فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      واجب الوقت .. حلّ جماعة الإخوان

      الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ﷺ وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد

      لاشك أن جميع المهتمين بالوضع الإسلامي، وبحال أمة المسلمين اليوم، في نكد وغُمّة، لما يرونه من انهيار كامل وعام وشامل في كل ناحية من نواحي الأرض، وفي كل مجال من مجالات العمل الحياة. والأسوأ أن منحنى الانهيار لا يزال في حالة سقوط حرٍ، إلا أن يشاء ربي شيئاً.

      وقد كتبت من قبل تحليلات للوضع الحاليّ[1]، خلصت فيها إلى نتيجة واحدة، هي أن الجماعات الإسلامية، كمنهجية عمل وطريقة أداء، قد فشلت في القرن الماضي، منذ 1928، قيام الحركة الإسلامية في باكستان، ومن يعدها الإخوان المسلمون في مصر، في تحقيق أي نجاح على الأرض. والأدلة على ذلك لا تكاد تُحصى. يكفي أن تنظر ما يحدث في باكستان اليوم، التي تعيد إلى الحكم نواز شريف الذي أدين ثلاثة مرات بالفساد! وانظر الي مصر السيسي التي أصبحت عبرة لمن اعتبر، في كل مجال.

      وقد أعقبت هذه التحليلات بتوصيات خلاصتها "ما يجب اليوم هو إعادة التفكير لإنشاء تصور حركيّ، يقوم على تصور سنيّ صاف واضح أولا، وفهم كاملٍ لما يحدث على الإرض من معطيات، سلبية وإيجابية، بحيث يكون قابلاً للتنفيذ في هذا الجو الملئ بالعداء للإسلام في كل بقاع الأرض. وأن يشمل هذا التصور الحركيّ، الشعوب، القاعدة العريضة، رغم عجرها وبجرها، إلا  أنّ فيها مدد للتغيير الإسلاميّ، وإن تراكمت عليه طبقات فوق طبقات من ركام الجاهلية وحطامها"[2].

      وقد كتبت من قبل، إبّان الثورة المصرية، في 03 مارس 2012، مقالاً بعنوان "لهذا أطالب بحلّ جماعة الإخوان المسلمين" وقت تلاعبات المجلس العسكريّ مع الإخوان، وهبوط الأداء السياسي المزرى للجماعة، وقبل تولى د محمد مرسي الحكم في يونية 2012 وتنحيته في يونية 2013. وقد استشرفت، بفضل الله تعالى، ما سيحدث من صعود صوريّ ثم هبوط مزريّ لتلك الجماعة، بناء على سنن الله تعالى، وعلى ما استفدنا من سيرة رسول الله ﷺ، وعلى تجارب الماضي الذي يتحدث بعِبَره إلى ذوي القلوب الواعية والعقول المعتبِرة.

      خذلت تلك الجماعة البدعية عقديا، المنحرفة حركياً، الأمة كلها، وأدخلتها في وهمٍ أنها تنشر الإسلام، وتقوم على الحفاظ عليه. قد شهدت كل حركاتها وسكناتها، وأتصرفاتها ونتائج تصرفاتها، في كل مكان وُجدت فيه، عكس ذلك على الإطلاق. فأظهرت أنها مجموعة من البشر، اعتنقوا عقيدة إرجائية صرفة مختلة، بل تجاوزت الإرجاء إلى ما وصفه العلامة محمود شاكر في شرحه (لا ما وصفنا نحن!)، وأخيه المحدث الجليل أحمد شاكر،على الطبري، بأن من استمر على دعواه بالتبرير للحاكم بالأحكام الوضعية، بأن "حكم المرتد معروف لأهل هذا الدين". [4]

      1. استمرت الجماعة على عقيدة الباطل أنّ حكام العرب، الموالين للكفار، القاتلين للمسلمين، الحاكمين بغير ما أنزل الله تشريعا وتطبيقا وإلزاماً، هم مسلمون، إخوة لهم في الدين!
      2. تخلت الجماعة، بالكامل، عن الدعوة لحكم الإسلام، حتى في بلاد الإسلام لا الغرب، واعتبرت إرادة الشعب هي الحاكمة، وأن نظام الحكم راجع إلى ما يقرره الشعب، طبقا للديموقراطية الغربية المزعومة، التي آمنت بها إيمانا أقوى وأرسخ من منشئيها أنفسهم!
      3. والت الجماعة الغرب بإطلاق، على أنه هو المتصرف في شؤون العالمين، القادر القاهر لعدوه، بلا منازع، فخافوه أشد خشية منهم لله، أضلهم الله بما كسبوا "يخشون الله كخشية الناس أو أشدّ خشية" النساء 77.
      4. والوا وعادوا في التقرب للغرب وإثبات أنهم مساقون طائعون مسالمون، وتبنوا الفكرة الشيطانية "سلميتنا أقوى من الرصاص"! خيبهم الله
      5. عقدوا الصفقات الخاسرة مع رؤوس الكفر، وكانوا، بتغفيلهم، أول من عانى منها، حتى محقهم السيسي من على خريطة الدنيا! ولا تزال فلولهم تتودد اليه، بل لا يزال كبيرهم بديع في حبسه يردد "إخواننا بغوا عليما"! نكسهم الله بجهلهم.
      6. أعرضوا عن كلّ نصح ممن هم أشد فهما سياسة، وأعلم شرعاً، وأذكى عقلا، وأطهر قلباً، ففوتوا كل فرصة هيأها الله لهذه الأمة بجهلهم وانحرافهم.

