فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      الحلول المطروحة في الساحة الشامية .. في ضوء الواقع

      القسم الأول 

      الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ﷺ وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد

      إن مما شك فيه هو التعقيد الشديد الذي آلت اليه الأحوال في الساحة الشامية، وذلك على الصعيدين الداخلي، بالنسبة للمقاومة، والخارجي بالنسبة لقوات الإحتلال المختلفة.

      وتصور حلاً، أو حلولا محتملة، هو فرع عن تصور الواقع تصوراً كاملاً. ولا أقصد الواقع على الأرض وحده، لكن تصور الحكم الشرعي الذي يندرج تحته ذلك الواقع أو المناط. والخطأ الفادح الذي رأيته حتى اليوم في كتابات من كتب في أحوال الشام، خلافا للرويبضات الطفيلية، هو عدم النجاح في تفصيل ذلك البعد في التصور الشامل للمسألة. فالكتابات التي تتناول الوضع الشامي إما هي نصرة لفصيل  ضد آخر، أو مهاجمة للنظام النصيري ومعاونيه، أو سبّ في الدور الأمريكي والخليجي المساعد للإحتلال، أو على أفضل تقدير، اقتراح حلٍّ لمشكلة فرعية مؤقتة محدودة.

      فالمقاومة في الشام، انقسمت إلى أربعة أقسام، إسلامية صرفة، وإسلامية متبدّلة، وإسلامية منافقة، وعلمانية. هذا مع اعتبار عصابات البغدادي عدو لدود للأقسام الثلاثة، وحليف مباشر للنظام.

      أمّا القوى الخارجية، فهي روسيا، وإيران، تركيا وأمريكا، مرتبة حسب تأثيرها على الأرض، حالياً.

      وهذا التقسيم للداخل والخراج يُنتج اثنتا عشرة قسماً بالتمام.

      وسنقوم أول الأمر بتعريف كل من تلك الأقسام ودوره الحاليّ لنقترب مما قد يكون حلاً حالياً أو توجيها مؤقتاً، لصرف خطر الانهيار التام.

      1)   المقاومة في الداخل الشاميّ:

      المقاومة الإسلامية الصرفة:

      وهي التي نعتبرها لا تحمل على أجندتها تعاملا مع داعم، أو تحالفا مشروطا مع قوات أجنبية، من القوى الاربعة التي ذكرنا. وقد كانت النصرة، على رأس تلك الفصائل، مع ولائها للقاعدة، وبجانبها فصائل أخرى لا تمارى ولا تفاصل كالتركستان. ثم سارت النصرة إلى جبهة، ثم إلى هيئة، ثم أعلنت فراقها القاعدة، بل وعدائها الشديد لها، فكراً[1] وقيادة، واستعدادها لقتال منتميها، بعد أن ظهر اتفاقها مع الترك، فتحولت إلى القسم الثاني الآتي ذكره. ولم يبق من فصائل تندرج تحت هذا القسم إلا التركستان، والقوة التي لا تزال على بيعتها لأميرها الحكيم.

      المقاومة الإسلامية المتبدلة[2]:

      وقد أطلقنا عليها وصف المتبدلة، من حيث إنها تغير من استراتيجياتها وثوابتها حسب الوضع القائم، فلا ثوابت لها في حقيقة الأمر. مثل أحرار الشام، تراهم في جبهة قتال، ثم على طاولة مفاوضات مهينة! وانتهى الحال بالهيئة إلى أن انضمت لهذا الصنف من المتميعين استراتيجياً.

      وكلا الطائفتين أعلاه تتمركز سيطرتها اليوم على محافظة إدلب، إلا بعض ما انتزع منها مؤخرا في الجنوب الشرقي، شرق السكة الحديدية، مواضع القتال بين السكة الحديد والآوتوستراد، وركن صغير في جنوب حلب وشمال غرب حماة.

      المقاومة الإسلامية المنافقة:

      وتتمثل في جيش علوش، جيش الأفلام المتمركز في الغوطة الشرقية، والمموّل سعودياً، وعدد من الفصائل الشمالية المنتمية لدرع الفرات، أو الجنوبية، والتي هي جزء من غرف الموك. وتلك الفصائل ولاءاتها واضحة لا خفاء فيها، ولا تبديل لها.

       واستراتيجيتها الخضوع للقرار الغربي خضوعا تاما، والمشاركة في قتال الصنفين الأوليين لصالح القرار الغربي، إن اتفق مع النظام، فلصالح النظام، كما يحدث في الغوطة الشرقية.

