والله ما كتبنا كلمة واحدة في مدح حاكم ولا نظام، منذ أن ظهر لنا مكتوب في السبعينيات، بل فضحناهم ووقفنا ضدهم وعملنا لإسقاطهم، وخرجنا مطاريد من ديارنا، ننتقل من بلد إلى آخر، بأهلنا وأولادنا، هرباً من ظلمهم، مستضعفين في الأرض، منذ 1982 لم نجد إلا بلاد النصاري فيها أمن للمسلم، فسبحان الله العظيم! أنشأنا بحمد الله أولادا منهم حافظ للقرآن، ومنهم من ابتلي في دين الله وسجب بسبب نصرته مدى الحياة، وبناتا لا يتركون صلاة ولا حجابا منذ نعومة أظفارهن.
أين الأمان في بلاد مبارك وآل سلول والحسين وغيرهم؟ تلك الديار التي يعيش فيها أذناب ابن عواد، ثم يعيرون من يعيش في بلاد النصارى، كأنهم هم في بلاد الإسلام، خاضعين لأحكامه؟ خيبة وجهل وخزي وضعف عقلٍ ونفاق وقصور فهم.
لم نتوقف يوماً، بفضل الله وحده ومنته علينا، عن نصرة هذا الدين، ونشره بين المسلمين، تدريساً وتدويناً، ومنافحة ضد العلمانية والمعتزلة والمرجئة، قبل أن يولد غالب هذا الجيل التعس من أذناب الحرورية الذين لا يحسنون قراءة صفحة من مقال، بله كتاب أو مجلد، بل قبل ميلاد رويبضات علمهم وقياداتهم، ابن عواد والكاذب المبهت، وبقية العصابة المساندة.
ثم إذا بهؤلاء الحرورية، ورثة ذي الخويصرة والزوابري يرتفع لهم علم، بلاء من الله لأمة انحرفت عن دينها وابتدعت فيه، وراحت تتأرجح فيه بندولياً، بين إرجاء إخوانيّ وحرورية زوابرية عوادية. فاللهم تقبل منا نصح هذه الأمة، وبيان الطريق لها، وتوجيهها إلى صراط الله المستقيم الذي بيّنه رسول الله بسنته. ولا يظنن ظان أنه بعد أربعين عاماً في هذه الدعوة، سيكون لهؤلاء المفلسين أثر في صدّنا عن هذا السبيل القويم. اللهم تقبل اللهم تقبل اللهم تقبل.
د طارق عبد الحليم
4 ذو القعدة 1435 – 29 أغسطس 2014