فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      كورونا ... والعالم

      كورونا ... والعالم   كما ذكرت في مقالي السابق، لست من هواة نظرية المؤامرة، لكن خطر ببالي اليوم أن أشارككم في هذه الخواطر"   أولاً: كم نحن، البشر، العالم، الخلق، ضعفاء الحيلة، عديمي الإرادة، أمام ما يكمن في العالم حولنا من مخاطر، جعلا الله لنا بالمرصاد، يُجؤي منها ما يشاء بإذنه ويُمسك ما يشاء. فيروسات لا ترى إلا بالميكروسكوبات القوية، تهاجم البشر، فلا تُفرّق بين أبيض وأسود، أمريكيّ الجنسية أو نيجيريها! لا تهتم يكون الرجل بليونيراً أو شحاذاً، شهيراً أو مغموراً، رئيساً أو غفيراً، فالكل "لا شئ" أمام ما يُرسل الله علينا، إن أراد أن يفعل ذلك، سواءً من أصغر الأحجام، كسجِّيل أصحاب الفيل، أو كورونا العصر، إلى أكبر النيازك التي تحوم من حولنا في فضاءٍ سحيقٍ لا يُمسكها عن صربنا ضربة واحدة قاضية إلا هو.   ثانيا: أن هذه الحوادث، لا يرفعها عن الناس، إلا خالقها، فلو أراد الله أن ينتشر كورونا، أو من قبل الإنفلونزا الأسبانية في بداية القرن، أو أي طاعون غير ذلك، ويخرج عن السيطرة البشرية، ما كان لنا حيلة ولا وسيلة إلا التضرع للخالق سبحانه. كذلك ضرب الله لنا الأمثال في القرآن "قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَن يَأْتِيكُم بِمَاءٍ مَّعِينٍ" الملك، “أفَأَمِنتُمْ أَن يَخْسِفَ بِكُمْ جَانِبَ الْبَرِّ أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا ثُمَّ لَا تَجِدُوا لَكُمْ وَكِيلًا" الإسراء، "أَمْ أَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاءِ أَن يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا ۖ فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ" الملك. نعم، من يرفع هذه البلاءات، إن وقعت وأخرجتها الإرادة الإلهية عن سيطرة الناس؟ لا أحد، إلا الله " لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ اللَّهِ كَاشِفَةٌ" النجم.   ثالثاً: أنّ هذه البلية، قد أزاحت كلّ مصائب الدنيا، والظلمات التي يوقعها الشرق والغرب على البشر، والمسلمين خاصة، من مكان الصدارة .. كلّ المشكلات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، قد اختفت من وسائل الإعلام بلا استثناء ... وفي هذا ما فيه من مصالح، يستفيد منها الكثير من السياسيين، والنظم الديكتاتورية بخاصة.   زوايا كثيرة، يجب على المسلم أن يعتبرها، ويعتبر بها، في هذا البلاء الذي وقع، وأن يكون التضرع لله هو أولوية، بدلا من ابتكار النكات "وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا" الإسراء.   د طارق عبد الحليم