فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      رسالة إلى الشيخ الجليل د أيمن الظواهري بشأن كلمته الأخيرة

      الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، وبعد

      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

      الشيخ الجليل د أيمن الظواهري حفظه الله

      الحمد لله الذي جعلنا ممن يعرف قدر الرجال، وممن يرون فضلهم، فإنه لا يعرف الفضل لأهله إلا أهل الفضل، فلله الحمد والمنة. وأنتم ممن لا يزكيكم عند الله أحد، فسابقتكم معروفة، وسجالاتكم مع الكفر موفورة، لا يجحدها إلا كلّ ظالم لنفسه، جاهل بضآلة قدره عند الله والناس.

      أما عن كلمتكم الأخيرة، فقد كانت بيانا شافيا لموضوع البيعة التي نقضها البغدادي، الذي، لسبب ما، أغرقتموه بمدح لا يستأهل معشاره، فهو رجل على بدعة عقدية واضحة، وخروج على بيعة ومخالفة. وإن كان نسبه لا يرتفع به عن الحضيض كما لم يرتفع بآل عبد الله بن الحسين بن طلال الهاشمي الأردني عن مقام الكفر والردة.

      على كل حال، فإن ما جاء في الكلمة من أمر لجبهة النصرة بوقف القتال، كان سبباً في إحداث شرخٍ كبير في تكتيكها ضد صولة تنظيم الدولة المارقة، بل، رآه البعض، أنه نصرة لها على من خالفها، وتمكين لها لاستمرار اعتداءاتها دون مقاومة! وقد ظهر هذا في مواقف عدد من جنودها، ممن أصابهم التردد نتيجة كلمتكم هذه. فقد أعطيتم بها أهل البدعة سلاحا يشهروه في وجه أهل السنة، أن أطيعوا أميركم وكفوا عن مقاومتنا، ولا تردوا اعتداءاتنا! ومن الجنود من يستمع لهذا الهراء ويترك قتال هؤلاء الحرورية الصائلين في الدير.

      والوضع في الدير في غاية الحرج، إذ صال هؤلاء الحرورية على المكان من كافة أقطاره، وليس فيه نصيرية يحاربونهم، بل كلهم مسلمون، يتحكمون في المكان ويحكمون فيه بالشرع، كما رأيت بعيني مثال من ذلك في أحكامهم القضائية.

      فأن يقال أن هؤلاء الجنود يجب أن يكفوا عن نصرة إخوانهم في الدير، لهو أمر نُجِلّ العاقل العاديّ عن أن يقول به، بله الشيخ الجليل الظواهريّ. وقد عقبنا على كلمتكم بما يناسب المقام بهذا الشأن فور بثها، لأننا علمنا ما ستسبب من مشكلات على الأرض.

      فيا أيها الشيخ الجليل، نسألك بالله، أن تبين موقفك من هذه الجماعة المارقة بالتفصيل والحق، دون مجاملة أو محاورة للصلح وخلافه، فهؤلاء ليسوا أهلا لصلح، بل هم أهل بدعة سيقيمون عليها حتى يفنوا دونها، وأنتم أعلم بدين الحرورية. ولا محل هنا لمجاملات أو مدح لقتلة وسفاكي دماء، يتمسحون بدين قد مرقوا منه كما يمرق السهم من الرمية، فوالله إن لم يكونوا هؤلاء من وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمن؟

      إن القتل اليوم، والقتال على جبهة الدير، يستلزم أن تتجمع صفوف جبهة النصرة ومن معها من مجاهدين، لعمل "كماشة" حول هؤلاء الحرورية، وهذا يستلزم دعم الجنود من خارج الدير، ولعل منهم من يتردد في ذلك بسبب كلمتكم، يحملونها على غير مرماها. فلا تكونوا شركاء لهؤلاء الحرورية، خاصة وقد درجتم على تسمية القتال "قتال فتنة"، وما هو والله بذلك، بل هو ردّ صائل مبتدع حروري، بلا شك في ذلك.

      وأتوجه، بعد إذنكم، إلى جنود النصرة في كل مكان، وغيرهم من جنود المجاهدين، أن لا تترددوا في صد هؤلاء، ورفع حصارهم عن الدير، ومعاونة إخوانهم داخله، لأن في ذلك التردد نصر للبدعة وقمع للسنة، وهو ما لم يقصد أميركم بلا شك. بل الأمر أمر اشتباه وتوقيت في الرسالة المذكورة، لا تنتظروا ردّ أميركم وتوضيحه، فإن مثل هذه الرسائل تصله بعد أسابيع عدة، يكون وقتها قد سبق السيف العذل، وفات أوان التصحيح.

      فهبوا إلى نصرة إخوانكم في الدير بلا تردد، فهو والله واجبكم، وسنة نبيكم لا تتركوها لكلمة قيلت بمناسبة خاصة، في وقت يعلمه الله، بين تسجيله ونشره. لا تتركوا المُحكم للمتشابه، فما هكذا يريد الشيخ الجليل د أيمن الظواهري.

      ونحن نعلم أيها الشيخ الجليل أنك ستقرنا على ما نقول، فنحن وأنت على دربٍ واحد إن شاء الله، لكننا نعرف أنّ هذه الرسالة قد تصل اليك متأخرة، أو قد لا تصل مطلقاً، فنكون قد قمنا بواجب النصح عنكم، ونحن وأنتم قرناء في ولوج ساحة الدعوة، أنتم في الجهاد بارك الله لكم بسابقتكم، ونحن في الكتابة والتدوين منذ الستينيات.

      والله الموفق لما فيه رضاه، وحفظكم الله للأمة قائداً ومجاهداً.

      أخوكم

      د طارق عبد الحليم

      6 رجب 1435 – 6 مارس 2014