فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      قطعت جهيزة قول كل خطيب .. فهلا فئتم لدينكم!؟

      الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ﷺ وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد

      لا أدرى والله ما أقول! هل هناك ما يقال بعد ما قيل اليوم في  تفنيد وتنفيض هيئة الشام، وإظهار كذب أمرائها وشرعييها، وتدليسهم وخداعهم. يا للحسرة، لقد استدارت الأحداث فإذا بنا نقف منهم موقفنا من الدولة حذو القذة بالقذة. كذَبت الحرورية ودلّست وخدعت، وسرنا في طريق الإصلاح معهم، حتى تبينت حقيقتهم في كلمة العدناني الهالك "ما كان هذا منهجنا" – والتي رددت عليه بعدها بمقال "هذا منهجكم معوجا فاتركوه"[1] – فسخر فيها من أميره وجماعته، ونفض بيعة ونكثها ونقضها، فأرداه الله بما كسب. ثم اليوم، نرى من احتمى بجماعة وأمير كالطفل يحتمي بأبيه، يقلبون له ظهر المجن، ويسبون ويغمزون ويلمزون، بل يبلغ الأمر بأحد صبيتهم المحقّرين أن يقول "تخطينا مرحلة الأدراك والمشاريع ولن نسمح ان يعود مشروع القاعدة الذي سبب ضياع أهل السنه واضدهادهم تحت مسمى مكافحة الأرهاب"!! ما هذا؟ ما معناه؟ أي إدراك وأي مشاريع يتحدث عنها ذاك الصبي؟ ما هذا الهراء شكلا وموضوعاً، لغة ومعنى؟

      لحقتم أسرع ما يكون بإخوانكم من أخرار الشام، فما يمنعكم يا هيئة "تحرير" الشام، أن تنضموا لأستانا وجنيف؟ هنالك فقط سيرتفع عنكم التصنيف، ويقف القصف، وتأتي الأموال دافقة. ما أجبن ذاك الصبيّ، ومن يردد كلماته، من صنائع تويتر، لا علم ولا عمل!

      مصيبتكم أنكم – يا ورثة الخائن البغدادي – تعتمدون على صبية علم وجهاد. أين هذا الجولاني منذ خمسين عاما أمضاها أميركم الحق في نضال ومغالبة! كان نطفة في ظهر أبيه، كما قلناها للبغدادي من قبل. ألا تستحون أن يقودكم شاب له خمس سنين في الجهاد، فتسبون وتلمزون من له خمسين سنة في ساحته؟ ألا ما أبردكم وأضلكم وأعماكم.

      إن رويبضات تويتر وتليجرام لا يأخذون هذا الأمر مأخذ الجد، بل أقسم بالله أنهم ينظرون اليه بعين مشجعي كرة القدم، فكلهم مجهول أصلا، تافه فرعا، يريد أن يبني لنفسه حيثية، على حساب قضية دين كامل.

      ظهر صدق د العريدي وكذبكم وأمراءكم وشرعييكم الذين ارتموا في أحضان الأتراك. ماذا قلتم أو علقتم يا أمراء جبهة "تحرير الشام" حين قال أردوغان إن وجود بشار أمر محتمل!

      ترضون أمريكا كما أرضتها الأخرار، فعلام كان هذا الخصام؟ والله وبالله إن خصامكم لخصام هوى وشهوة وسلطة، لا تفترقون فيه عن حكام العرب شيئاً، إلا ادعاءات علم وجهاد، أسفرت آخرا عن وجه قبيح باغ طاغ غادر ناكث.

      والأمرّ من ذلك، أن بعض الشباب الذين كنا نأمل فيهم خيراً، وقعوا في شرك الهوى، ودفعهم كرههم للبرقاوي إلى اتخاذ موقف مخزي من هذه القضية التي لا أوضح منها في الحق، وقد قال تعالى "ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا*أعدلوا هو أقرب للتقوى".البرقاوي له زلات ومصائب جمة، نعم، وهو منحرف في توجهه العقدي، لا خلاف، لكن عداءه لا يدفع المنصف إلى مناصرة الباطل والظلم والبغي ونكث العهود والمواثيق، وإدعاء أن منهجا معينا، كان أولئك الصبية المستشيخون يلتصقون به وبرموزه، أصبح مصدرا للتصنيف بالارهاب يفر منه الجبناء المحقّرون.

      أهذه مصادفة أم هي مماثلة أن يقف كل مشايخ الساحة – المستحقين للقب علما وخبرة لا تغريدا - ضد البغداديّ يوما، ثم إذا هم اليوم يقفون ضد كل الهيئة! كانوا بالأمس شيوخكم وكبراءكم، فإذا فجأة انقلبوا أعداء متعصبين! أعميتم عن الحق لهذه الدرجة؟ تطلبون علماء ربانيين! لكن ربانيتهم لا تكون إلا حين يفتونكم بما تهوى أنفسكم! عين البدعة والجهل والخسار. وللأسف كما فعل جمهور الحرورية السبّاب، رأينا جمهور الهيئة، الذين سبوا ولعنوا في تغريداتنا .. لكن هؤلاء لا نأبه لهم كما لا يأبه الناس بالحشرات الصغيرة المتوارية.

      ثم يجب، بعد أن قررنا هذا، أن يكون واضحا أننا لا نقبل ولا نرضى بمناهج مثل البرقاوية القريبة من الحرورية، ولا بما عليه أمثال جند الأقصى، فهذا أمر انتهينا منه وقلنا فيه ما لم يقل أحد. لكننا لا نرضى بظلم وافتراء وتجن على من يريج أن يكون له نظر مخالف وإن لم ترضوا عنه، فإنكم لن ترضوا أمريكا ولا النظام إن ضربتم إخوان الأمس، إلا إن كنتم بالفعل قد استويتم على حِجر أمريكا سراَ، ندعو الله ألا تصلوا لهذا الحدّ.

