فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      رسالة إلى أمير المجاهدين الشيخ العلامة د أيمن الظواهري

      السلام عليكم ورحمة الله بركاته

      هذه رسالة من أخيك طارق عبد الحليم، لا أعلم متى ولا كيف تصل اليك، لكنى أدعو لله مخلصاً أن تصلك وأنت على أفضل حال وصحة.

      أخي الشيخ، حكيم الأمة وشيخ المجاهدين

      نعلم أن على مائدتك الكثير الكثير ما يشغل جمع غفير، وعلى أكتافك حمل أمة، ومن ورائك عدو لا يكلّ ولا يمل، يريد أن يوقف زحفك نحو نهضة هذه الأمة. لكنها أمانتك أبيت إلا أن تحملها كاملة غير منقوصة، فهنيئا لك.

      أخي الشيخ المبجل: لعل الشام وأزمتها وجهادها من الأمور التي تشغل بالك دوما، وتشغل بال كل من يهمه أمر الأمة ونضالها في سبيل دينها ووحدتها ورفعتها. ولا شك أنك على علم بتفاصيل كثيرة بشأن ما يدور عليها من أحداث، قد فصلها عدد من المهتمين من علماء السنة في وسائل التواصل، وفي مقالات وتسجيلات عديدة، منهم الشيخ الحبيب هاني السباعي والشيخ الحبيب أبو محمد المقدسي وغيرهم من مشايخ الدعوة.

      لكن الأمر يا شيخ المجاهدين أن الساحة الشامية تعيش أزمة طاحنة اليوم، بعد أن شق صفها تنظيم البغدادي مرتين، مرة حين نقض بيعتكم واستقل بذلك التنظيم الحروري، ومرة حين تشابهت الأمور على كثير من الشباب والفصائل في طبيعة هذا التنظيم، فتوقفت عن قتاله.

      ونحن، مع علمنا بأن قتال النصيرية والروس والتحالفات الدولية في الشام هو هدف عام لإسقاط نظام بشار، إلا أننا، من مشاهدة ومتابعة ما يحدث على الأرض، رأينا الأثر الرهيب الذي يقوم به هذا التنظيم في تحريف دين الله وتضليل الشباب الجاهل وإيقاعهم في براثن فكر حروري بعثي مخلّط.

      وقد استفحل شر هذا التنظيم، خاصة وقد اختلط أمر توصيفه على الكثير من الشباب، فمنهم من تذرع بالورع البارد عن قتالهم، ومنهم من اعتبرهم "إخوة منهج". هذا الموقف لا يصلح، يا حكيم الأمة، مع تنظيم كفَّر المسلمين من المخالفين، جهاراً نهاراً، وقتل وسفك دماء المجاهدين، وصار يهاجم ما استولوا عليه من النصيرية بدلا من أن يحرر ما بأيديهم. ولعلك استمعت يا شيخ الجهاد إلى التسجيل الأخير لمتحدث الحرورية، المعنون "قل للذين كفروا ستغلبون"، اعترف فيه بأنه رغم معرفته أن معظم الجماعات تريد تطبيق الشريعة، إلا إنه توعدهم فيه كافةَ بالتمزيق والتفتيت والقتل والحزّ! خلاف التعدي عليكم شخصيا.

      ولا يخفي عليكم أنّ وسم هؤلاء بالمجاهدين، وتكرار طلب الهدنة معهم لا معنى له إلا تعزيز مراكزهم. كما لا يخفى عليكم أيضا حرورية هذا التنظيم كطائفة اجتمعت على تكفير المسلمين وقتلهم، وأن مناط الحرورية هو التكفير والقتل، فالتكفير وحده غلو، والقتل وحده بغي، واجتماعهما حرورية. ولا يقال إن هذا التنظيم ليس له حكم معين، بل هو جمع مخلط منهم الجاهل ومنهم الغافل ومنهم المنحرف. وكما هو معروف أن هذا التخليط طبيعة كل تنظيم عرفته البشرية، لكن لا يزال يسبغ العلماء على مثل هذه الطوائف ما عُرف عن توجهها من حديث قادتها وتصرفاتهم التي يعلنوها ويبشرون بها، وهو ما يجرى به الحكم عليها.

      وقد أعان، مع الأسف، موقف بعض المشايخ على زيادة هذا الانقسام بين صفوف شباب السنة، مما دفع عدداَ منهم إلى تبني هذا الاتجاه، وقلل من قوة دفاعنا عن السنة إلى حدّ كبير.

      فدعوتنا لكم، بفضل الله، موصولة إلى أن تبينوا رأياً حاسما في هذا التنظيم، وألا تدعوا أبناءكم في الساحة يُغرر بهم، خاصة وهم يستدلون بأنكم لم تعلنوا رأيا في هؤلاء، وهو ما يحزن النفس ويورّث الأرق.

      نسأل الله أن يكشف الغمة، وأن ينصر بكم الأمة

      أخوكم طارق عبد الحليم 

      31 أكتوبر 2015 – 18 محرم 1437

      http://jpst.it/CQaw