      الإخوان ضررهم أكبر من نفعهم، بكثير، إن كان لهم نفع على الإطلاق، بعدما انضموا لمعسكر الكفر في غالب البلاد فالعراق وسوريا، وحابوا معسكر الكفر في مصر، بل خان بعضهم بعضاً هناك، فدل بعضهم السيسي على الشهيد محمد كمال ليقتله السيسي، ونسوا ما التزموا به لرئيسهم المنتخب، الذي اعتبروه يوما "إماما مبايّعاً! أخلاق الخونة والعملاء، شتتهم الله.

      والحق، أنّ وجود هذه الجماعة على الأرض، ولو اسماً يتسبب في إنشاء جيل أكثر تشوهاً، إسلامياً، مما نراه اليوم، خاصة مع وجود أشقائهم في تشويه الدين من أمثال عمرو خالد وعصابته.

      الإخوان ينشؤون جيلا مرتعداً، خائفاً، ينكر الجهاد أصلاً، سواء حالاً أو مآلاً. جيل يخشى الحاكم، ويعتبره أقرب ما يكون لنظرة المداخلة، شبه إله لا يجب الخروج عليه، لأنه مسلم أولا وأخيرا، مهما قال أوفعل.

      الإخوان ينشؤون جيلاً لا يعرف الفرق بين سنيّ ورافضيّ وصوفي ومرتد عن الإسلام، إذ كلهم عندهم سواء، أمة واحدة! بدعواهم، رغم ما يفعله الحكام من كفر بيّن، وما تقوم به الروافض من تكفير السنة، وقتلهم في كل مكان، وما تنشره الصوفية من أمثال الجفري المرتد وحمزة يوسف وعلى جمعة!

      الإخوان ينشرون الضعف والذلة والاستشلام في كيان الأمة، و"يتسهوكون" بأنهم ضحية وأنهم معتقلون في السجون، ويعلم الله والناس أنهم معتقلون، ويعلم الله أنهم كاذبون في دعواهم أنهم مظلومون، إذ لو رضي النظام العالمي والسيسي عنهم لقبلوا حذاءه ولرضوا منه بما لا يرضي العبد من سيده! إلا أن النظام العالمي اليوم لا يقبل حتى من استسلم وخان وقبل بالكفر غطاء ووقاءً، طالما انتسب للإسلام يوماً.

      الإخوان لا يصلحون إلا كجمعية بر وإحسان، جمعية خيرية لدور الأيتام ومساعدة الفقراء وبناء المستشفيات والمصحات، دون التعرض للسياسة أو قطاع التعليم على الإطلاق، فهذان القطاعان هما ما يجب منعهما عن ممارستهما بأي شكل كان، لفشلهما لذريع، وتضليلهم بالتدليس على الأجيال الناشئة.

      لهذا، فإن أحد الواجبات العاجلة، هي إنهاء وجود جماعة الإخوان بالتمام، كما نصحنا بإنهاء وجود داعش، فكلاهما خطر ماحق على السنة، كلّ من ناحية .. أفراط وتفريط، إرجاء وخروج، تشدد وتسيب في غير موضعهما. كلاهما جرثومة سرطانية في جسد الأمة يجب استئصالهما من الجذور. وذلك حتى ترجع الساحة نقية، قابلة لفكر سنيّ صحيح معتدل علمي، لا علماني، تواجه به الأمة تحديات المستقبل. ورحم الله أقواماً اعتبروا بانحرافات غيرهم.

      د طارق عبد الحليم      9 أكتوبر 2017 – 19 المحرم 1439

      [1]  راجع http://tariq-abdelhaleem.net/new/Artical-73140 وغيرها

      [2]  السابق

      [3]  راجع تفسير الطبري بشرح أحمد ومحمود شاكر ج10 ص 348