      ارجعوا عن غيّكم، واطلقوا سراح من اعتقلتم، فقد سببت عجرفتكم وسوء تقديركم في أن ترككم وسيترككم كل من له عقل واع وضمير حيّ. تفرّغوا للجهاد ضد الصائلين، ولا تفرّقوا في نصرة الدين.

      الأمر ليس مباراة كرة قدم، من معنا ومن علينا. الأمر أمر شرع تجاوزه أمراء نكثوا وكذبوا عيانا بيانا. كيف يمكن أن ينتظم أحد تحت أمرة شرعيّ أو عسكري كاذب مدلّس، مهما ان السبب؟! أإننحدرت المقاييس لهذه الدرجة؟ كيف يثق عنصر بأمثيرة الكاذب الناكث الظالم؟

      قلت من قبل في مقال لي، منذ شهور، أنه يجب أن نسمى الأشياء بأسمائها، وأنّ ليس هناك ما يمسى فك الارتباط، بل هناك نكث بيعة أو الحلّ منها بموافقة من يملكها. لكن مثل تلك التسميات لا فائدة منها إلا التزوير والتدليس.

      ليس لنا خصوم وليس لنا مناصرون في هذا الأمر كله. بل هو الحق والباطل. من ظهر كذبه وتدليسه وانحرف مساره كمسار الأحرار، وإرضاء تركيا وأمريكا والاستسلام المغطى، فهو لا يستحق إلا أن يبكّت تبكيتاً شديداً لعله يرجع إلى العقل والضمير قبل فوات الأوان.

      والله الموفِق

      د طارق عبد الحليم          28 نوفمبر 2017 – 10 ربيع أول 1439

       

      هامش: هذا بعض ما دونت في 2016، حتى لا يدعى غرُّ أننا نتبع قول أحد كائنا من كان.

      "لامناهجة المناهجة"!!!

      العجب أن "اللامناهجة" اليوم يستدلون في نقض البيعة بين النصرة والقاعدة بأبي محمد المقدسي، الذي كانوا يهاجمونه على أنه من "المناهجة"!! ولا المقدسي من المناهجة ولا فك الارتباط، التعبير المائع البارد، فيه مصلحة للشام. فلتفك الاحرار ارتباطها بجنيف ولبيب النحاس، وليفك جيش علوش ارتباطه بأمريكا والخليج ... أخزاكم الله .. أين وجه المصلحة؟ إن قلنا هو أمر اجتهادي فالأصل هو حفظ البيعة، ما الدليل على الخروج عنه؟ أم هم فقهاء بالوراثة!!؟؟

      والمؤلم أننا لا نجد أحداً من النصرة يتولى الردّ على هذه الأحاديث، إلا العبد الفقير ود السباعي .. والباقي يلعب دور الميت!!!

      د طارق عبد الحليم      15 شوال 1437 – 22 يوليو 2016

       

      تأملات بعد فك الارتباط 

      من الصحي والمنطقي والسياسي والشرعي والإداري، أن يراجع المسؤولون ما صدر من قرارات بعد فترات متقطعة من الزمن، تطول وتقصر حسب حجم الموضوع، فكلما كان زادت أهميته كلما كثرت عدد المراجعات، وتقاربت، حتى لو كانوا قد استنفذوا الوسع قبل إصدارها.

      ويصادف اليوم تمام الشهرين على إعلان فك ارتباط النصرة بالقاعدة، وتغيير اسمها إلى جبهة الفتح. فيا ترى، ما المكسب الذي حصّلته النصرة من هذه الخطوة. كنا قد وقفنا ضد دعاة فك الارتباط، منذ بدأ الحديث عنه، بقوة وحجة. لكننا، حرصا على كلمة الجماعة، رغم عدم انتمائنا لها أو لغيرها، فضلنا أن ننتصر لقرار القيادة، وأن نقف في صفها، حفاظا على ترابط نسيجها ووحدة صفها. لكن، يجب علينا الآن، أن ننظر ونتساءل، ماذا تحقق من فكّ الارتباط هذا؟ أمريكا والغرب لا زالوا يطلقون علي الجبهة اسم "النصرة"، إشارة لعدم اعترافهم بعملية فك الارتباط تلك. التحالف وعلى رأسه أمريكا، قرر أن النصرة، أو الجبهة سيان، هي جماعة إرهابية، ولا سلام إلا بالتخلص منها. الجماعات على الساحة، وعلى رأسها الأحرار، لم يعترفوا بهذا الانفكاك، واعتبروه غير كاف، حتى تنضم النصرة إلى موكب المتفاوضين والائتلافيين، لتثبت تحررها من فكر القاعدة! فما المكسب الذي تحقق من عملية فك الارتباط؟ أنتج عنه أي ميزة على أي صعيد، إلا خسارة بعض الشخصيات الهامة في الجبهة؟ لا نرى إمكانية تحقق أي فائدة اليوم، بعدما رأينا موقف الداخل والخارج من فك البيعة، إلا إن اتجهت النصرة تجاه توجه الأحرار، ليكون له ثمرة عملية، فهل في هذه الفرضية قدرٌ من الصحة؟ تساؤلات تريد إجابات واضحة، نريد بها معرفة حقيقة ما يجرى، لا تخويناً ولا طعنا في أحد، فليس كلّ تساؤل بتخوين.

      د طارق عبد الحليم       25 ذو الحجة 1437 – 27 سبتمبر 2016

       


      [1]  http://tariq-abdelhaleem.net/new/Artical-72584