فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      لا والله .. ما هذا منهاج النبوة ولا هو وعد الله!

      الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، وبعد

      منهاج النبوة .. هكذا نقولها وكأننا نتحدث عن برنامج حزبي سياسي ناجح، أو خطة عسكرية مبهرة، يتمكن بها من تبنّوها أن يصلوا إلى سيطرة على أرضٍ وحكمها. لكنها والله أكبر من ذلك، بل أعظم من مناهج الأرض وخُططه وبرامجه مُجتمعة. فهل منهاج البغدادي وجماعته هو منهاج النبوة؟ لا والله الذي لا إله إلا هو، ما هو بمنهاج النبوة، ولا هو وعد الله الذي لن يخلفه. وهاكم الأسباب.

      منهاج النبوة هو منهاج الرحمة والحكمة والعدل والقسط والنصفة والأدب والصدق والمروءة، والخلق الحسن، والشجاعة والصبر والقوة، ثم تحكيم شرع الله، على يد من اتصف بهذه الصفات، سمّه أميراً أو خليفة أو رئيساً أو مشيراً.

      قال تعالى "بالمومنين رؤوف رحيم"، وقال تعالى "وعلمه الكتاب والحكمة"، وقال تعالى "أقيموا الوزن بالقسط"، وقال تعالى "اعدلوا هو أقرب للتقوى"، وقال تعالى "كونوا مع الصادقين"، وقال تعالى "اصبروا وصابروا ورابطوا"، وقال تعالى، جمعاً لهذه الصفات "وإنك لعلى خلق عظيم"، فهي كلها خلق، لا يغنى بعضها عن بعض.

      هذه هي ملامح منهاج النبوة. هذه صفات يتحلى بها من أراد أن ينتسب لمنهاج النبوة، لا قولاً وتعليقا، بل فعلاً وتحقيقاً. وهي أظهر ما تكون عند من أراد أن يقود أمة محمد صلى الله عليه وسلم، أو من أراد أن يتقلد منصب خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

      فماذا نرى اليوم فيمن ادعى خلافة، وكم من ادعاها على مرّ التاريخ زوراً وبهتاناً؟

      أين الرحمة في حزّ رؤوس مجاهدين، بدعوى أفعال ردة، ليس فقط لم تثبت عليهم ولا بشبهة، بل ممن اقترفوا مثلها، نفاقاً، مثل أخذ بيعات البعثيين. فمن أخذوا هم بيعته، تائب مهتد، ومن أخذ بيعتهم أبو سعد الحضرمي كاذب منافق؟ يقول متحدثم الكاذب المبهت أنّ الرصاص سيفلق رأس مخالفيهم، وهو يقصد المجاهدين لا النصيرية! ألا ساء ما يحكمون.

      أين الحكمة، في التفرقة بين عصبة الجهاد الواحدة، وحرف فوهة السلاح إلى صدور مسلمين، حتى لو اعتبرهم عصاة، بدلاً من النصيرية والرافضة؟ ألا ساء ما يحكمون.

      أين القسط والنصفة، في إنكار بيعتهم للشيخ الفاضل مولاهم د أيمن الظواهري، والخروج عليه، بعد أن أنكروا على الشيخ الجولاني فض بيعتهم؟ ألا ساء ما يحكمون.

      أين العدل في السعي وراء خطف ثمار جهد النصرة وبقية الكتائب المجاهدة، باسم دولة مزعومة، للسيطرة وحيازة الأموال والأرض. ألا ساء ما يحكمون.

      أين المروءة في حصار مدن وقرى، لا يعيش فيها إلا مسلمون، من أجل "تحريرها" من مجاهدين مخالفين لهم. ألا ساء ما يحكمون.

      أين الصبر، وهاهم يستعجلون ثماراً قطفها لهم مجاهدون وكتائب وعشائر، ثم يسارعون ببيانات لا تزيد الموقف إلا اضطراباً وتخليطا، وكأنهم يعيشون في كوكب وحدهم، لا يرصدهم عدو يرى كل حركى يتحركونها، ولا يسكت عليها إلا لسبب. ألا ساء ما يحكمون.

