" التحميل" الملف كاملاً
--------------------------------------------
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه، وبعد
كثيرا ما سألني الشباب أن أكتب عن حقبة السبعينيات، تلك الحقبة الفريدة في عصرنا الحديث هذا، لاسيما ونحن كنا رجالاً أسوياء، نعرف ما التوحيد، وما حكم الله، ومفاهيم الولاء والبراء، بل وندرّسها للشباب أيامها بهمة ونشاط، من حيث شعرنا أننا قد حصلنا، بتحصيلنا لهذا العلم، على جواهر نفيسة ومعادن ثمينة، يجب أن ننفقها ونسوّقها بين الناس، فالبخل بها حطّة لحاملها.
- بداية الحركة
كنا نعلم تماما من هو عبد الناصر، وكفره وطاغوتيته. كشفنا زيف عبد الناصر، منذ حرب اليمن وانسحابه المخزى منها، ثم في 9 يونيو عام 1967، في الانتكاسة الكبرى، يوم انتصر الكيان الصهيوني، ثم حين خرج ليعلن "تنحيه" الصوري، وخرجت جماهير لا حصر لها، تنادي بعودته، ورفض البرلمان الاستقالة!
ثم أيام خرجنا ضده في أول مظاهرات بجامعة القاهرة عام 1968، وكنا أيامها في سبيلنا لإنهاء الدراسة الجامعية.هناك، استولينا على عربة مطافي وأعتقلنا سائقها داخل أسوار الجامعة، وقام طلاب قسم الكهرباء بكهربة السور لمنع حشود الأمن المركزي من الدخول. وعشنا داخل أسوار الجامعة عشرة أيام، حتى أتي السادات، وتحدث مع وفدٍ منا، في التحرير، وكنت، والله يشهد على ذلك، ممن بصق في وجهه مباشرة.
ثم حين هلاك عبد الناصر، كنت ساعتها في قطارٍ مسافراً من الإسكندرية إلى القاهرة، وسمعت ورأيت حشوداً هائلة، ملايين البشر، يصيحون في الشوارع عند هلاكه "لا إله إلا الله، عبد الناصر حبيب الله". رأيتهم في كل ّمحطة وقف عليها القطار عام 1970، وكنت ساعتها مهندساً بشركة الحديد والصلب المصرية.
- مرحلة السادات
اختلطت الذكريات الخاصة، مع ذكريات الحركة، التي كانت، عقب تولي السادات الحكم، في أوجها، بعد مظاهرات قمنا بها في عام 1971. ثم أخرج السادات الكثير من الإخوان المسجونين، لمواجهة المد الشيوعي، وتقوية النفوذ الأمريكي. فكانت فرصة ذهبية، لم نحسن، أو لم يحسن التيار كله استخدامها في حينها. وخَرَجت وقتها في 1974 على ما أذكر مجموعة من تلامذة سيد قطب الأوائل، وهم المشايخ الأحباب عبد المجيد الشاذلي ومجدي عبد العزيز ومصطفى الخضيري رحمهم الله جميعا، ومحمد المأمون أطال الله لنا في عمره، فتمكنا وقتها من التحقق مما جرى في السجون، والتحزبات التي أسفرت عن اتجاه الإخوان في مرحلتهم الثانية، بقيادة مأمون الهضيبي، وجماعة الشاذلي التي أطلقوا عليها "القطبيون" زوراً، ثم من التحق بالفكر التكفيري وخرج مع شكري مصطفي، إلى جانب من انضم إلى الجماعة الإسلامية، والتي كانت قد تأسست في أوائل السبعينيات، وبدأت عملها الحركي في الثمانينيات. وكانت جماعة الجهاد التي تأسست في أوائل الستينيات قد أصبحت تحت المرصاد، توطئة للقبض على كل من انتسب للإتجاه الجهادي في أوائل الثمانينيات، إلا من خرج بعد فترة السجن الأولى وترك مصر مثل الدكتور الظواهري ومن معه.
أكمل القراءة فضلا في الملف رابطه " التحميل"
شريط الذكريات