      المقاومة العلمانية:

      وتتمثل في مجموعات من الجيش الحرّ، وهي، أفضل من فصائل الصنف الثالث في بعض الأحيان، وما يسمى قوات سوريا الديموقراطية، وهي قوات عميلة عمالة تامة للغرب، وممولة منه بالمامل، واستراتيجيتها تقوم على إقامة دجولة علمانية صرفة في الشام والقضاء على اإرهاب اإسلامي، بكافة أصنافه، صرفا أو متلونا أو منافقا! وهي التي استخدمها الغرب لضرب الرقة أولاً، ويستخدمها حاليا بالتعاون مع الأكراد لتشتيت القوى التركية، وتأمين موضع قدم لأمريكا في الشمال.

      تلك هي أشكال المقاومة في سوريا. سواء المدعومة غربياً، او المستقلة.

      2)   القوى المحتلة والصائلة:

      ثم ننتقل إلى قوات الإحتلال بأصنافها الأربعة، حسب قوتها وتأثيرها على الأرض:

      روسيا: وهي اليوم القوى الأولى في الشام، التي تدعم النظام النصيري، وتستفيد منه بكل شكل ممكن، سواء قواعد عسكرية، أو نفط، أو موانئ ساحلية. ومصلحتها تتوافق مع إيران في نقاط وتتعارض معها في أخرى، لكن نقط التوافق أكثر من نقط الخلاف، من حيث أن كليهما يعمل على إبقاء حكم بشار مستتباً في سوريا كلها. أما النقاط الخلافية، فهي مواطن السيطرة الإيرانية مقابل الروسية في الداخل السوري.

      إيران: ثم تأتي القوة الإيرانية الرافضية الفارسية الصفوية الداعمة للأسد، وهي القوة الضاربة الثانية في الداخل السوري، وتسيطر مع روسيا والنظام على أكثر مناطق سوريا بما فيها الساحل واللاذقية ودير الزور ودمشق وأغلب حماة وحلب وحمص.

      التحالف برئاسة أمريكا: وهو مسيطر سياسياً أكثر منه عسكريا، حيث تتواجد قواته في مناطق الأكراد، وعلى الحدود بين سوريا والعراق شرقي حلب.

      والتحالف اليوم، يعد العدة لتكوين قوة ضاربة من ثلاثين ألف مقاتل غالبهم من الكرد، بواجهة قوات سوريا الديموقراطية العلمانية، وتقصد إلى تعزيز الوجود الأمريكي في سوريا، وإعانة الأكراد على إبقاء حلم الدولة الكردية في العراق وسوريا، وتُضعف الأثر التركيّ في الشمال السوريّ.

      تركيا: وهي القوة الوحيدة التي تظهر إنها تعين المقاومة الإسلامية المتبدلة، ودفعها للصراع مع القوة الإسلامية الصرفة، من خلال اتفاقها الأخير مع هيئة تحرير الشام، على أن تلعب الهيئة دورين، أولهما كسر وجود القاعدة بالتمام، سواء بحسم عسكري والحرب مع جنودها، أو بالتفاف سياسيّ كما ظهر مؤخراً في خطاب الجولانيّ بتاريخ 16 يناير 2018، يظهر فيه بمظهر المُوَحِدِ للفصائل، لكن على أن تكون تحت قيادته بالطبع، وأن تخضع لتحالفاته، فكأنه خطاب إعلاميّ يبرر ما قد يأتي ما بعده من خطوات. والدور الثاني هو في الحفاظ على محافظة إدلب من أن تقع في يد الأكراد من خلال السماح لقوات إنذار مبكر أن تتمركز في إدلب، وإعانتهم في منبج وعفرين. وهذا مقابل أن تترك تركيا للهيئة معابر تموّلهم مادياً، كما تعين على إظهارهم بمظهر المتحالف مع دولة من دول الناتو، ليكون وقع التصنيف عليها خفيفاً.

      الأكراد: ثم يأتي دور الأكراد، وهم ليسوا بطبيعتهم قوة احتلال، ولكن قوتهم العسكرية تعمل لصالح القوى العلمانية مثل الحزب التركستاني الديموقراطي و PKK&PYD التي أنشأها أوكلان. والأكراد شعب سنيّ، لكنه عرقيّ متميز عن العرب والأتراك والتركمان. وكما حدث في بقية الأنظمة العربية وتركيا، سيطرت القيادات العلمانية على الشعب ومن ثم على سياساته ومليشياته المسلحة. والقيادات الكردية وقواتها المسلحة اليوم حلفاء للغرب الأمريكي، حيث تضعهم القوى الدولية التي فرضت الخلاف بين تركيا وأمريكا بشأن السيطرة في سوريا، والتهديد الكردي لتركيا، والتي تعمل أمريكا على إذكائه.

