فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      هل وضع نتن ياهو رؤيته المسبقة لتسليم غزة لمحمد دحلان ؟؟؟

      إسماعيل بن عبد الرحيم حميد

      من المعلوم للجميع أن رئيس الوزراء لدولة الإحتلال يمر بعدة أزمات منذ عدة سنوات من أهمها . اولاً : عدم تمكنه من حسم الإنتخابات والتي أجريت لأربع مرات متتالية . ثانياً : تهربه من القضاء وكما تعلمون أن لديه الكثير من قضايا الفساد . ثالثاً : الحفاظ على قوة حزبه ( الليكود ) وتماسكه . ومن هذا كان لا بد له من تحقيق وتطبيق صفقة القرن على الأرض لتعطيه قوة ونفوذاً في المستقبل يمكنه من الفوز في الانتخابات القادمة والسيطرة على الحكومة لأطول فترة ممكنة .

      ومن أجل ذلك بدأ في صناعة أزمة في القدس لأنها أكثر الأماكن المحتلة حساسية لدى أهل فلسطين ومن خلفهم الأمة الإسلامية . وقبل أن أخوض في نتائج ما سيحققه نتن ياهو لا بد من عودة بسيطة إلى الوراء نستذكر فيها بعض الأحداث .

      لا أحد يخفى عليه حقيقة محمد دحلان رجل الإحتلال الأول في سلطة أوسلو وإذا عدنا إلى الوراء قليلاً سنعرف جيداً دور دحلان في السلطة وأنه كان مسؤول جهاز الأمن الوقائي ومسؤول ملف التنسيق الأمني مع الإحتلال وعندما طالب الإحتلال ومن خلفه أمريكا والغرب ياسر عرفات بتعيين منصب رئيس الوزراء ليستطيعوا سحب الصلاحيات من بين يديه ليصبح زعيماً لمنظمة التحرير ورئيساً للسلطة بشكل رمزي مجرد من كافة الصلاحيات التي تخوله إتخاذ أي قرار سياسي أو حتى إداري في مؤسسات السلطة وعندما أدرك ياسر عرفات هذه الحقيقة أطلق على محمود عباس لقب ( كرزاي فلسطين ) وعندما زاد الخلاف بين محمود عباس ياسر عرفات وقف محمد دحلان إلى جانب محمود عباس الذي كان في حينه الخيار الأول للإحتلال والغرب من خلفه وبدأ الإثنان ( دحلان وعباس ) يحيكون المؤامرات ضد ياسر عرفات وتم حصاره في مقر المقاطعة في رام الله ومن التصريحات التي أذكرها لمحمد دحلان أثناء لقاء له مع موفاز وزير الإرهاب لدولة الإحتلال أنه قال ( لقد إنتهت مرحلة ياسر عرفات ) وبقي عرفات محاصراً في المقاطعة إلى أن قاموا بتسميمه وقتله .

      ثم بدأت مرحلة جديدة من الخيانة كان لا بد من تسليم السلطة ل محمود عباس بمباركة حماس وجميع الفصائل وجرت الكثير من اللقاءات بين دحلان وقيادة حماس لإقناع حماس بدخول الإنتخابات ومن خلال الأنظمة الوظيفة العربية ( مصر وقطر والأردن ) ضغطوا على حماس واقنعوها بالموافقة على المشاركة في الإنتخابات لرفع اسمها من قائمة الإرهاب وافقت حماس ودخلت الى قفص السلطة لتكتسح أغلب مقاعد المجلس التشريعي وتقوم بتشكيل الحكومة ثم بدأ الصراع بين عباس وحماس على الصلاحيات التي كان يسعى محمود عباس لإنتزاعها من ياسر عرفات فجاء دور دحلان الجديد ليشعل فتيل حرب أهلية كان نتائجها هو تسليم غزة لحماس وسيطرة عباس على الضفة وبعد أن أحكمت حماس سيطرتها على غزة ادخلوها في ثلاث حروب طاحنة وحصار منذ اربعة عشر عاماً ليبقى هم حماس في غزة هو سيطرتها على مقاليد الحكم وإدارة شؤون غزة . وفي المقابل قام عباس ودحلان في الضفة بخنق كل من له علاقة بمقاومة الإحتلال حتى وصل بهم الحال إلى تجريد أبناء فتح وكتائب الأقصى في الضفة من أسلحتهم والإبقاء على من ثبت ولاؤه لعباس ومشروعه في الضفة .

