فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      فائدة: نفسية البغدادي .. نرجسية لا جدال فيها

      نستغفر الله من قولة "لو" فهي تفتح عمل الشيطان، لكننا سنستخدمها للتحليل لا للتمنى. فلو أنّ البغداديّ بقي على تنظيمه، وعامل بقية التنظيمات بما يعامل به المجاهدون المتحدون في هدف واحد بعضهم بعضا، ولو تعاون معهم بدلاً من قتلهم وحزّ رؤوسهم ليخلوا له الساحة دون معارضة، ولو أنه انتظر حتى يكونوا جبهة واحدة، ويفتح الله عليهم جميعا بغداد وما حولها، ولو جمع بعدها أهل العلم من حوله، وتشاور هو وبقية المجاهدين السنة وعلمائها فيمن ينصبوه أميراً على الكيان الجديد، وترك موضوع الخلافة هذا جانباً لحينه، لو فعل كلّ هذا لكان خيراً له وللجهاد. لكنه اختار قتل المجاهدين وحزّ رؤوسهم وفلقها وشق البطون، ثم الاسراع في إعلان خلافة شوهاء لن يتجاوز عمرها أشهراً على أحسن تقدير. فلم فعل هذا؟ هي نفسية نرجسية التركيب، فيها حب الذات وتعظيمها، وقد أقنعه أحد الناس أنه قرشيّ، دون دليل، فتبنى هذه النظرية، وراح يقتل معارضيه فيها، بالتعاون مع بعض المختلين نفسيا كالعدنانيّ، ومن شأن من هذا حاله أن يتسرع في الهجوم، وفي التصرفات.

      فالنرجسيّ يرى أنه أفهم الناس وأعلمهم، وثقته بالنفس لا حدّ لها وكأن غيره لا يعلم شيئاً، ضف إلى ذلك أن النرجسية الدينية هي أبشع أنواع النرجسية، إذ تضفي القداسة على تصرفات المرء، وتجعله يظن أنّ أفعاله يمليها عليه الله سبحانه. وقد اختار الرجل أبي بكر كنية له، واستعمل كلمات أبي بكر في خطبته، فهو والله يظن أنه "أبو بكر" الثانيّ! ويعتقد أنه أفضل من عمر وعثمان وعلي ومعاوية وعبد الله بن الزبير وسائر خلفاء الأمويين العباسيين وغيرهم، أليس هو أول الخلفاء في الخلافة الجديدة على منهاج النبوة؟ فهو قرين أبا بكر إذن، لا أقل. الرجل نرجسيّ مختل عقلياً، صادف عقولاً ضئيلة، ورجالاً جهلة، فعمل ما عمل هتلر من تسرع في غزو أوروبا كلها دفعة واحدة.  والله الذي لا إله إلا هو هذا لون من الجنون،وحب الذات والنرجسية المطلقة المتعطشة للدم.

      د طارق عبد الحليم

      7 يوليو 2014 – 9 رمضان 1435