فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      وفاة اللأخ الأكبر المستشار طارق البشري

      رحيل عَلَمْ ..   

      توفي اليوم إلى رحمة الله، بإذن الله، الأخ الأكبر المستشار طارق البشري، ابن عم والدتي.  

       والرجل ليس لنا أن نتحدث الآن، فيما له وما عليه، فهو بين يدي الله سبحانه، العادل الأعدل. لكن أشهد الله، بما علمته من معرفتي الشخصية به، بأنه رحمه الله، كان خلوقاُ متواضعاً إلى أقصى حدود التواضع، مع علمٍ واسعٍ بالقانون الوضعي، وبقدر وافٍ من الشرع. وله مواقف مشرفة في وجه الطواغيت، حتى أنه قد مُنع من تولى منصب رئيس مجلس الدولة لقضائه العادل بما تمليه الشريعة في عديد من القضايا.

      والمستشار البشري له تاريخ طويل في مجال الفكر والتدوين، وهو مؤرخ بحقٍ، لا كما تُستعمل الكلمة اليوم لكلّ هابٍّ وداب يكتب مقالين في تاريخ! كما كان ناقداً للأوضاع، وإن فاته الكثير من الأمور، التي غابت عن جيله برمته، مما جعل كتاباته تنزع إلى التوجه الديموقراطي البرلمانيّ، الذي سيطر على فكر تلك الطبقة من المفكرين كليّة. لكن الرجل كان، يشهد الله، ولا نزكي على الله أحداً، من محبي الدين والإسلام، والمدافعين عنه.   ولا أنسى، بل أذكر دائما، تلك الوقعة التي دارت بيني وبين المستشار البشري عام 1971، في منزل خالي حسين البشري رحمه الله، حيث كان المستشار طارق لا يزال واقعاً تحت تأثير الفكر اليساري، وكنت وقتها ممن يدعو بقوة إلى الإسلام وما يحمل من معانٍ،. وبالطبع احتد وقع كلامي كالعادة، وهو هادئ بطبعه، فما أن سمع أبي، رحمه الله الحديث من الغرفة المجاورة، وكان أبي رجلاً حديداً، حتى أتى فنهرني وأمرني بالتوقف عن المجادلة .. ثم كان التحول الكليّ في توجه المستشار البشري إلى نصر الدين والإسلام.

      رحمهم الله جميعا! تلك أيام خلت وجيل مضى، بما له وما عليه.  

       ولم تمنعني قرابتي من الراحل أن كتبت معترضاً على بعض ما كتب، فالدين دين لا مجاملة فيه لأحد، وقد عتب عليّ في هذا بأدبه الجمّ من خلال كلمات لأخي الدكتور محمد. ولعل أشدّ زلاته هي علاقته بمحمد سليم العوا، المنافق العليم.   لكن هذا موضع الدعاء والرحمة، والراحل البشري لم يكن ينتمي لهذا الجيل العابث الذليل، فلعل رحيله رحمة به، وإن كان مصيبة على محبيه وأهله وأقربائه.  

      اللهم ارحم المستشار البشري وتجاوز عن زلاته وارحم أمواتنا جميعا، وثبت قلوبنا على دينك.

      د طارق عبد الحليم

      14 رجب 1442 26  فبراير 2021