فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      معيار التقدم عند السيساوية والوطنيين!

      د طارق عبد الحليم

      الحمد لله والصلاة والسلام على الحبيب المصطفى وعلى آله وصحبه

      من الاضافات القليلة التي جاءت بها حضارة الغرب، ولا نشهد إلا بالحق، خاصة بعد قيام الدول الحديثة، هو تحديد مقاييس معينة، كميّة وكيفية، لتقدم الدول وتطورها ونهضتها، وإن كانت تلك الأسس مندرجة تحت القواعد العامة الإسلامية في الاقتصاد والتجارة.

      من تلك المعايير، متوسط دخل الفرد، أو الكم الإنتاجي للدولة عامة GDP، أو معدل التضخم Rate of Inflation، أو معدل تغيير العملة Exchange Rate، أو مستوى البطالة Unemployment rate، أو مقدار الدين العام National Debt. وعلى المستوى الاجتماعي معدلات التعليم، وتوفر المساكن، والدواء، والمستشفيات، ومكافحة العنف، والجريمة، والمخدرات، والبغاء، حرية الكلمة والصحافة، وقلة أعداد السجون. وعلى المستوى العلمي الاكتشافات الجديدة في الفيزياء والكيمياء والمشاركات في التقنية العالية وتطوير الدواء، وتطور الصناعات الثقيلة. وعلى المستوى السياسي الفصل بين السلطات، وسيادة القضاء، والتزام الراعي بصالح الرعية. وغير ذلك من المعايير التي انتشرت غالبها في مبادئنا الإسلامية، وزادت عليها حضارة الغرب بعض المعايير الاقتصادية.

      بهذا يوزن تقدم الأمم وانجازاتها.

      فأين، يا عُباد السيسي وحبارى التراب، مصر من تلك المقاييس؟ على أيها سجلنا تقدماً ولو درجة واحدة، وارتفعنا من فئة ما-بعد-المائة في الترتيب الدولي؟

      في الكم الإنتاجي العام GDP، نقارن بالكيان الصهيوني، الذي تعداده 9 مليون مخلوق، وله معدل انتاج عام يعادل 353 بليون دولاراً، مقابل 235 بليونا في مصر التي تعدادها (في وقت الإحصاء 2017) حوالي 97 مليونا! [1]، أي إنهم يتقدمونا عشر مراتٍ بالتمام!

      ولا يظنن أحد إننا في تقدم، بل إن مقياس الفقر قد علا 2.6% منذ 2010 إليك النص:

      "Over the past decade, the poverty rate in Egypt has steadily increased. As of mid-2016, the poverty rate in Egypt was 27.8 percent, an increase of 2.6 percent from 2010”"

      “The report said 32.5% of Egyptians lived below the poverty line in 2018, up from 27.8% in 2015 and 16.7% in 2000. It said 6.2% of Egyptians live in extreme poverty. It set the poverty line at around $1.45 per day and the extreme poverty line at less than a dollar a day.”[2]

      أي أن 32% من الشعب يعيش تحت حد الفقر الذي يعيش بدخل يومي مقداره دولار واحد!

      ماذا نقول السيساوية؟

      هل أنشأ "السيسي مون" مصانع للإنتاج الصناعي الثقيل؟ كم مدرسة بناها؟ كم سجنا فتحه؟ كم شابا أعدمه؟ كم قتيل أرداه بيد جيشه الملحد وشرطته الكافرة؟ كم قاض اشترى ذممهم بأبخس المال؟ كم بنى من وحدات سكنية لغير القادرين من أصحاب دخل الدولار الواحد؟ كم من دواء خفض سعره؟ كم من مستشفى أقامها للفقراء؟ كم من ريف حَسّن، وفلاح أعان، وزراعة أقام؟ كم من ديون مصر التي راكمها منذ احتلاله لمصر أضاف، والذي بلغ 35 مليارا من الدلارات، ؟ كم صار سعر الجنيه الذي كان الإعلام الفرعوني ينبح ليلا ونهارا أيام محمد مرسي، إن الدولار أصبح يساوى ستة جنيه، فاليوم يساوي ستة عشر جنيها!! كم من المزابل رفع من الطرقات؟ كم من امرأة وبنت شريفة اغتصبت وحملت، في سجون شرطته المرتدة، دون رادع واحد؟

      على أي مقياسٍ للتقدم يمكن أن يُعتبر هذا الدجال الغرّ منجزاّ

      إقامة مدينة للأثرياء وأصحاب السلطة، وتركيز الوزارات السيادية والعاملين بها في ذلك المكان الملعون؟ إقامة قصور رئاسية كأنه يحكم شعباً حراً ثرياً؟ إقامة الحفلات الفنية الفاجرة؟ الجلوس مخاطباً رجالات (عفوا، مخانيث الرجال) الشعب موليهم ظهره؟ سرقة "المعونات" التي أعطاها له صهيون العرب ابن زايد، هدية لحماية حدود إسرائيل؟ بيع تيران وعصافير؟ الخضوع لأثيوبيا التي ضربت به وبكرامته عرض الحائط، فملئت السد وفي طريقها لملئه مرة أخرى، واكتفي بكلمة "خط أحمر!!!" على الهواء، في الهواء، للهواء!؟ والأصح أنه باعها بالاتفاق مع الكيان الصهيوني ببلايين لحسابه، وخرج بدجله يعلن عدم رضاه، وخطه الأحمر المرسوم على رمال شاطئ الحقيقة؟ خضوعه ومهانته أمام تواضرس وربعِه، ورجولته الصنيعة أمام ضعاف الإخوان وخرافهم؟ وقوفه خلف كرسي ترمب في البيت الأبيض، في صف موظفيه؟ المهانات التي تعرّض لها عالمياً، دون خجل أو حسّ، وكلها مسجلة حاضرة؟ تنظيم مسيرة مومياوات للفراعنة الملاحدة، يرفع من شأن حضارة تعبد الأصنام، لتعلو على حضارة توحّد الله وتتبع رسوله صلى الله عليه سلم؟ عمله الدائم في محو هوية الإسلام من مصر، بهدم المساجد، وإغلاق دور تعليم القرآن، وتقييد الخطب، وتعيين أكابر منافقي البلاد في المناصب الدينية ليكونوا له حذاء ومداساً؟

      أي هذا يعتبره هؤلاء المغيبون الجهال الضالون تقدما في مصر ورقياً بها؟

      أي من هؤلاء الباحثين والأكاديميين الثآليل، أصحاب العقول العصفورية، والأفكار الواهمة المتدنية، ممن يظن أن الوطن في محنة، ويجب أن يصطف الكافر فيه والمسلم والعلماني واليساري والناصري والسيسي، إلا المسلم بطبيعة الحال، متمثلا في أوهامهم الضالة بالإخوان، أن يصطفوا معا لإنقاذه!؟

      أن كانت هناك محنة في مصر، فاسمها وعنوانها السيسي، وتركيبتها هؤلاء الضالون المجرمون، ممن يظنون أن الكفر والإسلام، سيصطفان يوماً لرقي أمة المسلمين! هم محنة مصر ومصيبتها الكبرى.

      د طارق عبد الحليم

      23 شعبان 1442 – 6 أبريل 2021

       

      [1] https://www.worldometers.info/gdp/gdp-by-country/

      [2] https://www.voanews.com/middle-east/egypt-third-population-lives-poverty