      القسم الثاني

      الوضع الدولي

      حين نتحدث عن الساحة السورية، فلا يمكن أن تغفل عما يدور على الساحة الدولية بشكلٍ عام، إذ إن المتغيرات وتوازمات القوى هي التي تحدد مصائر الشعوب المستضعفة في زمننا هذا، وعلى رأسها كتلة الدول التي يعيش فيها المسلمون.

      استراتيجية القطب الواحد:

      عقب انتهاء الحرب الباردة بين أمريكا والاتحاد السوفييتي، وانهيار الأخير وتفتت إتحاده إلى روسيا، وعدد من الدول التي يعيش فيها مسلمون أو نصارى، واتحدت ألمانيا شرقيها وغربيها، سعت الولايات المتحدة أن تكون هي الحاكمة والمتحكمة في بلاد الدنيا بأسرها باسم "سياسة القطب الواحد"، سياسياً واقتصادياً وعسكرياً وتكنولوجياً. وقد تمكنت من ذلك لبضع سنين، فاءت فيها دول كثيرة، أضرتها تلك السياسة، رغم تحالفها الاستراتيجي مع أمريكا، وهي كتلة الدول الأوروبية وجددت ميثاقها الذي تم به التكوين الرسمي للإتحاد الأوروبي UE. كما غزت الصين العالم اقتصاديا، وتقدمت دول عديدة على أمريكا في مجال التكنولوجيا الصناعية، مثل كوريا والهند.

      ففقدت أمريكا مركزها في عالم أحادية القطب، إلا في المجالين السياسي والعسكري. إلا أنه في المجال السياسي، فقد خسرت خسارة عسكرية وسياسية فادحة في العراق وأفغانستان، جعلتها تتردد في أخذ مكان لها في سورياً، حيث فقدته لصالح روسيا وإيران. كما باعدت سياسة المغفل ترمب في تهديد العلاقات الاستراتيجية مع الكثير من دول أوروبا مثل ألمانيا وفرنسا،، كما أخذ من قوة وهيبة الناتو إلى درجة كبيرة، مما جرّأ روسيا على استبدال قواتها بالناتو في سوريا.

      ولم يبق لأمريكا نفوذاً حقيقيا إلا في بلاد النفط، بلاد الخليج والجزيرة، وبلاد الجبن والذعر والديكتاتورية. فأرعبت ملوكها ورؤساءها، واستبدلت طاقم الحكام فيها بمن عفى عليهم الزمن وانتهى تاريخ صلاحياتهم، كمبارك وزين العابدين، وأتت بكلابهم النابحة كالسيسي وابن سلمان، الذي سلّم خزائن الجزيرة لابنة ترمب هدية زيارتها لمهلكته، لعنة الله عليه. ثم أشاعت الفوضى والقتل والمجاعات في اليمن وليبيا بشكلٍ غير مسبوق، وسلّمت العراق واليمن للحوثيين أتباع إيران، التي تزعم عداءها لها!

      ثم إن الكيان الصهيوني، أحفاد القردة والخنازير، وعبدة الطاغوت، استغلوا هذه الفرص المتاحة بلا حدود، والتي ساعدوا في تأمينها أصلاً، فضموا نصف الضفة رسميا، واستولوا على القدس نهائياً، رغم الاحتجاجات والجعجعات. فإنه لم يُرد، بل لم يُستدع سفير صهيوني واحد في أي بلد، إسلامي أوة غير إسلاميّ، بله قطع علاقات سياسية. بل باركت دول الخليج الشيطانية تلك التحركات ودعمتها.

      الوضع العالمي، باختصار إذن، هو:

      • فوز روسي عسكري ساحق في الشام، وسيطرة على نصف ساحل البحر الأبيض الشرقيّ.
      • خسارة أمريكية عسكرية في الشام والعراق وأفغانستان. مع سيطرتها على حكام، عروشهم مهددة أصلاً. وخسارة سياسية في عامة بلاد أوروبا واستراليا وتركيا.
      • اضطراب في كافة أرجاء الشرق العربي، بلا استثناء، وهو مما لا يفيد المصلحة الأمريكية
      • سيطرة شبه تامة للروافض في العراق وسوريا ولبنان – رغم أزمة حزب الله والحريري – واليمن.
      • اضطراب في القوة والسياسة التركية بشكل عام لكثرة الضغوط عليها من الأكراد والروس والإيرانيين، وتخلى الناتو وأمريكا عنها.
      • اعتداءات ومجازر في كافة أنحاء الشعوب المسلمة، مثل الشيشان، واليمن، ووسط أفريقيا، ومالي، والروهينجا والتركستان الشرقية.

