فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      أسئلة محددة لمناصري الدولة

      الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، وبعد

      لأنه قد لا يزال هناك بصيص خافت من أملٍ في أن يهتدى بعض أفرادٍ من متابعي "الدولة"[1]، ممن قد يشذون عن قاعدة السلف "لا يرجى لصاحب بدعة من توبة"، لهؤلاء، ولمن يتبع الحق ابتداءً، أضع هذه القائمة من الأسئلة، لعل القارئ، من الجانبين، أن يتقى الله قبل أن يجيب عليها صراحة، مستخدما الورق والقلم، حيث أظن والله أنها ستكون في قائمة حسابنا جميعا بين يدي الله.

      1. هل توافق على أنّ ما جاء فيما أعلنه د أيمن الظواهريّ من وثائق يلقى، ولو بظلال الشك" على موقف البغدادي، ومخالفته لأمراء الجهاد؟ علما بأنه ليس هناك في فقه السياسة الشرعية ما يُسمى "بيعة الاحترام" أو "بيعة التقدير"، فالأمير هو الأمير، إن أطلق عليه اللفظ أُخذ بظاهره.
      2. إن كانت الإجابة بنعم، فهل يجب مع هذا الشكّ، على أقل تقدير، التوقف في تصحيح النتائج التي ترتبت علي هذا القرار؟
      3. هل ترى قرار "التمدد" من العراق إلى الشام كان صائباً، من حيث أنّ العراق لا تزال محتلة بالروافض بشكل كبير، وتحتاج إلى كلّ الدعم العسكريّ؟
      4. إن كانت الإجابة بلا، فماذا يا ترى كان السبب في هذا القرار بالتمدد؟ أهو قرار مُتسرع؟ أو اتباع وهم بقيام دولة حقيقية؟ أم هناك سبب آخر؟
      5. هل تعرف، ومن ثم تصدق، أن البغداديّ قد وافق على أن قرار الشيخ الظواهري في تحكيمه بين أميرين تحت قيادته، سيكون على رأسه وينفذه بكلّ احترام؟ أكان هذا مبنيا على "بيعة الاحترام والتقدير" أم بيعة حقيقية، عملاً بظاهرها؟
      6. إذا كانت الإجابة بنعم، ألا ترى إذن أن مخالفة الجولاني للبغدادي مبررة، من حيث أنّ كلاهما خالف أميره، لكن أحدهما خالف بالعودة إلى أميره الأصلي، والآخر خالف ضد أميره الأصليّ، بل ذمه واتهمه وحاول إسقاطه؟
      7. ما هي دلالة حملة الاغتيالات المبكرة التي بدأها تنظيم الدولة في الشام، بأيدي أبو بكر العراقي الجزار، والأزبكي وغيرهما، أهي صحيحة في موضعها، من حيث تدل على ظاهرة تكفير مبكرة، مباركة من القيادة؟
      8. هل هذه الظاهرة التكفيرية، قد تتابعت بعد ذلك باغتيال أبي خالد السوري وأبي سعيد القحطاني وأبي تراب وأبي محمد الفاتح وغيرهم كثير؟
      9. هل ترى أنّ مسائل التكفير هي من مسائل الفقه كما وردت في كل كتب الفقه في باب الردة؟ ومن ثم هي فقه يجب أن يحكم فيه فقيه؟
      10. هل ترى، حقا وصدقا، أن العاميّ من الناس، ممن لا يستأمن نفسه على القول في مسألة حيضٍ أو طهارة، يمكن أن يقول في تكفير مسلمين من حوله عيناً؟
      11. هل ترى سببا لعدم إصدار تنظيم الدولة بياناً واضحاً بتكفير كل تلك الجبهات التي يغتال جنوده أفرادها بشكلٍ ممنهج، أو حتى تأصيل شرعيّ لهذه الاغتيالات والمفخخات والانغماسات، كما يسمونها[2]؟
      12. هل يحلّ قتل المسلمين، وإن سلمنا بعصيانهم، رجالا ونساء وأطفالاً، بدعوى أنهم مرتدون، رغم أن تنظيم الدولة لم يصدر حتى الآن بياناً بتكفير هؤلاء؟
      13. هل يحلّ محاصرة مسلمين واقعين تحت ضربات النصيرية من جهة، علماً بأن الحصار يخنق المدنيين والعسكريين على السواء؟ وهل من تأصيل شرعيّ يحلل هذا الحصار؟
      14. أإقامة "دولة" هدف أو وسيلة؟ سبب أو نتيجة؟
      15. أليس الأولى أن يحارب المجاهدون، كلهم، النصيرية، قبل أن يحاول فريق منهم إقامة "دولة" لا حقيقة لها حالياً، ثم تقام دولة حقيقية؟ أيكون الأفضل إفناء نصف المجاهدين لنصفهم الآخر، من أجل كيان دولة على الورق، تتعرض بعدها للإفناء على يد القوى المناوئة؟
      16. ألا ترى ماذا يكسب النظام حالياً من جراء محاولة إثبات تلك "الدولة" على الأرض، بينما هي أصلاً تقوم إيقاع الخسارة بهم؟ أتكون الوسيلة سبباً للقضاء على الهدف المقصود؟

      أسئلة تريد أجابة من المنصف، فهلموا إلى الإجابة، فلعل وعسى، وإن كنا نعرف أنّ أقل القليل، خاصة فيمن ركب رأسه، وتغلغلت البدعة في عروقه،سيستجيبون بمحاولة منصفة للإجابة  لكن، يهدى الله من يشاء.

      د طارق عبد الحليم

      17 رجب 1435 – 16 مايو 2014


      [1]  وقد استخدمت اسم "الدولة" هنا دون توصيف، استئناسا لأتباعها، لا إقراراً بها، كما أزال رسول الله صلى الله عليه وسلم صفة النبوة من اسمه في الحديبية.

      [2]  ولا عبرة هنا بحادثة مفردة قام بها أحد جنود النصرة، وأدناها وتعهد قادتها بعدم تكرارها إلا في حالة أن صال عليهم عدوهم.