بعد الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد
فقد وجهت نداءً عاجلاً إلى علماء الأمة ودعاتها منذ أيام قليلة، قبل أن يظهر هذا البلاء الجديد لتنظيم الحرورية، خلافة البغداديّ! وهو والله عين ما قيل فيه "شرّ البلية ما يضحك"، في هذا الوقت الخطير من تاريخ أمتنا المسلمة، الذي تتكالب عليها، دون هوادة، الروافض والنصيرية والصهيونية والصليبية، ثم آخر البلاء، الحرورية البغدادية، فتقتّل أبناءها وتستبيح بيضتها، وتستحل أموالها، كلهم في هذا سواء.
أما الروافض والنصيرية والصهيونية والصليبية، فأمرهم معروف للأمة، لا داع لاستنفارٍ مخصوص بشأنهم، إذ إنهم كلهم عداء على الإسلام ودينه ورسوله صلى الله عليه وسلم. وأمّا عن الحرورية البغدادية، فهي بدعة آثمة، تعمل في نهش جسد الأمة، وقتل مجاهديها، بسياسة حصان طروادة، يتظاهرون بالإسلام، ثم يقتلون أهله ويتركون أهل الإوثان.
أتوجه اليوم بطلب عاجل، إلى ذات العلماء والحكماء ورؤوس الجهاد، من تحدثت اليهم من قبل، من أراد منهم إصلاحاً، ومن رأي أن يضع يده في يد إخوانه من علماء أهل السنة والجماعة، فلا ينزوى عنهم بتفردٍ ممقوت، بزعم الحكمة أو التريث أو الانشغال بغير هذا الواجب العينيّ الفوري، أن يقوموا بإعلان جبهة سنيةٍ علمية شرعية متوحدة، تُصدر، أول ما تصدر، إعلانا وبياناً يفضح هذا العبث والهراء الذي جرّتنا اليه جماعة الحرورية البغدادية، بعد أن تحوّلوا، في بياناتهم لا غير، في أشهر معدودات، من جماعة منشقة عن القاعدة الأم، إلى دولة، إلى خلافة بزعمهم، ويعلم الله ما يأتي بعد! وهم بالنسبة للعلماء لا يزالوا تلك الجماعة المنشقة الحرورية لا أكثر، بل أقل.
وهم لا يخدمون في هذا إلا أغراض الروافض والنصيرية والصهيونية والصليبية، بطريقٍ غير مباشر، إذ يفتّون في عضد الجهاد، بالتفرقة، بل بقتل المخالفين لهذا الجنون المتوحش.
وليس هناك كلمات تقال، في هذا الموضع، إلا أن أطلب منكم، وكلّكم أعرف بنفسه، أن تحملوا كلمات الله سبحانه بجدّ وعزم "وَإِذْ أَخَذَ ٱللَّهُ مِيثَـٰقَ ٱلَّذِينَ أُوتُوا۟ ٱلْكِتَـٰبَ لَتُبَيِّنُنَّهُۥ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُۥ". وفي الصمت اليوم كتمان، وفي الانزواء ضعف وخذلان.
ولعلكم تجتمعون على رجلٍ منكم يقوم بدور المنظِم لهذه الجبهة العلمية الشرعية، فيقوم بالاتصال والتنسيق.
- يا علماء الأمة، هذا واجب الوقت، لا غيره.
- يا علماء الأمة، لا تأخِّروا البيان عن وقت الحاجة اليه.
- يا علماء الأمة، سيستحر القتل في مجاهدي الأمة، من قِبل هذه العصبة بما لم تتمكن منه الصليبية العالمية من قبل.
- يا علماء الأمة، هي أمانة وضعها الله في رقابكم، وقد أمركم الله بتأدية الأمانات إلى أهلها، فاجعلوها زينة في أعناقكم، لا سلاسلا تجرون منها يوم القيامة.
ألا هل بلغت، اللهم فاشهد.
د طارق عبد الحليم
30 يونيو 2014 – 2 رمضان 1435