      هذا هو الوضع العالميّ الذي تجرى على مسرحه أحداث الشام اليوم.

      حالة الشعوب المسلمة بشكلٍ عام:

      والشعوب المسلمة، سواء منهم العرب أو غير العرب، كلها بلا استثناء، في أسوأ حالات الانحدار الدينيّ والخلقيّ والثقافي، باختصار حالة "سقوط الوعي بالذات" بالتمام. وهي حالة استبدلت فيها لقمة العيش بالكرامة، والمهانة بالسلامة، وشاع الخبث والرياء والفحش، تقليداً لزعمائهم، فضُيَّعت الأمانات، وخربت الذمم، وتفشى الكذب والخداع والعهر. وظهرت آثار العلمانية الضاربة في نخاع تلك الشعوب جلية على السطح، بينما انطوت على نفسها الفئة المسلمة، خوفاً أو يأساً أو حيرة، بعدما شاع القتل والاعتقال في صفوفها الأولى والثانية.

      ولا يخفى على أحدٍ أن تلك الشعوب، بحالتها المزرية تلك، لن تكون حاضنة لتغيير إسلاميّ وشيك، إذ الأمر ظاهر واضح، والمصيبة عامة منتشرة، ليس لها من دون الله كاشفة.

      فما هي يا ترى الحلول المطروحة أمام المقاومة الجادة للصائل في الساحة الشامية؟ وهل هناك حلّ واحد لا سبيل غيره؟

      العلاقات بين الأطراف في الوقت الراهن – قيد الساعة:

      • توتر بين أمريكا وتركيا بشأن الدعم الأمريكي للأكراد ومشروع إقامة جيش علماني كردي بمشاركة الجيش السوري الديموقراطي.
      • توتر بين روسيا وتركيا بشأن التدخل التركي في عفرين، وهو ما أدى إلى الحملة الروسية جنوب إدلب. ولا يزال الموقف غامضا بالمسبة للسماح لتركيا بالقصف الجوي على عفرين.
      • المستفيد الوحيد في هذا الموقف هو إيران، حيث إنها تقف مع النظام تراقف صراع القوى الثلاث دون تدخل مباشر منها.

      فالخيارات المطروحة أمام الفصائل جدّ محدودة في حقيقة الأمر، بشكل في غاية الضيق. فالفصائل محصورة في إدلب، يهاجمها النظام والروس في الجنوب. وبعضها القليل في الغوطة الشرقية لا يزال، يعاني من الحصار معاناة شديدة.

      وهذه هي الاحتمالات القائمة:

      • إن أفلحت تركيا في تصفية الوجود الكردي في عفرين ومنبج: ففي هذه الحالة يكون من المتوقع أن تتم مقايضة بين تركيا والروس على أن تترك تركيا للنظام السيطرة على جنوب إدلب وتبقي إدلب تحت سيطرتها، وتتحول إدلب إلى جزء من الحماية التركية.
      • أن لا تفلح  تركيا في تصفية الوجود الكردي بسبب عدم قبولها للمقايضة، وفي تلك الساعة ستواجه حربا حقيقية على الآرض مع الوحدات الكردية، يعلم الله نتائجها وأثرها على إدلب ذاتها.
      • أن تقوم أمريكا بتنفيذ مشروعها بإقامة الجيش الكردي السوري العلماني، وفي هذه الحالة فهناك احتمال تحالف تركي روسي سوري ضده، يمكن أن يجعل روشيا تسمح بقصف عفرين، أو أن يقوم تحالف كردي روسي، دون اهتمام بمصلحة بشار، وتركه لمصيره.

      وفي كل الأحوال فإن تقسيم سوريا أصبح واقعا مؤكداّ

      • الأكراد وقوات سوريا الديموقراطية في الرقة أساساً، وقد يتركوا في شمال إدلب إن فشلت حملة تركيا، بدعم أمريكي مباشر
      • الروس والنظام في بقية الأراضي السورية، بعد تصفية الغوطة.
      • مدينة إدلب وما حولها تحت السيطرة الروسية.

      وفي كافة تلك السينايوهات، فإن وجود الجهاديين السوريين، خاصة المهاجرين، سيكون القضاء عليهم مطلباً أصلياً وأساسياً، سواء الهيئة – مهما انبطحت وتنازلت – أو غيرهامن الفصائل كافة. فإنه لن يُسمح بوجود مقاومة من أي نوع جهادي في سوريا على أي السيناريوهات السالفة الذكر.

