فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      فتنة أردوغان – واستحسان العلمانية

      لعل أخطر ما يتعرض له العالم الإسلامي اليوم، على ما يتعرض له من ضربات في كلّ اتجاه، هو ما اأسميه فتنة أردوغان.

      وإني، شخصيا، لا ضغينة بيني وبين الرجل لأحمل عليه دون سبب. بل أراه متناغمٌ مع نفسه، لم ينفِ عن فكرة أمراً يؤمن به أبدا، كما يفعل كثير من مشايخ الإسلامقراطية، وهي ميزة له. لكن الحق أحق أن يقال ولو كره المبطلون.

      الفتنة تأتي من أن الخلطة التي ابتدعها أردوغان في دين الله، وهي العلمانية الناعمة، صارت محبوبة ومقبولة عند كافة الخلق، إلا من عصم الله، بل وصارت مرغوبة، لتطبيقها في بلدان أخرى!

      القوم، كل القوم، العامي والعالم أو الشيخ الإسلاموقراطي، صاروا يمجدون المذهب الأردوغاني، بلا أي عقل ولا تفكير فيما يستتبعه من تأييد لعلمانية أخف وطأة من علمانية أتاتورك، تمكن بها أردوغان من كسب ملايين الأصوات المسلمة (الساذجة)، وإن كانت، حسب ما ينطق به الرجل ذاته، لا ينكره ولا يكذب فيه، داخل دائرة العلمانية، بمعنى تنحية الشرائع عن القوانين. قال ذلك، وفعل ذلك ولم ينكر ذلك. لكن مدلسي مشايخ الإسلاموقراطية الأنجاس، تأولوا له، وكذبوا على لسانه، بل واخترع ساقط منهم ما أسماه "العلمانية المؤمنة" ليبرر أفعاله وقوانينه!

      هذا الأمر هو أكبر اختراق لعقيدة التوحيد فيما نرى

      رفض المسلمون علمانية أتاتورك الإلحادية قولا واحدا، إلا من ارتد منهم فلم يعد مسلما أصلا.

      ورفض المسلمون دين ابن زايد الجديد قولا واحدا، إلا من ارتد منهم فلم يعد مسلما أصلا.

      لكنهم خضعوا لفتنة أردوغان، من حيث تحلت بشِعبٍ من الإيمان الشعائري، وشِعبٍ من الكفر العلماني، مع بعض مظاهر من التصنيع والرقي البسيط في الحياة المادية، والديموقراطية الغربية المعبودة أصلا، والتي كانت المسمار الأسبق في نعش الفكرة الإسلامية، زرعها منافقو الإخوان لعنة الله عليهم.

      ذلك هو الخطر الكامن فيما يحدث اليوم بين جنبات البيت الإسلامي، شرقا وغربا، لم ينج منه الكثير ممن لهم توجهات طيبة، كانوا من عامة الجهلة من الخلق، أو من المعممين المتعامين!