      ثم جاء دور دحلان الجديد ومن أجل تحقيق هذا الدور كان لا بد من خلاف بينه وبين عباس ليقوم الأخير بطرده من الضفة لينتقل هو وفريقه إلى ( الإمارات ومصر ) ومع اشتداد الحصار على أهل غزة كان على حماس أن تبحث عن مخرج يؤمن لها بقاءها وسيطرتها على إدارة غزة فقامت المخابرات المصرية برعاية عدة لقاءات بين سمير المشهرواي وقيادات حماس إلى أن توافقوا على الكثير من الأمور التي تضمن لحماس مطالبها وتضمن لدحلان دوراً سياسياً مرموقاً في إدارة شؤون غزة الخارجية مع بعض الصلاحيات الادارية لدحلان وهكذا يتقاسمون السلطة بما يضمن مصالح جميع الأطراف . ليبدأ تطبيق صفقة القرن بخطة ذكية يستطيع الإحتلال تمريرها على الشعب الفلسطيني والأمة الإسلامية وقد كتبت قبل أكثر من ثلاث سنين مقالاً عن آليات صفقة القرن سوف أعيدها الآن في عجالة .

      اولاً : توحيد الأجنحة العسكرية التابعة للفصائل الفلسطينية المقاومة في كيان واحد . ثانياً : إقامة منطقة للتجارة الحرة في رفح المصرية ( وقد تم إخلاء المنطقة من السكان ونقلهم إلى مناطق أخرى في سيناء ) . ثالثاً : إقامة منطقة صناعية لتوفير آلاف الفرص الوظيفية للأيدي العاملة . رابعاً : إعادة بناء مطار غزة . خامساً : إيجاد ميناء بحري في غزة تحت رقابة تضمن للإحتلال رقابة دقيقة لكل ما يدخل ويخرج منها . سادسأً : توسيع محطة كهرباء غزة . وكل ما سبق مرهون بأمرين . الأول : توقيع هدنة طويلة الأمد مع دولة الإحتلال لا تقل عن عشر سنوات . والثاني : إشراف دحلان على إدارة غزة . ومن أجل تحقيق هذا الأمر لا بد من صناعة بعض الأحداث والتوترات التي ينتج عنها حرب طاحنة مع غزة تكون أهم نتائجها .

      اولاً : توقيع هدنة طويلة الأمد مع الإحتلال . ثانياً : عزل غزة عن الضفة والقضية الفلسطينية ( مع التماس الأعذار لقيادتها وسكانها بحجة خوضها أربع حروب طاحنة ومن حقها أن تأخذ نفساً للراحة بعض الوقت ) ثالثاً : انفراجة إقتصادية كبيرة على غزة برعاية ( مصرية قطرية إماراتية ) وبدعم وتأييد تركي عربي . وبهذا تكون دولة الإحتلال حققت مكاسب عديدة من أهمها .

      اولاً : إنهاء ملف المقاومة في غزة لخمس سنوات على أقل تقدير .

      ثانياً : الإستفراد بالقدس والضفة وابتلاع ما أمكن من الأراضي .

      ثالثاً : السيطرة الكاملة على التجمعات السكانية في مدن الضفة من خلال مجلس روابط القرى ( سلطة أوسلو )

      رابعاً : التمدد سياسياً واقتصادياً في دول العالم الإسلامي والعربي على وجه الخصوص

      خامسا :ً السيطرة على منابع الطاقة في دول الخليج ( نفط وغاز ) .

      سادساً تجريم كل من يدعو أو يفكر في تحرير فلسطين بحجة أن أهلها وقعوا على إتفاقية سلام واستسلام ( تهدئة ) مع الإحتلال .

      سابعاً : عزل فلسطين عن عمقها الإسلامي والعربي . هذا ما توقعته منذ عدة سنوات ولكني أعيد صياغته مرة أخرى . فمهما يمكر الطغيان مكراً, فإن الله خيرُ الماكرينا. ولا نعطي الدنية لا

      ولكن, بحد السيف نُردي من لقينا. فإن كان التطرف قتلَ طاغٍ, فإنا أولُ المتطرفينا .

      هذا وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

      إسماعيل بن عبد الرحيم حميد أبو حفص المقدسي غزة فلسطين المحتلة الأول من شهر شوال لعام ١٤٤٢ هـ