      من هنا، فإن المقاومة الإسلامية لها ثلاثة خيارات، أحلاها مرُ:

      1. أن تستمر في قتال النظام، فنصر أو شهادة، مع عدم الإتكاء على تركيا، من حيث رأينا أن المتغيرات التي تحيط بالسياسة التركية شديدة التعقيد والتلون.
      2. أو أن تقوم الهيئة بتصفية كافة الفصائل الأخرى بالتمام، ثم ينبطح ما بقي منها أمام النفوذ التركيّ الشمالي، أو الاتفاق مع النظام جنوبا.
      3. أو أن تنشر الفصائل نفسها بشكل تتحول فيه إلى عصابات تضرب في الأنحاء السورية، بعد أن تفكك مركزيتها وجماعاتها، وتتحول إلى مقاومة من نوعية مختلفة بالكامل. وتكون ساعتها أقرب إلى مفهوم جهاد الأمة، بدلا من استخدام المصطلح حسب مزاج الجولاني، فمرة لضرب القاعدة، ثم التمسك بالجماعة وإنكاره أساساً.

      هذا خلاصة ما نراه الآن، اليوم السبت 20 يناير 2018 – 4 جمادي الآخرة 1439، الساعة الثالثة بعد الظهر بتوفيت جرينتش. والله أعلم بما يكون في الساعات التالية.

      د طارق عبد الحليم

      تعقيبات:

      1)     لا حول ولا قوة إلا بالله ... سقط مطار الظهور بيد النصيرية والرافضة. نشير إلى أمرين، الأول تقبل الله الشهداء، ولم يكن مجال لدي المجاهدين للمزيد، الثاني هو: هل تخلفت تركيا عن نصرة المجاهدين وتركت المطار يسقط مقابل قصف عفرين؟ سنعرف في القريب العاجل مدى الثقة بأردوغان! 21 يناير 2018

      2)     نتساءل، وحق المخلص المتابع ان يتساءل، ما الذي استفادت الهيئة والثورة السورية من الاتفاق مع الاتراك؟ معبر للتمويل؟ لا غير! هل هذا يستاهل معاداة مجاهدين مخلصين والحث على قتالهم واعتقالهم؟ ونكث بيعة وخيانة مؤكدة؟ ثم تتركهم تركيا نهبا للروس؟ الإجابة هي ......!؟ 21 يناير 2018

      3)     وكأن السياسيين يتعاملون مع أطفال لا عقل لهم! نعم هناك أطفال طفيليون، لكن هناك من يعرف قواعد اللعبة جيدا. ما دلالة التزامن التام شبه الآنيّ بين زيارة الرسميين الترك لروسيا ثم سيطرة الروس والنظام على الظهور و السماح للطائرات التركية بقصف عفرين؟ المقايضة التركية؟ أين المجاهدون منها؟  22 يناير 2018

      4)     علما بحسن نية الهيئة، واضح أن حدود الاتفاق بينها وبين الترك هش ضعيف يكاد يكون من جانب واحد، ومحدود إلى أقصى حد بحيث تتجاوزه تركيا متى رأت مصلحتها في تجاوزه، وإلا فما هو مقابل الهجوم على القاعدة ومحاربة مجاهديها إن كانت تركيا لم تدفع عن مطار الظهور؟ طبعا بفرض عدم علم الهيئة المسبق. 22 يناير 2018


      [1] ولا يتصور أحدٌ مما نذكر هنا أننا نوافق مع الفكر القاعدي تمام الموافقة، فقد ذكرت في عدة مقالات من قبل موقفي الواضح من خلافي مع القاعدة في استراتيجيتها في الغرب على سبيل المثال.

      [2] وتعريفنا للفصيل المتبدل، هو الفصيل الذي يخضع بأي شكل لتأثير دولي من الخارج، عبر اتفاقات معلنة أو سريّة، سواء تلقى دعما مادياً أم لم يتلقى. ولا يعني هذا رفضنا لأي اتفاقيات إلا بشرط ألا تُخل بالمقاومة ضد الاحتلال، وأن تكون داعمة دعماً حقيقياً لا دعماً صورياً يتوقف على مصالحها المتشابكة مع طرف ثالث كتركيا وأمريكا، كما لا تؤدي إلىى حرب داخلية تقضي على نصف المقاومة وتدع الباقي أسيراً في يد "المُعاهد" أضعف مما كان، وأن تكون مؤقتة ترتبط بما يدل على خيانة المُعاهد، كما حدث في صلح الحديبية حين اعتدت بكر على خزاعة.