فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      فائدة: الحق والباطل ... اختلاطا واختلافا

      من طبيعة الباطل أن يساير الحق فترة ويعايشه، بل يحترمه ويقدّره، حتى اللحظة التي يفاصله الحق فيها، فإذا بالباطل يلتوى عليه ويفارقه ويتنكر لما كان يعترف به قبلاً. وهو معنى مضطرد في علاقة الحق بالباطل.

      ألم تر كيف نشأ موسى عليه السلام في أكناف الباطل، فلم ير فيه الباطل عيباً حتى فاصله "قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًۭا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ"الشعراء 12!

      ألم تر كيف فعلت ثمود مع صالح عليه السلام "قَالُوا۟ يَـٰصَـٰلِحُ قَدْ كُنتَ فِينَا مَرْجُوًّۭا قَبْلَ هَـٰذَآ"هود 12، ثم كذّبوه لما صدع بالحق!

      ألم تر كيف عاش رسول الله صلى الله عليه وسلم بين قومه أربعين عاما، يسمونه الصادق الأمين، ويأتونه يحكم بينهم، بل يرفع الحجر الأسود بيديه الشريفتين، من دون سادات قريش، حتى صدع بالحق فيهم، روى البخاري "فجاء أبو لهب وقريش، فقال: أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلا بالوادي، تريد أن تغير عليكم، أكنتم مصدقي؟ قالوا: نعم، ما جربنا عليك إلا صدقا، قال: فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد، فقال أبو لهب: تبا لك سائر اليوم، ألهذا جمعتنا" وفي رواية "ما جربنا عليك كذبا" فما أن جاءهم بما لا يرضيهم ويساير هواهم، رموه بالسحر والكذب وكل آفة. هذا طابع الباطل الخبيث المنحرف.

      ثم ألم تر ما فعلت الحرورية اليوم، سايرت مشايخ الخير والعلم، كأبي محمد المقدسي، وأبي قتادة، ود السباعي والعلوان، وغيرهم من أعلام العلم وفضلاء القوم، وبجّلوهم واتخذوهم أئمة، حتى إذا أعرب هؤلاء عن فساد مذهبهم وبطلان أقوالهم وأفعالهم، قالوا "تبا لكم"، ثم رموهم بكل خبيثة ووضيعة، واتخذوا من دونهم من لا يعلم ولا يعقل ولا يغنى عنهم في المنهج شيئاً.

      سبحان الله العظيم، هل تتغير طباع الباطل وسماته أبداً؟

      د طارق عبد الحليم             

      13 ذو الحجة 1435 – 7 أكتوبر 2014