فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      لماذا نحن ضائعون ..؟

      ⬅️ لماذا نحن ضائعون ...!

      الحمد لله والصلاة والسلام على ؤسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعد 

      هل سألنا أنفسنا، نحن المسلمون، العرب، ما هذا الذي يحدث معنا، ولنا؟

      كيف وصلنا إلى هذا القاع الخفيض الذي لا يكاد يكون له قرار؟

      سألت نفسي الليلة، بعد أن جُلت، مدهوشا محزونا، في نواحي بلداننا كلها، بلا استثناء، فإذا هي خراب يباب، تفقد الزرع والماء، وتُسال فيها الدماء رخيصة، كل يوم، بل كلّ ساعة، ويحتل أرضها أخسّ الناس وأحقرهم، فلا يتحرك لناسها ساكن!؟

      سبب ذلك معروف، جذّ واضح، نراه في حيانتا الحاضرة، وفي ماضينا، لا يّخطؤه إلا من فقد البصيرة.

      فقداننا الطريق .. كلّية ..!

      نعم، فإننا، كأمة، لم نعز، ونقوى، ونقوم، ونفتح، ونعلو ونتحضر، إلا بالإسلام، وبالإسلام وحده ..

      هذا قدرُ هذه الأمة، وطريقها الأوحد، الذل لن ترى عزة ولا كرامة، ولا نصراً ولا قياماً، إلا به .. مهما حاولنا من سبل، ومهما طرقنا من طرق، علمانية أو ليبرالية أو ديموقراطية "وسطية"، أو ما شئت من صنع عقول البشر، ومستخرجات أفكارهم الشتيتة.

      نحن أمة خصّها الله بالإسلام، فلا يمكن أن تعيش وتحيا عزيزة إلا به، وحده، دون شريك في حكم ولا عبادة ولا تأليه. 

      أوامرنا منه، ونواهينا منه، تصوراتنا منه، وحركتنا به وجواب تساؤلاتنا فيه .. هكذا  بلا مواربة، ولا وسط ولا تصنع .. 

      ألم ير عميان البصر والبصيرة، كيف كان الناس في أمة العرب، لا شأن لهم، ولا يحفل بهم أحد، حتى أعزهم الله بالإسلام .. لا اسما، بل حقيقة مُعاشة، إسلام قبول الحق والتسليم له، فعلى شأنهم، كما لم يعل شأن أمة في الأرض. فلما تركوه تركتهم العزة والكرامة وركبهم كلّ ذلّ وانحطاط ومهانة!؟

      نعم قد تنشأ دول فيها العدل، لكنه ليس كل العدل المتوازن.

      قد تنشأ حضارة فيها المساواة، لكن ليست كل المساواة المنصفة.

      قد تعيش أمة فيها الحرية، لكنها ليست الحرية الجادة.

      لكنّ الإسلام فيه العدل المتوازن، فلا يجوز فرد على مجتمع ولا مجتمع على فرد، ولا فرد على فرد، ولا حاكم على فرد.

      الإسلام هو الحضارة التي تتحقق فيها المساواة، حسب التقوى المنصفة السديدة، التي ترعى لكل فرد حقه المرسوم، دون جور.

      الإسلام موطن الحرية الجادة، التي ترسم الحدود، فلا يُطلِق حرية بلا حدود، تقتله العدل وتخرّب المساواة، لكن لا تدع الناس أحراراً دون تعدى ولا تجاوز.

      كنا بالإسلام يوماً .. ولن نعود إلا بالإسلام، مهما حاول الواهمون، وانبطح الخانعون.

      هو طريق واحد، في اتجاه واحد، لا تشعّب فيه، ولا انحراف عنه .. 

      "وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ". 
      عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ ، قَالَ : خَطَّ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا خَطًّا ، ثُمَّ قَالَ : " هَذَا سَبِيلُ اللَّهِ " ، ثُمَّ خَطَّ خُطُوطًا عَنْ يَمِينِهِ ، وَعَنْ شِمَالِهِ ، ثُمَّ قَالَ : " هَذِهِ سُبُلٌ عَلَى كُلِّ سَبِيلٍ مِنْهَا شَيْطَانٌ يَدْعُو إِلَيْهِ ، ثُمَّ تَلَا : وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ".

      أهناك في هذا الحديث شك؟ .. 

      لا والله إلا من أصيبت نفوسهم بالوهن، وغُلفت قلوبهم بالران، وضاعت رؤيتهم باتباع السبل .. ديموقراطية، ليبرالية، علمانية .. كلها سبل، تسير في عكس ما أراد الله لهذه الأمة.

      مهما رأيت من أمم يظهر فيها صور عدل وحرية ومساواة، فهي كما يحكى الظلّ أصله.

      هذا هو الطريق، وتلك هي السبل، فاختاروا على بينة، وامضوا بلا تردد ..

      د طارق عبد الحليم
      20 أبريل 2019 – 15 شعبان 1440