خرج بعض الدعاة يقول إنّه يجب على العلماء ألا يصفوا تنظيم بن عواد بما هو صحيح شرعاً، أنهم حرورية، من حيث أنّ ذلك يعين الصليبية على ضربهم! ولا أجد ما أصف به هذ التوجه والتحليل، إلا لا حول ولا قوة إلا بالله. أما عن التوجه، فأشعر فيه بارتعاش وضعف، قد يكون مُبَرّرا لمن يعيش قريبا من هؤلاء القتلة خشية على حياتهم، لكن الله أعلم بحال القائلين. كما أنه خطأ شرعيّ محض، وإعانة على قتل المسلمين على يد تلك الجماعة الحرورية الباغية. ولا أدرى عن هؤلاء! كيف يبررون الصمت عن هذا الاجرام، وعن تحريض وتوجيه القوة السنية للقضاء عليهم. وماذا في القضاء عليهم من ضرر على المسلمين ابتداءً؟ أليست هي توصية رسول الله في معاملتهم؟ هذا انحراف عن منطوق الحديث بلا داعٍ، ولو أنهم كفروا المسلمين ثم لم يذبحوهم، لقلنا لعل وعسى، لكن هؤلاء صاروا ناراً على الموحدين. وهو ما يشير إلى ضعفٍ النظر الشرعيّ لدى القائلين بهذا. أمّا عن التحليل، فهو خطأ محض وضعفٌ في الرؤية السياسية، كما أشرنا من قبل عن أصحاب هذا الاتجاه. فهل يعقل قائل هذا أنّ أمريكا تنتظر توصيف بعض مشايخٍ لضرب هذا التنظيم؟وهل انتظرت توصية مشايخ لضرب صدام أو طالبان، أو أي مكان آخر؟ هذا غاية في قصر النظر لا أدرى كيف يتواجد في القائلين بهذا. ونحن على يقين أنّ هؤلاء اليوم سيصمت عنهم أتباع التنظيم، بل قد يهللون لهم، بعد عداء، حتى تنتهي الموجة، ثم يعودون لتكفيرهم وتهديدهم. لا والله إنهم حرورية بنص حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبما يفعلون، ضربتهم أمريكا أم لم تضربهم.
د طارق عبد الحليم
25 شوال 1435 – 21 أغسطس 2014