فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      وترجّل الفارس عن جواده! – استشهاد حكيم الأمة

      لست ممن يُحسن الرثاء، فإن الرجال إن بلغت قامة مثل قامة الحكيم عزّ فيها الكلام، واستعصت الكلمات، وصار البيان مكبلاً واللسان مقيداً.

      بعد جها.د طويلٍ وكفاح مضنٍ، وتضحياتٍ بالنفوس الحبيبة، التي فقدها على مرّ تاريخه، آن لروح الحكيم أن تسترح، وأن يُسلم الراية لمن بعده، وأن تكون روحه في حاصلة طيرٍ تتمتع بالنعيم حتى تلقى الله سبحانه راضية مرضية، فتدخل في جنته، خالدة فيها.

      يظن الحاقدون والعلوج في أمم الكفر أن استشهاد رجلٍ، أيّا كان، سيكون فيه نهاية للإسلام، أو عجز المؤمنين به! وهيهات هيهات! لا يعتبر أولئك المغفلون الكافرون الظالمون الفاسقون، بتاريخ أمتنا. فقد مات أحب الناس إلى الله والناس، سيد البشر وإمام الدعاة والمجا.هدين محمد ﷺ فما توقف دين الله عن التمدد والنمو والازدهار. حكمة لا يعيها العلوج، ولا أشباههم من فجرة أبناء أمتنا.

      الأسف ليس على الحكيم، فقد لقي أفضل ما وعد الله به عباده، بعد درجة النبوة، وهي الشهادة. لكن الأسف كل الأسف على أولئك الجبناء ممن استكثروا الترحم عليه حتى بكلمة، خوفا ورهبة من بشر! ولو كان شخصية من الشخصيات التافهة الحقيرة لتتالت الرحمات وتزاحمت الدعوات، حتى لو كان ممن يعبد الأصنام من المغضـ.وب عليهم أو الضّا.لين!

      والأسف كلّ الأسف لِمَا وصل إليه حالنا، حتى صار المسلم محروماً من مواساة إخوانه ورثاء أحبابه.

      كان زمانا يُقال أنْ انظر كم يرثي الرجل من الناس، تعرف قيمته. فاليوم، في عالمٍ خربت فيه العقول وانحرفت الفطر، نقول انظر كم شمت في الرجل من الناس، تعرف قدره!

      كان الشيخُ حكيمَ الأمة وقلبها الصادق الوفيّ، وإن جهل دوره الكثير من المسلمين. وما لهم يعرفون سيرته وقد شغلهم إعلام فاسد عميل كافر بدين الأمة وهادم لعوامل بقائها.

      كان الشيخ صادقا مع ربه سبحانه، فلم يتراجع قيد أنملة منذ وهب نفسه لله عام 1966، شاباً يافعاً، لم تغره الدنيا ولا مناصبها ولا مالها ولا مفاتنها. فعاش بين زنازين السجون وجدران الكهوف ومنازل الغرباء، ينتقل بدينه من بلد لآخر، حاملاٍ نفس الرسالة والمهمة والهدف، لا يحور كما حار كلاب المتراجعين.

      كان الشيخ مناراً للصحوة الحقة، لا صحوة الكلاب النتنة، التي آثرت دنياها، ووالت أعداء دينها، خفية وعلانية.

      وما من كلمات أفضل من قول حسبنا الله ونعم الوكيل "وَلَا تَحْسَبَنَّ ٱلَّذِينَ قُتِلُواْ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ أَمْوَٰتًۢا ۚ بَلْ أَحْيَآءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ"