فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      نداء عاجل إلى علماء وحكماء ودعاة أهل السنة والجماعة

      الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، وبعد

      أتوجه بندائي هذا إلى السادة العلماء والمشايخ والدعاة الأفاضل:

      1. الشيخ العالم المجاهد الحكيم أيمن الظواهري حفظه الله
      2. الشيخ العالم المجاهد هاني السباعي حفظه الله
      3. الشيخ العالم المجاهد أبو محمد المقدسي حفظه الله
      4. الشيخ العالم المجاهد أبو قتادة الفلسطيني، فكّ الله أسره
      5. الشيخ العالم المجاهد عمر الحدوشي حفظه الله
      6. الشيخ العالم المجاهد سعد الحنيطي حفظه الله
      7. الشيخ الداعية الفاضل د إياد القنيبي حفظه الله

      وكلّ من هم من أهل الفضل والشأن والكلمة في هذا الموضع، حفظهم الله جميعا.

      رغم ما تشهده الساحة العراقية هذه الأيام من دحرٍ سريع متلاحق لقوى الرافضة المجوس، والتقدم الذي تحرزه القوات المناهضة لهذا الحكم الصفويّ، فيفرح المؤمنون وتنشرح صدورهم بنصر الله، إلا أنّ المشهد الذي نراه لا يزال قائماً في المنطقة الشرقية بسوريا الحبيبة، من حصار للمسلمين السُّنة وقتل لمجاهديها على يد النصيرية الأنجاس من جهة، وعلى يد جماعة الدولة البغدادية من جهة أخرى، يجعل هذا الفرح حزناً، والأمل ألماً. وهو الاحساس الذي لم يفارقني لحظة رغم ما يحدث على أرض العراق، فلم يغب عن ناظري حال أهل الدير، كما لا يغيب عن ناظرنا حال أهل غزة الحبيبة.

      ولا يخفي عليكم أن ما يحدث في العراق، ينعكس انعكاساً مباشراً على سوريا، محلياً ودولياً، والتعامل معهما على أنهما منفصلان خطأ قاتل.

      يجب أن لا يغيب مشهد الدير عن أعيننا لحظة. ولا يجب أن تفتر هِممنا في السعي لتوجيه النظر وإدانة هذا الحصار من جهة الجماعة البغدادية، تأثراً بالأحداث الأخيرة في العراق. فإن دماء المسلمين حرام تحت أيّ عذر كان، خاصة إن كان بدعوى التوسع لإقامة "دولة إسلامية"، فهو فرع يعود على أصله بالإبطال، كما لا يغيب عن علمكم. فإقامة الدولة فرع عن حماية الأرواح والأموال والأعراض، فإن تسبب في إزهاق الأرواح والأموال والأعراض، فلا كان ولا صار.

      ولا تخفي عليكم سياسة جماعة الدولة البغدادية، التي تسير دائما في خطين متوازيين لا يلتقيان، أحدهما السياسة على الأرض، وهي سياسة التكفير والقتل والسعي إلى التوسع لذاته، غير عابئة بدماء أو أموال. وثانيهما سياسة المحاورة والمداورة وإبداء الانفتاح على الحوار. وهو ما حدث معي شخصياً، ومع الشيخ الفاضل السباعيّ ومع غيرنا بلا شك. وهي سياسة تشابه سياسة الصهاينة في فلسطين المحتلة من "التحاور" الذي لم يزل منذ أيام قيادة فتح الأولى، وسيظل إلى يوم يبعث الله الناس، إلا أن يريد ربي شيئا.

      ولهذا، فإني أحذر من الوقوع في شَرَكِ الحوار ومحاولات التفاهم، فوالله إنّ هؤلاء لن يتوقفوا عن خطهم الذي ارتضوه من التكفير والقتل، خاصة وقد ابتلاهم الله بنصر حققته قوى مشتركة على الأرض، واستطاعوا نسبته إلى أنفسهم وحدهم.

      ولا أري الخطة اليوم إلا توجيه الدعوة العامة لمجاهدي أهل السنة في كل مكان للإنضمام إلى إخوانهم في الدير، لدفع الصائلين من النصيرية والبغدادية. وإني أدعوكم جميعاً، من ذكرت ومن لم أذكر، أن تواصلوا جهدكم في توجيه النظر إلى جُرم هذا الحصار في كلّ وسيلة إعلام، وفي كلّ خطبة أو كلمة أو مقال يخرج عنكم في الشأن الشامي العراقي. ولا بأس من أن يخرج عنكم، في هذا التوقيت بالذات، الذي سُكّرت فيه عقول هؤلاء بنصر ما، لإدانة تصرفاتهم في الدير.

      ولست والله منتميا لأية جماعة على الأرض، لكنها أمانة الله في أعناقنا جميعا، ونحن نرى إخواننا وأبناءنا يقتلون على يد من يحمل راية سوداء، يعلم الله أن صاحبها صلى الله عليه وسلم لا يرضى عما يفعل هؤلاء.

      ألا هل بلغت، اللهم فاشهد

      د طارق عبد الحليم

      19 يونيو 2014 – 21 شعبان 1435