فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      عيد بأية حال عدت يا عيد؟

      الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، وبعد

      وحلّ عيد الفطر المبارك لعام 1435 من هجرة سيد المرسلين عليه أفضل الصلاة وأتمّ السلام. انتهى شهر الصيام، شهر العبادة والتفكّر والتلاوة، وجاء العيد يحمل للناس أملاً واعداً في غدٍ قريب.

      كلماتٌ يجب أن تخرج من الفمّ، فيصوغها القلم، حقيقة من القلب. لكن، واحسرتاه، لا أجد لها طعماً لفرحٍ، لا ألمح فيها معنى لبِشْرٍ!

      فقد جاء العيد، ونحن أسوأ حالاً من أيّ وقتٍ مضى، في كلّ بقعة من بقاع أرضٍ كان الإسلام مُمَكَّناً فيها في يومٍ من الأيام. وإذا بكفر وعلمانية وولاية كفار هي التي تسود وترفع أعلامها عليها اليوم، دون خجل أو استحياء.

      قل لي بالله عليك، كيف يفرح المسلمٌ، والدماء تسفك يومياً في غزة، أطفالاً ورجالاً ونساءً، لا غذاء ولا دواء، بتشجيع ودعم مرتدي الخليج، والتنسيق والحصار من مرتدي مصر ؟

      كيف يفرح المسلم وبراميل بشار تقتل المسلمين يومياً؟

      كيف يفرح المسلم والمسلمون يذبحون يومياً في أفريقيا الوسطي دون كلمة اعتراض واحدة من أيّ دولة في العالم كله؟

      كيف يفرح المسلم وهو يرى من يدّعى الإسلام يقتل المجاهدين ويطاردهم ليصفو له التحكم والسيطرة في قطاع ألقته اليه يد التقسيم الغادر في سوريا العراق؟

      كيف يفرح المسلم وهو يرى المسلمون يعتقلون ويُصَفَّون في مصر والشيشان وليبيا وغيرها من كافة أرض المسلمين، يقتلون بلا رحمة، على يد العلمانية المتواطئة مع الصهيو-صليبية؟

      كيف يفرح المسلم وهو يرى الجهل تطفح به عقول "المسلمين" في كلّ بلدٍ "مسلم"، يُوقّرون ملوكاً ارتدّت عن دينها، ويُعظّمون رؤوساء خرجوا عن ملتها، إن كانوا قد دخلوا فيها أصلاً، يُحقّرون العلم والعلماء، ويَتّبعون الرويبضات والسفهاء؟

      والله لولا أننا أمرنا بالخروج للعيد، وبالفرح لتمكين الله لنا من قضائه صياما وقياماً، ما كان يومه إلا يوم همّ عظيم وحزن مقيم.

      أعاد الله العيد على المسلمين في عام قابلٍ بخيرٍ مما هم فيه اليوم، قد بُدّلت قياداتهم، وقويت شوكة مجاهديهم، وأفاق عوامهم من سبات جهلهم، وحَيَت عقولهم من موت غفلتهم.

      د طارق عبد الحليم

      27 يوليو 2014 – 29 رمضان 1435