      أين العلم والعلماء؟ والله لقد عري هؤلاء عن فرد واحدن لا اكثر، ينتسب لعلم حقيقي، لا إمعات رويبضات، يعرف القاصي والداني قدرهم، مما دوّنوا من سفاهات وتفاهات. خالفهم الطواهري والمقدسي والسباعي وأبي قتادة والوحيشي وكافة علماء السنة المشهود لهم، ممن كانوا أسيادهم ومشايخهم، ثم تنكّروا لهم، للنفط والأرض. ألا ساء ما يحكمون.

      أين أهل حلهم وعقدهم؟ أين اتّباع السنة؟ من هؤلاء الذين فرضوا هؤلاء البشر على رقاب الخلق، لا أتم الله لهم ذلك؟ ألا ساء ما يحكمون.

      أين الصدق؟ وقد رأينا متحدثهم الغرّ العدنانيّ يكذب على الإمام الظواهري، في كلّ كلمة، وعرضنا كذبه وافتراءه على الشيخ كلمة كلمة، لمن لا حياء عندهم والله، فالطذب شيمتهم التي لا تنفكّ عنهم، ومن ثمّ، الغذر والخداع والتقية. ألا ساء ما يحكمون.

      أين الخلق الحسن؟ فوالله لقد تحدثنا بكل دليل ساطع وبرهان قاطع، فلم نر من قادتهم من يرد قولاً، لعجز وقصور. بل وجدناهم يتركون نوابحهم من أتباع جهال لا عقل لهم، يسبون ويشتمون ويفترون الكذب، ويرمون الأعراض ولا يستحون من الله. ألا ساء ما يحكمون.

      ثم يقولون نحكّم الشرع! أألكذب وقتل الأنفس التي حرم الله وتكفير المسلمين وسلب أموالهم وفرض إتاوات عليهم باسم خلافة مزعومة، وتهديد الآمن ليبايع خوفاً ورهباً، أهذا تطبيق الشرع؟ بل هؤلاء يرون تطبيق الشرع هو تطبيق بعض حدوده، قكع يد سارق وحد زانٍ وضرب نقاب على النساء. وكلها حق، أريد بها باطل. فما ذكرنا من صفات هي التي يجب أن تطبق الشرع متكاملاً، لا مجتزءاً محرّفاً ناقصاً. الا ساء ما يحكمون.

      أهذا وعد الله؟ لا والله، بل هو إملاء الله، حتى إذا عتوا عن أمر ربهم أخذهم بغتة. ووالله لا أجد في نفسى ذرة من شفقة عليهم حين يحين حينهم، لعتوهم وتجبرهم واستعلائهم. فهم أصحاب الدين، وغيرهم كفار، وهم أصحاب الحق وغيرهم مبطلون. هم أبناء الله وأحباؤه، هم شعب الله المختار، هم أمة محمد! وكذبوا، هم شعب العدناني، كشعب السيسي وعاهل السلولية! كلهم سواء.

      وعد الله يأتي على يد من يرحم المسلمين، موافقاً أومخالفاً. وعد الله يأتي على من لا يكفّر مسلماً إلا ببرهان كالشمس الطالعةن لا من يتخذ دليلاً من دعيّ علم كالحازمي يكفر به الخلق. وعد الله يأتي على يد من لا يستحل دما حراما، ولا قطرة منه، في سبيل تحقيق ما جعله الله وسيلة لحفظه. وعد الله يأتي على يد صادق ليس بكذوب، وصابر ليس بمتعجل، وعادل ليس بظالم. وعد الله يأتي على يد من جاء به أهل حلّ وعقد تجتمع عليهم الأمة، لا شرذمة مجاهيل، لا يعرف أحد اسم واحد منهم. وعد الله يأتي على يد من طهر لسانه، وخفض للمسلمين جناحه ورقّ جنانه، لا لغليظ بارد قاتل، باسم دين الله، والله منه برئ ورسوله.

      ولا زلنا ننتظر وعد الله الحق، وخليفته المرتقب، الذي يعرف منهاج النبوة، ويسير عليه.

      5 يوليو 2014 – 7 رمضان 1435