فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      ماذا تريدون من طالبان!؟

      سبحان الله ... الطابور الخامس العلماني الخسيس، المُنْدَس في صفوف المسلمين، من جلدتهم ويتحدثون بألسنتهم، في شكل دعاة وشيوخ و"مفكرين" وقادة جماعات، نعم! لا أقول علماء سلطان، بل ممن ينتمون للصف "الإسلامي المعتدل"! لا يفتأ يطعن طالبان ويسلقها بألسنة حداد، بمقال أو لقاء أو فيديو، من خلال الإعلام الوضيع وعلى رأسه الجزيرة العلمانية.

      عجيب أمر هؤلاء! منهزمون منبطحون خاسرون، فشلوا في كلّ أمر تعرضوا له، وانهزموا في كل بلد أعطاهم الله فرصة لعلهم يتقون. هُزم منهجهم "المعتدل" في مصر، فمسح بهم السيسي، أخس وأجبن أهل الأرض، أرض مصر. ضربهم الرافضة في العراق وفي السودان، حتى الزبل الصغير قيس سعيد، ذاك الفصيح القبيح، قص ريش أصحاب الاتجاه "المعتدل" المائل للعلمانية الصريحة. فإذا براشد الغنوشي في مزبلة تونس ومحمد بديع في قعر سجون السيسي، ومعهما كافة أتباعهما، الغثاء، كغثاء السيل، لا فائدة فيهم.

       ثم ترى من هم على شاكلة هؤلاء التعساء، ويتحدثون بلغتهم "الوسطية" "السلمية" "المعتدلة"، الخائبة الاستسلامية المنهزمة، بعد عقود من النقد الصريح الفجّ لطالبان "الإرهابية" "العنيفة" "المتطرفة"، على حسب إسلامهم "الوسطي السلمي المعتدل"، وحسب أجندة أولياء أمورهم الفكرية الغربية التي يعبدونها من دون الله، سواء ديموقراطيتهم الخائبة التي لم تجلب عليهم إلا الفشل مدة عقود متطاولة، في كل مكان، وبرلمانيتهم التشريعية التي تدعو للحكم بما يهواه الشعب، والحق بما يمليه عليهم الحاكم. ترى هؤلاء الخائبون يهنئون طالبان، وفي نفس الوقت، يقدمون لهم النصح والإرشاد، في كيفية تناول الحكم في إمارتهم!!! ويخلعون برقع الحياء، يوجهون المنتصر وهم الفاشلون الخائبون! اللهم حنانيك!

      أنّى للفاشل المنهزم، صاحب المنهج المحقق سقوطه وعدمية جدواه، بل والثابت شرعا حرمته أصلا، بل وكفر بعض جوانبه، أن ينصحوا الفائز الصامد مدة عقدين، نصائح طفولية من ناحية، وعلمانية غربية من ناحية أخرى، وكلها مستقاة من منابع الغرب الدنيئة الفكر. نصائح تتراوح بين "يجب أن تشملوا المرأة في حكومتكم"، "يجب أن تجعلوا حكومتكم شاملة تشمل المسلم والكافر، والعلماني والشاذ طالما هو في محل معارضة!" عجيب.. وماذا فعلت حكومة مرسي التي شملت على نساء، وبرلمان الغنوشي الذي صرح برفض الشريعة رأسا؟! وأي حكومة تلك في العالم كله تشمل في حقائبها معارضين من اتجاهاتٍ أخرى؟! وماذا حلّ بحكومة مرسي حين أجبره علمانيو مصر على أن يشملهم في حكومته، وقَبِل ذلك لضعفه وفشل منهاجه الإخوانيّ؟! وهو اليوم بين يدي الله يحكم فيه ما يشاء. بل وصل ببعض من كنا نأمل منه خيرا يوما أن اعترض على حكومتهم بأنه "ليس فيها شيعي واحد!"! وهل في حكومة الروافض سنيّ واحد؟ و10% من إيران سنة، يعيشون في الأحواز المكلومة؟! أين ذهبت عقولكم؟ وهل كانت لكم عقول أصلاً؟! فوالله ما يقول بقولكم عاقل يقرأ ويكتب. ومن انتقاداتهم، بعد مقدمات تهنئة رخيصة، أنْ لِما عينتم شابا صغير السن كيعقوب ابن الملا عمر وزيراً للدفاع؟! وتحليلهم أنّ في هذا تفضيل وتقديم ومحسوبية! ينتضح إناؤهم بما فيه. ولا يرون إلا المعاني التي دربوا ونشئوا عليها، ولا يمكنهم تصور شرف خالص أو حكمة نقية! وما عيب وضع شاب في منصب وزير دفاع، إن كان قد نشأ منذ أن حبا مجدا.هدا، في بيئة مجا.هدين من الطراز الأول وتقلب في قيادة التجمعات العسكرية التي صمدت عشرين عاما في وجه قوات الاحتلال! ألم يضع رسول الله ﷺ أسامة بن زيد على رأـس جيشِ فيه ما لا يُعد من أكابر الصحابة؟ عجبا لخراب عقولكم! ثم يعترضون على وزير الإعلام بأنه منع مباراة كرة وحظر وضع قمصان معينة، على أن هذا تشدد، وهل جر على الجزيرة، وغيرها من الرقع الإسلامية الخراب إلا الانسياق وراء المظهر الغربي خطوة خطوة؟!

      والعجب أن هذا الغثاء يكتبه كثير من "الدعاة" و"المحللين" الإسلاميين بزعمهم، وعلى رأسهم هيئة "علماء" المسلمين برئاسة الريسونيّ، وهم إخوان فشلوا، منهاجا وحركة، فشلا ذريعا. ومنهم الصُحَفيون، ومنهم أصحاب مراكز الدراسات، وهاتِ ما عندك من أشكال وألوان تنسب نفسها لدعوة الله، إما طلبا لشهرة، أو لمال أو لمنصب أو لإرضاء نزعة فكرية مريضة وجرثومة بدعة متأصّلة.

      اربعوا على أنفسكم يا أهل النصح والإرشاد، من جماعة الفاشلين المتحدين! وانصحوا أنفسكم أن تتبعوا خطوات طالبان، وأن تسترشوا بنصائحهم لكم، لا العكس، فوالله لئن نصح السارق الأمين، والغبي الذكي، والفاشل الناجح، والمنهزم المنتصر، لأذنت الأرض لربها وحُقت!

      د طارق عبد الحليم

      11 صفر 1443- 18 سبتمبر 2021