بالقوة العامة الصارمة.
ثم إن هذا هو طريق نبينا الحبيب المصطفى ﷺ، وهو نص كتابنا، وتوجيه فقهائنا من السلف، لا من علماء التخذيل والانتكاس!
فلنأخذ الدرس، فقد كلفنا الكثير الكثير .. ولا يزال شؤم سلمية ودعاتها محلقا فوق رؤوسنا، عاقبهم الله بما يستحقون.
ولنعد إلى التوحيد ومبادئه وأسسه لتكون حكما في فكرنا وتصرفاتنا.